إسرائيل: التفجيرات «إرهاب استراتيجي»

TT

اعتبرت الحكومة الاسرائيلية في الجلسة الطارئة التي عقدتها ظهر امس ان التفجيرات الثلاثة في سيناء «ارهاب استراتيجي» و«ضربة ارهابية على أعلى وأخطر المستويات». وقالت انها، أي التفجيرات، موجهة اولا وقبل كل شيء الى اليهود في العالم. لكنها تستهدف ايضا مصر وتهدد كل الأنظمة العربية والاسلامية التي تعتبر معتدلة. ودعت مصر وحكومات كل تلك الدول الى التعاون الأمني مع اسرائيل ودول الغرب في مكافحة هذا الارهاب «كونه يستهدف الجميع».

وكان عدد من الوزراء وقادة الجيش والاجهزة الامنية قد وجهوا الانتقادات الى مصر. وقالوا ان هذه التفجيرات وقعت لأن الحكومة المصرية واجهزتها الامنية لم تأخذ بالجدية الكافية التحذيرات الاسرائيلية من خطر القيام بعمليات تفجير في سيناء ضد السياح الاسرائيليين، ولم تتخذ اجراءات احتياطية كافية لمنع هذه العمليات لذلك تمكن منفذو العمليات الثلاث من التحرك الحر في الأراضي المصرية وقطع مسافات طويلة داخل سيناء تقدر بمئات الكيلومترات من دون ان يعترض طريقهم احد.

كما انتقد هؤلاء المسؤولون الحكومة المصرية لانها لم تعمل كما يجب لمحاربة ظاهرة تهريب الأسلحة عبر الأراضي المصرية الى المناطق الفلسطينية، «لذلك انتشرت الأسلحة والمواد التفجيرية من دون عقبات تقريبا في سائر انحاء سيناء. وتمكن منفذو عمليات التفجير بذلك، من القيام بالعملية». وقد طلب رئيس الوزراء ارييل شارون، من المنتقدين ان يكفوا عنها. وقال انه تكلم مع الرئيس المصري حسني مبارك واتفق معه على سلسلة خطوات للتعاون في مكافحة الارهاب في هذه المنطقة وفي العالم. وانضم اليه في ذلك وزير الدفاع شاؤول موفاز الذي قال انه اجرى مكالمة مهمة مع وزير الدفاع المصري، المشير حسين طنطاوي واتفقا على التنسيق والتعاون. كما كرر المدير العام لوزارة الخارجية رون بروس ـ اور، الذي حذر المسؤولين من مغبة انتقاد المصريين نفس الملاحظة وقال: «منذ وقوع العمليات الارهابية يتعاونون معنا بشكل جاد، ويبرهنون على انهم يرون فيها اعتداء على مصر نفسها قبل ان تكون موجهة الى الاسرائيليين».

وذكرت اجهزة الأمن الاسرائيلية انها تشارك في التحقيق في التفجيرات مع اجهزة الأمن المصرية. وتدل التحقيقات الدولية على ان التفجيرات تمت بواسطة سيارات مفخخة.

ويذكر أنه حالما وقع الانفجار الأول في طابا بدأت اتصالات اسرائيلية مع المصريين لعرض المساعدات. حيث ان طابا لا تبعد عن مدينة ايلات الاسرائيلية سوى 500 متر. بينما اقرب مدينة مصرية لها (شرم الشيخ) تبعد 250 كيلومترا.

لكن المصريين امتنعوا في البداية عن تلقي المساعدة، وحاولوا الاعتماد على انفسهم. وعندما بدأ السياح الاسرائيليون يتصلون بذويهم في اسرائيل وبالصحافة الاسرائيلية ويشكون من بطء حركة المصريين ومن قلة الامكانيات لانقاذ الجرحى والمنكوبين. اتصل عدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين بالمسؤولين المصريين. وبدأ ذلك مع رئيس الشاباك (المخابرات العامة)، آفي ديختر، الذي هاتف رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان. ثم اتصل موفاز مع المشير طنطاوي. ثم اتصل شارون مع الرئيس مبارك، ووزير الخارجية، سلفان شالوم مع الوزير المصري احمد ابو الغيط.

وتكررت الاتصالات عدة مرات خلال يوم امس، وكان فيها الاسرائيليون يطلبون ان يكونوا شركاء كاملين في عمليات الانقاذ والتحقيق. وتم ادخال الاميركيين في القضي وكان المصريون في البداية يحددون عدد افراد الطواقم، ثم اتفق على 200 رجل انقاذ ومحقق. ودخلت الطواقم الاسرائيلية المدربة وراحت تنقل الجرحى الى اسرائيل وتحاول رفع حطام الفندق.

واعتبر وزير القضاء الاسرائيلي يوسف لبيد، هذه العمليات «حربا من الاسلام المتطرف على اليهود». وحمل بوفال شتانيس، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية مسؤولية العمليات الى الحكومة المصرية لأنها تقاعست في مكافحة الارهاب وتهريب الأسلحة.