3 منظمات تتنافس على تبني تفجيرات سيناء وأصوليان يربطان بين الهجمات و شريط الظواهري

TT

فيما تبنت ثلاث منظمات مجهولة سلسلة تفجيرات في منتجعات مصرية على البحر الاحمر مزدحمة بالسياح الاسرائيليين وقتل 25 شخصا على الاقل اول من امس، رجح اصوليون ان يكون عاملون مصريون في سيناء وجماعات فلسطينية تأثروا بفكر «القاعدة» ربما من نفذ تلك العمليات. وكانت ثلاث جماعات اصولية غير معروفة، بعضها يظهر للمرة الاولى وهي «الجماعة الاسلامية العالمية» وكتائب عبد الله عزام «نسبة الى الزعيم الروحي لـ الافغان العرب» و«التوحيد الاسلامية»، اعلنت مسؤوليتها عن تلك التفجيرات امس.

وفي بيان«كتائب التوحيد الإسلامية» الذي نشرته على الإنترنت، وإن كان من المتعذر التحقق من صحة ما تضمنه من معلومات، مفادها أن هذه التفجيرات «تأتي للثأر لشيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين» المرشد الروحي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس». الذي اغتالته اسرائيل في آذار (مارس) الماضي. اما مجموعة «كتائب الشهيد عبد الله عزام»، التي تؤكد ارتباطها بتنظيم القاعدة فقد اعلنت هي الاخرى مسؤوليتها عن التفجيرات. وجاء في البيان الذي يتعذر التحقق من صحته «تزف كتائب عبد الله عزام لامتنا العربية والاسلامية نبأ العمليات في ارض الكنانة، ليطهر ابناؤنا في سرية القائد خطاب، ارض طابا من رجس اليهود». واضاف «اننا في كتائب عبد الله عزام نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات ونعاهد جماهير امتنا الاسلامية على المضي قدما في طريق المقاومة حتى يندحر العدو الصهيوني عن ارضنا المباركة». وفي البيان «رسالة الى شارون وموفاز»، جاء فيها «جهزنا لكم جيشا من الانتحاريين سيقض مضاجعكم».

ومن جهته اعتبر منتصر الزيات محامي الاسلاميين في مصر، «أن الغموض ما زال سيد الموقف رغم اعلان جهات كثيرة تحمل اسماء لتنظيمات وهمية إما قصد بها الخداع والتموية واما قصد بها تكريم اسماء لشخصيات في تاريخ الحركة الاصولية مثل عبد الله عزام ومن قبل الاسلامبولي ومن قبل أبو حفص المصري». واستبعد الزيات في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» أن يكون «القاعدة» هو الجهة المنفذة بطريق مباشر. وإن لم يغفل أثر رسائل الدكتور أيمن الظواهري المتكررة عبر كلماته المسجلة التي بثتها بعض الفضائيات وأخرها شريطه الذي اذاعته قناة الجزيرة الاسبوع الماضي الذي طالب فيه شباب الاسلام بشن هجمات على اهداف اسرائيلية واميركية، لكنه قال ان ذلك يبقى في إطار التحريض وليس التنظيم أو الترتيب أو المباشرة. وأشار الزيات إلى ضمور جماعة «الجهاد» التي يترأسها الظواهري الحليف الاول لابن لادن فى مصر والاخفاقات التي مني بها طوال فترة التسعينات مما دفع الظواهريى عام 1995 لاتخاذ قرار بوقف عملياته في مصر للعجز وعدم القدرة وتحالف بعدها مع بن لادن في «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين»عام 1998 كما لا يمكن بسهولة تسلل عناصر من الخارج لداخل مصر لصعوبة ذلك من الناحية الأمنية. وتطرق الى ان اعلان ما سميت بـ«الجماعة الاسلامية العالمية» قيامها بالتفجيرات ربما لامكانية توريط «الجماعة الإسلامية» المصرية المحظورة التي نسب اليها مسؤولية مذبحة الاقصر عام 1997 .

إلا أن الزيات رفض هذا التصور وأكد عدم إمكانية قيام الجماعة الاسلامية بها، لان موقفها حسم تماما منذ أن أعلنت قرارها وقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها فى يوليو (تموز) 1997 وانشغالها بإعادة البناء الفكري والفقهي والحركي فضلا عن وقوعها بالضرورة تحت الرصد الأمني الدقيق. واضاف: أما عناصر «الجماعة الاسلامية» الموجودة خارج مصر فكلهم تقريبا لم يختلفوا حول ضرورة وقف العمليات المسلحة وإن اختلفوا حول مسائل إجرائية أخرى ليست لها علاقة بصميم المنهج أو الافكار الجدية. وقال الزيات «ان الشخص المصري الوحيد الذى كانت له امتدادات بـ«لقاعدة» أو الجهاد وعارض المبادرة غاب عن المشهد منذ اربع سنوات تقريبا وأعني به رفاعي أحمد طه المسؤول العسكري لـ«الجماعة الاسلامية»، الذي تسلمته مصر من سورية قبل عامين». واوضح «ان تلك الجماعات المجهولة التي اعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات سيناء تستخدم اسماء قياديين سابقين قتلوا أو لتمويه أجهزة الأمن. واشار مثلا لا توجد جماعة اصولية على ارض الواقع اسمها «كتائب عبد الله عزام». فلم يعرف تنظيم جماعة اصولية بهذا الاسم ولم يعلن من قبل تبنيه لعمليات جهادية».

والى ذلك اعتبر الاسلامي المصري هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن ان تفجيرات سيناء هي اول رد فعل على شريط صوتي للظواهري نائب زعيم «القاعدة» الاسبوع الماضي، دعا فيه الى شن هجمات على «اسرائيل والصليبيين الاميركيين» الحلفاء الرئيسيين لتل ابيب.