تحقيقات عملية بيسلان: زعيم المهاجمين قتل 3 من رفاقه لإحكام سيطرته.. وتدخل مدنيين مسلحين فجر المواجهة الأخيرة

TT

ذكر المدعي العام الروسي فلاديمير اوسينيف ان القائد الرئيسي للمسلحين الذين احتجزوا الرهائن في مدرسة بيسلان الاسبوع الماضي، اطلق النار علي احد رجاله لرفضه اخذ الاطفال رهائن ثم نسف لاحقاً امرأتين من مجموعته عبر تشغيل جهاز تحكم الكتروني.

وقدم المدعي العام اول صورة تفصيلية لازمة الرهائن، واكد ان المهاجمين تلقوا مساعدة من ضابط بالشرطة المحلية. وقال ان القنبلة الضخمة التي انفجرت داخل المدرسة وأدت الى النهاية الدموية للحصار، انفجرت عن طريق الخطأ عندما كان الخاطفون يحاولون اعادة ترتيب المتفجرات.

وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة لقولها هذا الاسبوع ان المسؤولين الاميركيين ربما يلتقون مع شخصيات انفصالية شيشانية.

ويشار الى ان الصورة الكاملة لما حدث في كارثة احتجاز الرهائن في بيسلان غير واضحة. فقد ذكرت الحكومة ان الرقم الرسمي للضحايا هو 328 بينهم الكثير من الاطفال، بينما اشارت تقديرات اوستينوف الى ان الرقم يمكن ان يصل الى 500. وقد اشار الى ان اكثر من 1200 كانوا محتجزين كرهائن وان 727 تلقوا رعاية طبية.

واستمر اقارب الضحايا في بيسلان في الاتصال بالمستشفيات والمشارح للبحث عن ذويهم. وذكر مسؤولون في فلاديقوقاز، عاصمة اوسيتيا الشمالية، انه تم تحديد هوية 223 من الجثث، وان 95 جثة لم يتم التعرف عليها بعد. ويعتقد ان جثث الآخرين احترقت او تناثرت في الانفجارات التي دمرت جيمنازيوم المدرسة.

وذكر مسؤولون ان 32 مسلحاً شاركو في الغارة على المدرسة، وانهم جميعاً قتلوا عدا شخص واحد. وقد تم التعرف على 12 من جثث المهاجمين، بينما تناثرت جثة آخر الى اشلاء، والقي القبض على واحد فقط من المهاجمين.

ورفضت الحكومة التي اعترفت بانها قدمت معلومات خاطئة عن عدد الرهائن، ما تردد في بيسلان وموسكو بانها تخفي معلومات هامة.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين «انه امر رهيب. نحتاج الى الكثير والكثير من الوقت لتجميع الصورة بأكملها».

ويقدم تقرير اوستينوف اول صورة تفصيلية لما حدث. وفي اشارة الى مقابلات مع الرهائن واستجواب المسلح الوحيد المقبوض عليه، قال اوستينوف ان المهاجمين تجمعوا في غابة، وركبوا سيارة عسكرية من طراز «غاز 66» وسيارتين اخريين، ثم توجهوا الى بيسلان، قبل ان ينضم اليهم ضابط شرطة في الطريق.

وبعد السيطرة على المدرسة بدأ المهاجمون باخراج الاسلحة والمتفجرات، الا ان البعض بدأ «يثير التساؤل: لماذا نستولي على مدرسة؟».

وذكر نور باشي كولاييف المهاجم المقبوض عليه للمحققين ان واحداً من قادة المجموعة معروف باسم «العقيد» «قتل واحداً من رجاله لبث الرعب لدى الآخرين وقال انه سيقتل الجميع اذا لم يطيعوا اوامره»، حسبما قال اوستينوف. وفي اليوم ذاته، استخدم «العقيد» ايضا جهاز التحكم عن بعد لتفجير احزمة متفجرات كانت امرأتان تضعانها، وذلك لارغام الجميع على الانصياع لاوامره.

وقال متحدث باسم الكرملين ان عمليات التحقيق تشير الى ان الخاطفين كانوا يتجادلون قبل دقائق من بداية المواجهة النهائية. غير ان رواية اوستينوف تشير الى ان الخلاف لم يؤد الى تفجير شحنة المتفجرات الضخمة يوم الجمعة. وقال «انهم في الوقت الذي بدأوا فيه باعادة ترتيب شبكة المتفجرات، وقع الانفجار».

وفي الوقت ذاته قدم رسلان اوشيف، احد مفاوضي الحكومة، بعض التفاصيل الجديدة بخصوص اللحظات الفوضوية التي اعقبت الانفجار، فقال ان المواجهة اندلعت بسبب تدخل مدنيين مسلحين من سكان بيسلان، بعد انفجار القنبلة في الجيمنازيوم. وقد امتنعت القوات الروسية عن اطلاق النار، لكن المسلحين المدنيين الذين اقتربوا من المدرسة بدأوا باطلاق النار.

واتصل المسؤولون الروس بالمسلحين في الداخل وابلغوهم انهم لا يهاجمونهم، لكن المسلحين اصروا على انهم يتعرضون لهجوم وبدأوا باطلاق النار. واوضح اوشيف ان القوات الروسية اضطرت لشن عملية بعدما عجزت عن السيطرة على المدنيين. وقال: «لقد تلاشى كل شيء عندما فتح المدنيون النار».

ومن ناحية اخرى، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تعليقات للمتحدث باسم الخارجية الاميركية. وكان المتحدث باوتشر قال ان واشنطن لا تزال مستعدة للالتقاء بشخصيات المعارضة الشيشانية. وعلق لافروف على ذلك قائلاً: «نحن نعتبر ان هذه التصريحات غير لائقة».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»