القوات الأميركية تكثف عملياتها البرية والجوية في الفلوجة وتطالب عبر مكبرات الصوت السكان بتسليم المتشددين

9 قتلى في القصف الجوي والمدفعي ومقتل 4 عراقيين بانفجار في اللطيفية

TT

عاودت الطائرات الحربية الأميركية أمس قصف ما يشتبه في انها مواقع لمسلحين في مدينة الفلوجة غرب بغداد، وطالب جنود أميركيون عبر مكبرات الصوت، سكان المدينة بتسليم المتشددين بحلول الليل. من ناحية ثانية قتل 9 أشخاص، بينهم طفلتان، في القصف الجوي والمدفعي في الفلوجة وحولها أمس وأول من أمس.

وقال شهود انه أمكن رؤية دخان يتصاعد من منطقة الشهداء جنوب شرق المدينة معقل المقاومين، ولم يرد أي شيء على الفور عن سقوط خسائر أو تعقيب من الجيش الأميركي.

وأفاد الشهود بأن مركبات عسكرية أميركية أغلقت المدخل الشمالي الغربي للمدينة، وحثت السكان عن طريق مكبرات الصوت على «تسليم الإرهابيين وإلا فإن الليل ليس ببعيد».

وكثف الجيش الاميركي عملياته حول الفلوجة في الأسبوع الماضي في ما قال إنه حملة ضد مقاتلين أجانب يقودهم الأردني أبو مصعب الزرقاوي. ويقول الجيش ان الزرقاوي وهو حليف معلن لتنظيم القاعدة، له قواعد في الفلوجة المعقل السني الواقع غرب بغداد. وينفي سكان الفلوجة كل المعلومات بشأن شبكة الزرقاوي. وتعهدت الحكومة العراقية المؤقتة التي تدعمها الولايات المتحدة باستعادة السيطرة على كل المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين بحلول نهاية العام الحالي لتمكين العراقيين من الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة منذ عقود والمقرر أجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأعلن مصدر طبي أن سبعة أشخاص قتلوا وجرح ثلاثة آخرون مساء أول من أمس في الفلوجة، خلال غارات جوية على أحياء جنوب شرق المدينة. وقال الطبيب صالح حسين: إن المستشفى استقبل جثث القتلى وكذلك الجرحى ومعظمهم سقطوا في حي الشهداء. وأوضح الجيش الأميركي أنه شن غارتين جويتين على هذا القطاع مساء الخميس. وقال متحدث عسكري أميركي: إن المارينز شنوا غارات جوية جديدة وأطلقوا قذائف مدفعية على مخابئ أسلحة في جنوب شرق المدينة. وقال السكان ان انفجارات قوية سمعت في المدينة وتصاعدت أعمدة الدخان فوق حي الشهداء. وكانت قوات المارينز قد شنت قبل ذلك غارة جوية بعد تعرضها لهجوم بقذائف الهاون والصواريخ والأسلحة الرشاشة.

وجاء في بيان عسكري أميركي، أن المعارك بدأت عند الساعة 17.00 بعد مهاجمة المتمردين مواقع للمارينز بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة بالقرب من المدينة التي تبعد حوالى 50 كليومترا الى غرب بغداد. واضاف البيان ان المارينز ردوا بفتح النار من مدافع الدبابات وشن غارات جوية. ويشدد الجيش الاميركي الطوق على الفلوجة منذ 14 اكتوبر (تشرين الاول) وهو يشن هجمات برية، بالاضافة الى الغارات الجوية بشكل شبه يومي ضد مخابئ مفترضة للاسلامي ابو مصعب الزرقاوي.

من جهته قال عراقي ساعد في انقاذ اربعة جرحى: ان طفلتين عراقيتين قتلتا أمس عندما تعرضت السيارة التي كانتا تستقلانها لنيران اميركية جنوب شرق الفلوجة. وقال محمود محمد: ان أم الطفلتين وسائق السيارة، اللذين اصيبا، أبلغاه بأن دبابة اميركية أطلقت النار على السيارة في النعيمية التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب شرق الفلوجة. واصيب طفلان آخران في السيارة. وأكد مسؤولو مستشفى في الفلوجة وقوع هذه الاصابات.

من جهة ثانية اعلن مصدر في الشرطة العراقية ان شرطيا قتل واصيب ثلاثة اخرون بجروح في هجمات مختلفة شمال بغداد أمس. وفي العوجة بلدة الرئيس السابق صدام حسين، قرب تكريت (180 كم شمال بغداد) اطلق مسلحون كانوا في سيارة النار على شرطي في مكان قرب مقر الشرطة، مما ادى الى مقتله واصابة احد زملائه بجروح، وفق المقدم مزهر خلف من شرطة محافظة صلاح الدين.

من ناحية اخرى اصيب شرطيان بجروح في بلدة الاسحاقي (100 كم شمال) في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركزا للشرطة اليوم حسب الرائد حامد احمد من شرطة بلد، مركز القضاء. واضاف ان شخصين كانا محتجزين في قسم الشرطة تمكنا من الفرار بسبب الانفجار.

وافادت مصادر طبية وشهود عيان بان اربعة عراقيين بينهم طفل اصيبوا بجروح في اشتباكات بين مسلحين ودورية اميركية شمال بغداد أمس. وقال وليد خالد «شاهدنا ثلاث عربات اميركية تتبادل اطلاق النار مع مسلحين مجهولين على مدخل بهرز». من جهته قال سامي منصور ان المسلحين وصلوا صباحا على متن حافلتي نقل صغيرتين واطلقوا النار في الهواء عندما حاول الاهالي منعهم من دخول بهرز. وقال الطبيب مظفر صباح من مستشفى بعقوبة العام «لدينا اربعة جرحى هم طفل ووالده وعراقيان آخران». وشوهدت اربع عربات همفي تطوق المدخل الشمالي للبلدة في وقت حلقت فيه هليكوبترات اميركية.

كما اعلنت مصادر طبية وامنية مقتل اربعة عراقيين في انفجار دمر سيارتهم لدى مرور رتل اميركي عسكري في بلدة اللطيفية التي تبعد مسافة 40 كم جنوب بغداد. وتشن القوات الاميركية والعراقية عملية «الشبح الغاضب» منذ الخامس من الشهر الحالي في شمال محافظة بابل وكبرى مدنها الحلة، وتشكل اللطيفية مع المحمودية والاسكندرية واليوسفية والحصوة، جميعها جنوب غرب بغداد ما يعرف باسم «مثلث الموت».