أبو مازن وأبو اللطف الأوفر حظا في خلافة عرفات في قيادة فتح والمنظمة ورئاسة السلطة منصب سيظل مفتوحا لكل من يرغب في التنافس

TT

يتمتع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يرقد الان في المستشفى العسكري «بيرسي» في العاصمة الفرنسية باريس, وسط حديث عن تدهور خطير في صحته, بوضع خاص من بين القادة الفلسطينيين على مر السنوات الـ 35 الماضية. وهذا الوضع يجعل من الصعب بل من المستحيل على اي قائد فلسطيني يأتي من بعده, ان يحظى بمثل هذا الوضع.

فظروف المقاومة في الستينات والسبعينات ومطلع الثمانينات وتزعمه لحركة فتح، اكبر فصيل فلسطيني داخل منظمة التحرير الفلسطينية الذي قاده عام 1969 الى تبوؤ رئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة, هذه العوامل كلها منحته هذه الخصوصية.

وظل عرفات يحتل هذين المنصبين زعامة فتح ومنظمة التحرير على مدى السنوات الـ 35 الماضية ليضيف اليهما منصب رئيس السلطة الفلسطينية بعد اتفاقات اوسلو. وخاض عرفات انتخابات رئاسة السلطة, بلا منازع رسمي على الاقل داخل حركة فتح ومنظمة التحرير, اذ جاءت المنافسة من جانب مرشحة مستقلة هي الراحلة سميحة خليل التي حصلت على 12% من الاصوات.

وانطلاقا من هذا المفهوم وانطلاقا من الرمزية التي اكتسبها عرفات على مدى السنوات الخمسين او اكثر الماضية, فانه لن يوجد المسؤول الفلسطيني الواحد الذي يمكن ان يحتل وضعه في حالة وفاته, على الاقل بالاجماع الذي كان يحظى به عرفات. لذا فانه عندما يجري الحديث عن خلافة عرفات فلا بد ان يكون التركيز على كل منصب على حدة من المناصب الثلاثة التي يحتلها وهي كما سلف القول: رئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة وزعامة حركة فتح ورئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.

بالنسبة لرئاسة اللجنة التنفيذية, فانه لا بد من الاشارة الى انها مخصصة لزعيم حركة فتح باعتبارها كبرى فصائل المنظمة. فمن يتزعم فتح يترأس اللجنة التنفيذية. واذا سارت الامور وفقا للنظم الداخلية فان زعامة فتح يفترض ان تنتقل الى امين سر اللجنة المركزية العليا وهو فاروق القدومي (ابو اللطف) المقيم في تونس لرفضه دخول الاراضي الفلسطينية تحت رايات الاحتلال وبسبب تحفظاته على اتفاقات اوسلو.

لكن غياب ابو اللطف عن الوطن يجعل من الصعب عليه تولي مسؤوليات حركة فتح في الداخل, وهنا يطرح اسم محمود عباس (ابو مازن) باعتباره نائب امين سرها. لكن ذلك لن يقطع دابر اي خلاف محتمل في الحركة بين ابو اللطف وابو مازن. وهنا يأتي توزيع المسؤوليات بينهما بمعنى ان يتزعم ابو مازن حركة فتح بينما يتولى ابو اللطف زعامة منظمة التحرير التي يحتل منصب رئيس دائرتها السياسية (وزارة خارجيتها). ويبقى المنصب الثالث وهو رئاسة السلطة. فوفقا للدستور فان هذا المنصب ينتقل في حال وفاة رئيسها او فقدانه القدرة على ادارتها, الى رئيس المجلس التشريعي (روحي فتوح) لمدة 6 اشهر يجري خلالها الدعوة لانتخابات رئاسية, تكون مفتوحة لكن من يرغب في ترشيح نفسه, ويكون الفيصل فيها الناخب الفلسطيني وقدرة المرشحين على كسب عقله وقلبه.

لكن من ابرز الذين يمكن ان يرشحوا انفسهم الى مثل هذا المنصب هم ابو مازن وابو علاء ونبيل شعث وروحي فتوح ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وحتى ياسر عبد ربه كما يشاع في وسائل الاعلام والصحف الغربية وغيرهم وغيرهم.

لكن لا بد من الاشارة الى ان ابو مازن وابو علاء لن يدخلا في تنافس مفتوح لان الكلمة النهائية في ذلك للجنة المركزية للحركة فهي التي ستختار مرشحها الرسمي لهذا المنصب. وفي ما يلي بعض الاسماء المطروحة واحتمالات فوزها:

* محمود عباس (ابو مازن), 69 عاما من مواليد صفد شمال فلسطين عام 1935 حاصل على الدكتوراه في العلاقات الروسية العربية عضو مؤسس في حركة فتح امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عراب اتفاق اوسلو والموقع عليه في البيت الابيض في سبتمبر (ايلول) 1993 عمل رئيسا للوزراء لمدة أربعة أشهر (من 30 ابريل (نيسان) الى مطلع سبتمبر (ايلول) 2003). واضطر الى الاستقالة بعد خلاف شديد مع عرفات حول السيطرة الاجهزة الامنية.

