آخر حديث له للصحافة العربية والعالمية كان لـ «الشرق الاوسط»حلم عرفات كان أن يصبح أول رئيس للدولة الفلسطينية المنتظرة.. وبعدها مانديلا فلسطين

TT

في آخر حديث له للصحافة العالمية خص به «الشرق الاوسط» كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات متحفزا يقظا حادا وودودا ومازحا احيانا. كما تحدث عرفات في اللقاء، الذي جرى على امتداد ساعة بعد منتصف ليل الأربعاء الموافق 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، بصراحة عن امنياته وطموحاته ومشاريعه المستقبلية، مبديا استعداده للتنحي عن قيادة الشعب الفلسطيني ولأن يصبح نيلسون مانديلا فلسطين ولكن بعد ان يترأس الدولة الفلسطينية المنتظرة لفترة ثم يستقيل ليفسح المجال لغيره.

ولمح ابوعمار الى انه سيترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، وقال «انا التزم بما تقرره القيادة ايا كان هذا القرار»، كما اكد ان محاولات اسرائيل لفرض قيادة فلسطينية على الشعب الفلسطيني ستفشل «لانهم لن يجدوا كرزاي في صفوفه».

وسألته «الشرق الأوسط» عن التهديدات الاسرائيلية المتكررة للنيل منه والتي كان اخرها تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، فأجاب «وردي هو: يا جبل ما يهزك ريح». وذكر بأن شارون «كتب في مذكراته حول حصار بيروت انه حاول قتلي 13 مرة. ألم يقصف ايهود باراك قبل ان يصبح رئيسا للوزراء مقري في تونس. وقصفوا مجددا فقتل (خليل الوزير) ابو جهاد». وعن الوعود الأميركية والاوروبية بألا يمسه الإسرائيليون، قال عرفات «بالنسبة لي فان هذا الموضوع لا يهمني. لا تهمني نفسي. وانا اقولها ليس تمثيلا او ادعاء». وعما اذا كان يحمل تلك التهديدات على محمل الجد، قال «دعهم ينفذوها. هل توقفت عمليات القتل والاغتيالات ضد قيادات وكوادر واطفال ونساء ورجال هذا الشعب». وحول ظروف حصاره في رام الله وما تركه هذا الحصار من قيود على نشاطاته كرئيس، لا سيما اتصالاته الخارجية وما نسب اليه عن «نسيان الزعماء العرب لرقم هاتفه»، قال عرفات «هذا غير صحيح. جرت محادثات عدة مع الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز والعقيد معمر القذافي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى»، مؤكدا رضاه عن علاقاته العربية. وعن فحوى محادثته مع الأمير عبد الله، قال عرفات «تحدثنا حول ما يعانيه الشعب الفلسطيني وتمنيت عليه ان يسرع في تحويل مالي. وبالفعل ثاني يوم حول 15 مليونا و400 الف دولار».

وسئل عرفات عن الانتخابات المقبلة وما اذا كان سيترشح فيها، فأجاب «ما تقرره القيادة الفلسطينية التزم به. انا في النهاية لا افرض نفسي. وابو عمار سيلتزم بقرار القيادة الفلسطينية ايا كان». وحول الدعوات له لان يكون نيلسون مانديلا فلسطين، أي بعبارة اخرى «الاستقالة من جميع مناصبه» والاكتفاء بمنصب شرفي، أوضح عرفات «انا مستعد لان اكون نيلسون مانديلا. انا موافق لكن بعد قيام دولة فلسطينية اتولى رئاستها في البداية ثم اتركها بعد ذلك للاخرين».