«العراق الجديد» يفتح «أبواب الرزق» على مهن جديدة

TT

اختلفت واجهات المحلات في شوارع بغداد بشكل كبير عما كانت عليه في السابق. وحملت الشوارع التسميات القديمة ذاتها لافتات ضوئية تدل على المحلات التي بدأت تزاول أعمالا لم تكن معروفة لدى البغداديين من قبل. فما ان تدخل في شارع حتى ترى العديد من اللافتات لمهن كانت غير معروفة أوجدها الانفتاح التام على العالم الخارجي لتستقطب العديد من العراقيين في حياتهم اليومية والاعتماد عليهـا كمصدر رئيسي من مصادر العيش.

المهندس فائز كاظم، صاحب محل لتصليح أجهزة (الستالايت) ، يقول «إنها مهنة ذات طابع فني تتلاءم وقدراتي العملية والعلمية، وهذا العمل كان غير موجود في العراق سابقا بسبب منع استعمال هذه الأجهزة ، أما الان فإنها أصبحت مألوفة. ويتردد على المحل زبائن تتعرض اجهزتهم لمشاكل في طبق الاستقبال او الأجهزة ذاتها بسبب الاعتماد على تيار كهربائي من المولدات ونتيجة عدم استخدامهم جهاز حماية». ويقول المهندس حسام، صاحب محل متخصص لتصليح الرقم (السري) للسيارات الحديثة، «ان السيارات ذات الماركات العالمية تعمل وفق نظام الكتروني وأرقام سرية للمحركات وأجهزة المسجل والراديو. ونتيجة لعدم معرفة العراقيين بتقنية السيارات الحديثة فانها تتعرض للعبث والاعطال حيث نقوم بإعادة تنظيمها مستخدمين اجهزة خاصة تم استيرادها من الخارج مقابل اجور تعد جيدة لتوفير حياة طبيعية في ظل الظروف الراهنة للبلاد». اما أحمد (صاحب محلات) فيقول « نبيع حاليا كميات كبيرة من كارتات «أوروك» لاستخدامات الانترنت في المنازل على خط الهاتف، وهي ذات مردودات جيدة ، وكانت هذه الخدمة غير معروفة في العهد السابق ، واصبح المواطن من بيته يتتبع تطورات العالم عبر شبكـة الانترنت فضلا عن الاتصالات والاستعمالات المختلفة». ويقول الميكانيكي نوري صباح «كانت سابقا سيارات البرازيلي الأكثر شيوعا في العراق بعد سيارات تويوتا ، أما حاليا فهناك المئات من الماركات التي تعج بها شوارع بغداد، وهذا يعطي فرصا اكبر للفنيين في التخصص بتصليح تلك السيارات». وعن قطع الغيار يقول «لقد استحدثت وكالات متخصصة للتصليح وفق أعداد السيارات وأنواعها مما ولد فرص عمل اكثر للعاملين في هذا القطاع ، كما ازداد عدد العاملين في سيارات الاجرة». ويرى ابو محمد ان « فرص العمل ازدادت في مجال تصليح الأجهزة المنزلية من ثلاجات ومجمدات حيث تم استيراد البضائع المستعملة التي تتطلب إدامة نتيجة عدم استقرار التيار الكهربائي إذ تتعرض الفولتية للارتفاع والانخفاض مما يولد توقف عمل تلك الاجهزة لنجد بعدها طوابير اصحاب تلك الأجهزة أمام محلات التصليح» .