يعتبر عسكرة الانتفاضة خطأ كبيرا. الاوفر حظا لان يكون مرشح المؤسسة الرسمية وان كان لا يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني.

* ابو علاء, 67 عاما من مواليد القدس عام 1937 عضو لجنة مركزية في حركة فتح لكنه ليس عضوا مؤسسا المفاوض الرئيسي في اتفاقات اوسلو رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني منذ عام 1996 وحتى سبتمبر (ايلول) 2003, عندما استقال ليتسلم رئاسة الوزراء.

اختلف مع عرفات حول موضوع الامن وهدد بالاستقالة عدة مرات حول الموضوع الامني.

رئيسا للوزراء منذ سبتمبر حتى الان براغماتي لكنه يفتقر للشخصية الجذابة ولا يتمتع بشعبية كبيرة بين الناس. يحتل المرتبة الثانية بعد ابو مازن من حيث وفرة الحظ.

* نبيل شعث 66 سنة مواليد غزة 1938 دكتوراه في الاقتصاد من جامعة وارتون الاميركية انضم لفتح عام 1970 وتدرج فيها الى ان اصبح عضوا في اللجنة المركزية عضو مجلس تشريعي عضو في الحكومات الفلسطينية المتعاقبة منذ قيام السلطة عام 1994, ويحتل الان حقيبة الخارجية في حكومة ابو علاْء.

مثير للجدل وحظوظه ضعيفة لورود اسمه في قوائم الفساد ولا يحظى بتأييد حتى زملائه في حركة فتح داخل المجلس.

* مروان البرغوثي 45 عاما من مواليد منطقة رام الله عام 1958 حاصل على الماجستير من جامعة بير زيت في العلوم السياسية امين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم فتح في الضفة الغربية عضو في المجلس التشريعي وهو من القادة المحليين مناضل لعب دورا كبيرا في الانتفاضة الاولى التي انطلقت عام 1987 واعتقل وابعد عن الاراضي الفلسطينية في الثمانيات ليعود اليها بعد اتفاقات اوسلو.

لعب دورا قياديا رئيسيا في الانتفاضة الثانية واتهمته اسرائيل بالوقوف وراء عمليات كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح.

اعتقل في 15 ابريل (نيسان) 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات. هو أكثر الزعماء الفلسطينيين شعبية بعد عرفات حسب استطلاعات الرأي. لكن يبقى وجوده في السجن حائلا دون وصوله الى قمة السلطة. لكن الاحتمال ان يرشح نفسه من داخل السجن. ولو فعل فان هناك احتمالا كبيرا لان يفوز.

* محمد دحلان, 41 عاما من مواليد غزة عام 1963 وعضو قيادي في حركة فتح اعتقل ست مرات وابعد عن غزة في الثمانينات الى تونس وعاد مع قيادة المنظمة بعد اتفاقات اوسلو عام 1993.

رئيس سابق للامن الوقائي في غزة وزير سابق لشؤون الامن في حكومة ابو مازن.

طموح جدا ومن «دعاة الاصلاح والتغيير» شعبيته في اسرائيل والغرب اكثر منها في الداخل.

اتهم بقيادة حركة تمرد فاشلة في غزة ليعود ادراجه الى حظيرة الرئيس عرفات.

حظوظه ضعيفة للغاية وشعبيته في الشارع الفلسطيني لا سيما في الضفة الغربية تكاد تكون معدومة.

*جبريل الرجوب, 51 عاما من مواليد الخليل عام 1953 وعضو مجلس ثوري في حركة فتح اعتقل غير مرة وقضى 17 عاما في السجون الاسرائيلية وابعد في الثمانيات ليعود بعد اتفاق اوسلو رئيس سابق للامن الوقائي في الضفة الغربية مستشار الامن القومي للرئيس حظه ضعيف ولا يطرح نفسه كمرشح على الاطلاق

* روحي فتوح, 55 عاما من مواليد غزة عام 1959 رئيس المجلس التشريعي من الموالين لعرفات حظوظه لا تتجاوز الصفر باعتباره من قيادات الصف الثالث في فتح

* ياسر عبد ربه, 59 عاما من مواليد يافا عام 1945 عضو لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول للاعلام فيها وزير للاعلام في الحكومات الفلسطينية المتعاقبة الى ان ابعد عن هذا المنصب في حكومة ابو مازن ليعين وزيرا لشؤون مجلس الوزراء. وابعد عن الحكومة في وزارة ابو علاء.

يكاد ان يكون احتلاله ايا من المناصب الثلاثة ضربا من ضروب الخيال لانه ببساطة ليس عضوا في حركة فتح.