مؤسسة «كير» تعلن وقف نشاطاتها بعد اختطاف مسؤولة عملياتها بغداد

مارغريت حسن تحمل الجنسيات الآيرلندية والبريطانية والعراقية وتعيش في بغداد منذ 30 عاما

TT

قال جيفري دينيس مدير منظمة «كير انترناشيونال» الخيرية العالمية، ان المنظمة علقت عملياتها في العراق بعد اختطاف مسؤولة عملياتها في بغداد مارغريت حسن أول من أمس. واضاف لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» في لندن «في الوقت الراهن أوقفنا العمليات وسنواصل الانسحاب من البلاد ما لم نتمكن من حل هذه القضية». وأضاف «لدينا كثير من الناس على الارض محليا وانا على اتصال مستمر بهم لمعرفة أحدث التطورات».

من جهته، اعلن المدير التنفيذي لمنظمة «كير» في استراليا روبرت غلاسير أمس ان اسباب خطف المسؤولة لم تعرف. وقال «حتى الآن لا نعرف ما هو الدافع الذي يبرر خطفها، وعلى حد علمنا حالتها الصحية جيدة حاليا». وكانت مارغريت حسن، 52 عاما، التي تعمل في الفرع الاسترالي للمنظمة، خطفت صباح أول من أمس بينما كانت متوجهة الى مكتبها بالسيارة. وبثت صور لها بعد احتجازها وهي جالسة في حجرة ويبدو عليها القلق. وتعيش مارغريت حسن في العراق منذ أكثر من 30 عاما وتعمل مع «كير» منذ ان بدأت المؤسسة عملياتها هناك في اوائل التسعينات. كما انها تحمل ثلاث جنسيات، هي الايرلندية بالولادة والبريطانية والعراقية بسبب زواجها من عراقي. وقد أكدت السلطات الايرلندية انها ستفعل ما بوسعها لضمان الافراج عنها. وقال غلاسير ان «هذه المواطنة العراقية ساهمت في تقديم المساعدة الانسانية الى مواطنيها العراقيين لاكثر من 25 عاما في العراق وعملت مع الاكثر فقرا من الفقراء مع نساء واطفال»، معتبرا خطفها «امرا مرعبا».

وأوضح تحسين علي حسن، زوج مارغريت، لقناة «الجزيرة» من بغداد ان «سيارتين طوقتا سيارتها عند اقترابها من مكتبها وهاجم رجال السائق واستولوا على السيارة وقادوها الى جهة مجهولة». وأضاف «لم نسمع شيئا عن المجموعة ولم يتصل بنا احد». وجاء اختطاف مارغريت بعد ان أعدم خاطفون المهندس كينيث بيغلي، أول رهينة بريطاني يقتل في العراق في اطار حملة خطف وتفجيرات وضعت البلاد في حالة من الفوضى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام الماضي. وخطف عشرات الاجانب من موظفي الاغاثة والمهندسين وسائقي شاحنات الوقود منذ ابريل (نيسان) وقتل 35 على الاقل، والعديد منهم ذبحا. ويعتقد ان مارغريت حسن هي ثامن امرأة اجنبية تخطف في العراق. وافرج عن الاخريات من دون ان يمسسهن اذى.

ومنظمة «كير» واحدة من اكبر المنظمات غير الحكومية للمساعدة على التنمية في العالم، يعمل فيها 12 الف موظف في اكثر من سبعين بلدا. وتتميز «كير»، التي اسست في اميركا الشمالية، عن المنظمات غير الحكومية الاخرى ببنيتها الاتحادية. فهذه الشبكة تضم 12 منظمة وطنية في الولايات المتحدة وكندا واستراليا وبريطانيا والمانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا والنمسا والنرويج واليابان وتايلند. ويتولى ادارة كل هذه الكيانات المستقلة التي تمول بتبرعات يقدمها افراد وشركات او مؤسسات، مثل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، في البلد الذي انشئ فيه مدير محلي. وتقوم امانة المنظمة الدولية «كير انترناشيونال» بمراقبة احترام المبادئ الاساسية للشبكة المحددة في نظام صارم. وتضم هذه الهيئة حوالي عشرة اشخاص يتخذون من بروكسل مقرا لهم ويرأسهم البريطاني هارولد وولكر. ويعود تأسيس المنظمة الى نهاية الحرب العالمية الثانية مع حملة تعبئة قام بها مواطنون اميركيون وكنديون ارسلوا الى اوروبا اكثر من مائة طرد من المواد الغذائية التي ختم عليها اسم «كير» لمساعدة المدنيين الناجين من الحرب. وبعد اكثر من نصف قرن من هذه المبادرة، تنتشر المنظمة اليوم في 72 بلدا في افريقيا وآسيا والشرق الاوسط واميركا اللاتينية واوروبا الشرقية. وهي تهتم بتقديم مساعدات عاجلة لضحايا الكوارث الانسانية الى جانب برامج للتنمية والتأهيل طويلة الامد. وتؤكد شبكة «كير» ان اهداف مهمتها هي «التوصل الى عالم يسوده الامل والتسامح والعدالة الاجتماعية، يتم فيه القضاء على الفقر ويعيش الناس بكرامة وامان». وفي اغلب الاحيان يتمتع كل مركز محلي بخبرة في مجال محدد مثل الزراعة وادارة الموارد الطبيعية ومكافحة الفقر في المدن. وفي العراق، تركز «كير» جهودها منذ العام الماضي على تقديم المساعدة الطبية واعادة تأهيل شبكات المياه الجارية. ويعمل حوالي ثلاثين شخصا في المنظمة في بغداد. وسحبت «كير ـ استراليا» موظفيها الاجانب من العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد هجوم صاروخي على مقرها في بغداد.