رئيس رابطة التدريسيين العراقيين: 1250 خبيرا وأستاذا غادروا العراق بعد الاحتلال

TT

أكد الدكتور عصام كاظم الراوي رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق، ان اكثر من 1250 من الاساتذة الجامعيين والاطباء الاستشاريين وخبراء علميين متخصصين في مجالي الكيمياء والاحياء وقسما من ائمة المساجد الحاصلين على شهادات عليا، غادروا العراق بعد احتلال العراق. وقال الدكتور الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان سبب نزوح هذه النخبة من العلماء الى الخارج يعود الى عدم شعورهم بالامان داخل العراق من خلال التهديدات التي تلقوها من جهات مختلفة، مشيرا الى انه عدا 250 خبيرا غادروا بسبب المخاوف الناجمة عن الاحتلال، فهناك اكثر من 1000 عالم واستاذ جامعي اضطروا الى الهجرة القسرية تحت طائلة التهديد بالقتل، وان قسما منهم قبع في بيته حفاظا على سلامته. وقال ان هذه الفئة لا تمارس اي عمل الان. وحمل الراوي الحكومة العراقية وقوات الاحتلال ومجلس الحكم المنحل مسؤولية ما يجري في العراق من انفلات أمني حيث تعد الحكومة على حد تعبيره هي المكلفة شرعا وقانونا بحماية المواطنين في البلد، موجها في ذات الوقت اصابع اتهامه الى العديد من الجهات الداخلية والخارجية التي وصفها انها مبنية على اسس طائفية وعرقية فيما يتعلق بالمحور الداخلي. واتهم رئيس الرابطة اسرائيل التي اكد انها تقف وراء الاستهداف الخارجي لهذه النخبة من العلماء والاساتذة الجامعيين والذي وصفه بانه يأتي من جهة حريصة على ان يبقى العراق ضعيفا متهالكا، حيث عمدت جهات خارجية على حرق وتدمير المؤسسات العراقية والتصفية الجسدية لبعض العلماء بمختلف الاديان والطوائف والأعراق. ودعا الراوي الى عقد مؤتمر عام لكل اساتذة العراق، حيث سيتم توجيه الدعوة للتكتل القطاعي المتمثل بوزراء التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة لتدارس هذه الاوضاع الخطيرة التي تهدد المستقبل النهضوي والحضاري للعراق، معربا عن امله في ان تأخذ الحكومة العراقية دورها الفاعل في استتباب الأمن والاستقرار ووضع حد لهذه الظاهرة السلبية.

واستطرد الدكتور عصام حديثه حول اتهامه لاسرائيل بالقول ان «الطريقة التي تتعامل بها قوات الاحتلال في العراق هي ذات الطريقة التي تتعامل بها اسرائيل في فلسطين.. فلا يمر يوم في العراق من دون ان تهدم بيوت وتخرب للمؤسسات وحرق السيارات وتقتلع الاشجار وتجرف اراض ويقتل العراقيون الابرياء اضافة الى ان القوات الأميركية ما زالت تسيطر على المدينة التاريخية في بابل ولا تزال تسيطر على مدينة اور التاريخية في محافظة الناصرية والتي تعد بداية الحضارة في العالم حيث تعلم الناس منها الكتابة اضافة الى سيطرتها على الكفل». وناشد رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين المنظمات الدولية والهيئات غير الحكومية، العمل بالضغط على الولايات المتحدة «لاخراج قواتها من الاماكن التاريخية التي ترمز الى حضارة العراق العظيمة لانها تمثل مساسا خطيرا بكرامة العراقيين وسيادتهم وتعد انتهاكا صارخا لكل الاعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومنها ما يتعلق بحماية التراث الانساني الذي شرعته منظمة اليونسكو». يذكر ان رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق تأسست في 19/6/2003 حيث تهدف الى «نبذ مظاهر التعصب الطائفي والعرقي والحزبي والدفاع عن حقوق جميع التدريسيين وطلبة الدراسات العليا وتقديم النصح للجهات المعنية لتطوير عمل المؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها، اضافة الى انها تسعى الى رفع المستوى العلمي والثقافي والمعيشي للتدريسيين وبذل الجهود الحثيثة لخدمة المجتمع وتشجيع البحوث العلمية والاسهام في تثبيت المفاهيم العلمية الصحيحة التي تظهر معتقدات الأمة وتراثها وتنمية روح التعاون والترابط الاجتماعي بين جميع التدريسيين ومد جسور التعاون بين الجمعيات والنقابات محليا وعربيا ودوليا والسعي لإعلاء مكانة التدريسي الجامعي وتأكيد حصانته ومنع كل إشكال الاعتداء او التجاوز بحقه ومن اية جهة كانت، اضافة الى حماية التدريسيين وعوائلهم من خلال توفير الضمانات الصحية والاجتماعية».