أكثر من 3 ملايين دولار لتسليم الأسلحة في مدينة الصدر

TT

بغداد ـ أف ب: تدافع مئات الاشخاص أمس لتسليم اسلحتهم في مدينة الصدر في بغداد مقابل مبلغ مالي في اليوم الاخير من العملية، فيما اعلن مسؤول عراقي عن دفع مبلغ يتجاوز ثلاثة ملايين دولار للمواطنين.

وقال العقيد مهدي زاير المسؤول الامني وعضو لجنة تسلم الاسلحة: «لا يمكن اعطاء ارقام محددة لان هناك الكثير من الاسلحة والاعتدة، واللجنة مستمرة في عملية الجرد للانواع التي تسلمناها. لكن يمكن اعطاء تصور شامل من خلال معرفة المبلغ الذي وزع حتى الان، وهو اكثر من ثلاثة ملايين دولار». وهرع مئات الاشخاص الى ملعب نادي الصناعة في بغداد في اليوم الاخير من العملية، التي بدأت في 11 الشهر الحالي لتسليم اسلحتهم. وكانت المهلة الاساسية خمسة ايام لكن تم تمديدها يومين ثم خمسة ايام.

ونص التفاهم بين التيار الصدري والحكومة على تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة مقابل مبالغ مالية والمشاركة في العملية السياسية والافراج عن الموقوفين من التيار غير الضالعين بجرائم جنائية. وفور انتهاء العملية ستنفذ القوات الاميركية والعراقية حملات دهم في مدينة الصدر للتحقق من عدم وجود اسلحة. واضاف العقيد زاير: ان اللجنة ستعمل غدا الجمعة لتسليم المبالغ لمن سبق وسلم اسلحته اليوم او في السابق.

ووصف العملية بانها جيدة جدا وحققت اهدافا كثيرة، اهمها اشاعة الامن والسلام في البلاد والمساهمة في تهيئة الاجواء المناسبة للانتخابات المتوقع اجراؤها اواخر يناير (كانون الثاني) 2005. وقالت ام مريم، 38 عاما، وهي تحمل بندقيتين رشاشتين تريد تسليمهما: «نريد التخلص من السلاح بسبب كل ما حصل من خوف ورعب. لن ننسى الانفجارات». أما أم علي، 39 عاما، فقالت اثناء وقوفها في الطابور حاملة اعدادا كبيرة من القنابل اليدوية وقذائف الهاون «اريد تسليم كل هذا لان الانتخابات في الطريق وان شاء الله سيحكمنا انسان شريف مهما يكن مسيحيا ام مسلما». اما الرجال فكانت لهم آراء اخرى، حيث اكد شخص يرافق صديقه لتسليم الاسلحة ان «العملية كانت خطأ ما دام الاحتلال موجودا ويجب تسليم السلاح فعلا عندما يستقل العراق».

لكن مهدي حسين الذي حمل بندقيته مع عتاد قال «هذه الاسلحة ملك للدولة ويجب تسليمها لكي تعود الدولة». ولاحظ مراسل وكالة الصحافة الفرنسية استعداد بعض الواقفين في الطابور لشراء اي نوع من الاسلحة بصفتهم وسطاء. لكن ربة المنزل سعيدة شبل سلطان، 48 عاما، التي حملت رشاشا من طراز كلاشنيكوف اكدت قائلة: «لن أسلمه الا للدولة مهما كان الثمن الذي يدفع لي». وقالت: الهدوء والسلام هو كل ما نحلم به لم نعد نستطيع النوم في الليل بسبب القلق على الاولاد. وتابعت «رغم حاجتنا المادية فإنني لن ابيع سلاحي الا للدولة».