جماعة «التوحيد والجهاد» تذبح الرهينة البريطاني كينيث بيغلي

خطباء المساجد في العاصمة العراقية ينددون أمس بأعمال «الانتقام» من الفلوجة

TT

اقدم مسلحون يعتقد انهم من عناصر جماعة «التوحيد والجهاد» التابعة للمسؤول في تنظيم «القاعدة» أبو مصعب الزرقاوي أمس، على ذبح الرهينة البريطاني كينيث بيغلي في بلدة اللطيفية ردا، فيما يبدو، على الهجمات التي تشنها القوات الاميركية على الفلوجة، لتضع بذلك حدا للكثير من المساعي الانسانية التي بذلها مسلمون بريطانيون وعراقيون ومسؤولون عرب واوروبيون لانقاذ حياة المهندس البالغ من العمر 62 عاما. وعرض امس شريط فيديو قدم بيغلي خلاله بيانا قبل ان يقوم احد ستة من القتلة الذين وقفوا خلفه بجز رقبته بالسكين. وأعرب مسؤولون في الجالية المسلمة في بريطانيا الذين توسطوا للافراج عنه، وتلقوا تطمينات بالابقاء على حياته، عن مشاعر الصدمة للنبأ، ورأوا ان إعدام بيغلي يشكل اهانة متعمدة لكل مسلمي بريطانيا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية «نحن على اتصال وثيق بعائلة السيد بيغلي في هذا الوقت العصيب». وقالت مصادر المقاتلين ان بيغلي قتل في بلدة اللطيفية الواقعة على بعد نحو 35 كيلومترا جنوب غربي العاصمة العراقية. وظهر بيغلي في الشريط وهو يرتدي زيا برتقالي اللون كالذي يرتديه محتجزون في السجون الاميركية بما في ذلك في معسكر الاحتجاز في خليج غوانتانامو بكوبا. وكان علم جماعة التوحيد والجهاد التابعة للزرقاوي فوق المتشددين اثناء قطع رأس بيغلي. وبعد ان تحدث بيغلي قرأ واحد من المتشددين بيانا قال فيه ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لم يلب مطلب الجماعة باطلاق سراح السجينات من السجون الاميركية في العراق.

وقالت حكومة بلير انها لن تتفاوض مع خاطفين. كما دعا المتشدد في الشريط المسلمين الى مواصلة الجهاد ضد «الكفار» في العراق.

وكان المهندس البريطاني قد اختطف في بغداد في 16 سبتمبر (ايلول) الماضي على ايدي جماعة «التوحيد والجهاد» التي كانت قد قطعت من قبل رأس رهينتين أميركيين كانا قد اختطفا مع بيغلي. وطالب خاطفو بيغلي القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق الافراج عن السجينات العراقيات لانقاذ حياته. وتقول واشنطن انها لا تحتجز سوى امرأتين في العراق وكلتاهما من كبار علماء الاسلحة من ايام صدام حسين. ويقول البريطانيون انهم لا يحتجزون اي امرأة. واعتبر مراقبون ان اعدام بيغلي ربما كان ردا على القصف الاميركي لمدينة الفلوجة، التي كان مسلحون منها هم اول من اعلنوا نبأ اعدام بيغلي. وخطف رجال المقاومة ومجرمون 140 أجنبيا على الاقل من جنسيات كثيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وأطلق سراح كثيرين. وقتل 30 رهينة على الاقل قطعت رؤوس بعضهم.

وكان خطباء مساجد السنة في بغداد نددوا امس بـ«الانتقام» من مدينة الفلوجة عبر استهدافها بقصف جوي اميركي فجرا ادى الى وقوع قتلى وجرحى، معبرين عن استيائهم من «سياسة الارض المحروقة والعقاب الجماعي».

وقال الشيخ احمد حسن طه السامرائي خطيب مسجد ابو حنيفة النعمان «تحدث عدد من اعضاء وفد الفلوجة (للتفاوض مع الحكومة العراقية) ان المفاوضات ايجابية ونتوقع السبت خيرا لكن عملية الانتقام تبدأ فجر اليوم ويسقط قتلى وجرحى». واضاف السامرائي، وهو من هيئة علماء المسلمين السنية المحافظة، متسائلا «ابمثل هذه الاساليب تتحقق الديمقراطية والحرية؟». وتابع «انهم (الاميركيين) يعلمون ان هذا الشعب لا يرضخ للمذلة والباطل واذا تورطت قلة لا يتجاوز عددها اصابع اليد فلا يتصورا انها تمثل الشعب العراقي». كما انتقد السامرائي من جهة اخرى «القنوات المأجورة التي تصور ان لا انسجام ولا وئام بين العرب والاكراد (...) فأميركا لا يروق لها ان تعطي السيادة للاكراد بعد ان تتفرغ من العرب، كما لا يروق لها ان تعطيها للسنة بعد ان تتفرغ من الشيعة وبالعكس».

وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي، خطيب مسجد ام القرى وهو من الهيئة ذاتها ايضا «كل يوم تضرب الفلوجة بحجة الزرقاوي واهلها يخرجون طفلا عمره سنتين من تحت الانقاض، فهل هذا هو الزرقاوي»؟ واضاف ان «أميركا تعلم ذلك انما تريد ان تضرب الشعب العراقي ويستعملون سياسة الارض المحروقة على الطريقة الشارونية والعقاب الجماعي ليجعلوها عبرة لمن اعتبر».