مصالحة بين الاستخبارات العسكرية والأمن الوقائي بناء على توصية من عرفات

TT

بناء على توصية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل سفره يوم الجمعة الماضي الى فرنسا للعلاج, تمت الليلة قبل الماضية المصالحة بين رئيسي جهازي الاستخبارات العسكرية اللواء موسى عرفات والامن الوقائي العميد رشيد ابو شباك.

وكان الرئيس عرفات قد شكل لجنة لانهاء الخلاف بين الجهازين, الذي تحول في عدة مناسبات الى مواجهات دموية لا سيما في قطاع غزة.

وحضر المصالحة التي تمت في مكتب امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في مقر الرئاسة بغزة (المنتدى), قائد القوات الخاصة العميد بشير نافع وسعيد ابو علي مدير ارشيف الرئاسة.

وكان الجهازان قد خاضا ضد بعضهما البعض مواجهات عديدة خلال العام الجاري كان اخرها قبل بضعة اسابيع ادى الى مقتل احد عناصر الامن الوقائي وجرح عدد اخر. واكد اللواء عرفات لـ«الشرق الاوسط» ان المصالحة تمت في «اجواء هادئة وتفاهمنا على بعض الاجراءات في حال وقوع حادث طارىء بين الطرفين, والعمل على احتوائه». واضاف ان «المصالحة مع ابو شباك هي مصالحة مع النفس». وقال اللواء عرفات «ليس هناك خلاف بين الاستخبارات والوقائي ولكن كانت هناك حالة احتقان منذ تشكيل حكومة (محمود عباس) ابو مازن. ممارسات محمد دحلان (وزير الدولة لشؤون الامن فيها) ادت الى توتر», واضاف «وظل هذا التوتر لغاية الاعتداءات على مركز الاستخبارات في 17 يوليو (تموز) بعد قرار تعييني رئيسا لجهاز الامن الوطني وكذلك محاولة اغتيالي وكذلك محاولة مداهمة مقر الاستخبارات. عندئذ فلتت الامور».

واوضح اللواء موسى «حتى الان انا مصر على ان الخلاف ليس مع الوقائي بل مع تيار ما يسمى بالاصلاح الذي يقوده دحلان ومعه شخصيا».

واتفق الجانبان على تدشين قناة اتصال بين الجهازين لحل أي مشكلة تنشب بينهما ومحاصرتها ومنع تطورها. وقال ابو شباك «لقد اتفقنا على انشاء قناة اتصال لمنع تصعيد أي مشكلة تنشب في المستقبل»، منوها الى ان «الجميع تحلى بالمسؤولية الوطنية الكاملة خلال لقاء المصالحة».

وكانت اخر مواجهات مسلحة جرت بين عناصر الجهازين قد تمت قبل اسبوعين حيث اصيب فيها ثمانية اشخاص. ويذكر ان الخلافات تفجرت بين الجانبين بشكل جلي وغير مسبوق لدى قيام الرئيس عرفات بتعيين اللواء موسى عرفات مديرا للامن الوطني العام في قطاع غزة. وقد وظف كل من الجهازين المؤيدين لهما داخل حركة «فتح»، وبالذات «كتائب شهداء الاقصى»، الجناح العسكري للحركة. يذكر ان اللواء عرفات نجا من محاولة اغتيال قبل شهر عندما كان يغادر مكتبه في مبنى «السرايا» الذي يضم مقار معظم الاجهزة الامنية الفلسطينية.