قائد قوات الاحتلال في غزة يستقيل ويثير ضجة كبرى ضد شارون

TT

اثارت استقالة عقيد في الجيش الاسرائيلي من منصبه كقائد لقوات الاحتلال في قطاع غزة ضجة كبرى في اسرائيل، أمس حاول اليمين المتطرف استغلالها بشكل بشع ضد رئيس الوزراء أرييل شارون وضد خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية واخلاء المستوطنين والمستوطنات منهما. وكان العقيد شموئيل زكاي، قد قدم استقالته، أمس، الى قائده المباشر قائد اللواء الجنوبي للجيش وذلك احتجاجا على شعوره بأن قيادة الجيش لا تثق به. ومصدر هذا الشعور يكمن في قضيتين هما: ـ قصة وقعت قبل شهر عندما بدأ شارون يبحث خطة الفصل في الحكومة، فتسرب نبأ الى وسائل الاعلام يقول ان الجيش يريد انهاء عملياته الاحتلالية القاسية في قطاع غزة عموما وفي مخيم اللاجئين جباليا على وجه الخصوص، بعد ان استنفدت هذه العمليات نفسها، بينما شارون يصر على ان يبقى الجيش هناك ويواصل عملياته.

ففي حينه أراد شارون ان يظل خصومه يتذكرون انه لم يصبح «معتدلا»، كما يتهمونه، بل ما زال ذلك العسكري المتشدد الذي يقتل في كل يوم ما بين 10 ـ 15 فلسطينيا. لكن الجيش لا يريد ان يؤدي هذا الدور السياسي.

وكان زكاي هو أبرز القادة الذين عارضوا استمرار العمليات واختلف بسبب ذلك مع قائد اللواء. فاتهمه هذا الأخير بأنه قام بتسريب الخبر عن الخلاف بين شارون والجيش الى الصحافة. وقد نفى زكاي هذا الاتهام بشكل قاطع وتحدى ان يعرض على جهاز كشف الكذب. فوافقوا، لكنه فشل أمام الجهاز، الذي دل على انه لا يقول الحقيقة.

ـ القصة الثانية تتعلق بالموقف من جريمة قتل الطفلة الفلسطينية، ايمان الهمس، في رفح. ففي حينه شهد عدد من الجنود بأن الضابط أطلق عليها رصاصة عن بعد 70 مترا، فسقطت على الفور. لكنه لم يكتف بذلك وتقدم منها حتى وقف فوق رأسها وأفرغ في جسدها الغض 19 رصاصة أخرى. ودافع العميد زكاي عن ذلك الضابط المجرم وقدم تقريرا الى رئيس اركان الجيش ينفي فيه ان تكون هناك عملية تنكيل كهذه. فحمل رئيس الاركان هذه الرواية ودار بها من هيئة الى هيئة ومن وسيلة اعلام الى أخرى. وما هما الا يومان، حتى أصدرت الشرطة العسكرية أمرا باعتقال الضابط القاتل. وأمر رئيس الاركان بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع. ويبدو ان زكاي اراد استباق لجنة التحقيق، فقرر الاستقالة حتى لا تتم اقالته.

الا ان أنصار اليمين المتطرف يحاولون استغلال هذه القضية ضد شارون بدعوى انه يستغل الجيش لأغراضه السياسية وانه يعاقب الضباط الذين لا يرضخون لخطة الفصل. وقد استقبلوا زكاي لدى خروجه من القاعدة العسكرية لتشجيعه.