عرفات يدعو للتريث قبل الحكم على عملية السلام

TT

غزة ـ أ.ف.ب: اكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس ان الفلسطينيين يفضلون التريث قبل الحكم على مسار عملية السلام للوقوف على حقيقة الموقف الاميركي مع الاعلان عن زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال اسبوعين للمنطقة، وما ستقدمه الحكومة الاسرائيلية الجديدة من اقتراحات.

وقال عرفات للصحافيين ردا على سؤال حول ما اذا كان يتوقع دفع عملية السلام بعد اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيعمل على تشجيع الاستقرار في المنطقة «علينا ان ننتظر ونرى».

ويتخذ الفلسطينيون هذا الموقف المتريث مع خشيتهم من ان يضطروا، مع التغير الحاصل في الموقف الاميركي الذي اعلن التخلي عن خطة الرئيس السابق بيل كلينتون كمقترح اميركي لتحقيق السلام، وازاء تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون انه لن يعرض عليهم اكثر من اتفاقات انتقالية تطبق على مراحل، الى العودة خطوات كبيرة الى الوراء، بعد سبع سنوات من المفاوضات المضنية والشائكة منذ انطلاق عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية على اساس اتفاقات اوسلو في .1993 واعلن بوش اول امس انه طلب من عرفات ان يعطي رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون بعض الوقت حتى يشكل حكومته ويدفع بالسلام في المنطقة. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان «على الادارة الاميركية الاعلان بوضوح التزامها بالقرارين 242 و338 وعدم الاكتفاء باعلان ان افكار الرئيس الاميركي السابق غير ملزمة»، في تصريح لاذاعة «صوت فلسطين».

وقال عريقات ان «المطلوب من الادارة الاميركية ان تعمل على بدء المفاوضات من حيث انتهت استنادا الى المرجعيات المحددة والمتمثلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي».

ورغم التحفظات التي ابداها الفلسطينيون على خطة كلينتون ولا سيما مطالبتهم بالتراجع عن حق العودة لحوالي 7،3 مليون لاجئ فلسطيني، وعن اجزاء من القدس الشرقية، والموافقة على بقاء الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، فان تلك الخطة تعتبر متقدمة بمكان عما يطرحه شارون الذي اكد اول من امس انه يسعى الى ابرام اتفاق «عدم اعتداء» مرحلي متخليا نهائيا عن التوصل الى اتفاق نهائي، وتقديم الامن وانهاء العنف على المفاوضات، وهو خيار يلقى دعم المؤسسة العسكرية ممثلة بقائد الاركان الجنرال شاوول موفاز.

واكد عريقات رفض اقتراحات شارون، داعيا المجتمع الدولي «الى العمل على الزام الحكومة الاسرائيلية القادمة باستئناف المفاوضات من حيث انتهت ووقف النشاطات الاستيطانية ومحاولة فرض الامر الواقع في ما يتعلق بالقدس وتحذيرها من مغبة تصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني».