إياد علاوي يؤكد لأنان: لم يبق لنا أي خيار سوى اقتحام الفلوجة عسكريا

رئيس الوزراء العراقي يعلن أنه منح القوة المتعددة الجنسيات سلطة اجتياح المدينة

TT

أكد رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي في رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أنه لم يبق لدى حكومته أي خيار سوى اتخاذ خطوات ثابتة لمعالجة العنف الذي يواجه العراق هذا اليوم. وأوضح علاوي في رسالة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها وجهها الى أنان قائلا «إن من شأن هذا العنف أن يتصاعد وربما يصل إلى الصراع الطائفي الذي سيهدد الانتخابات». وأكد قائلا في رسالته التي سلمها السفير العراقي سمير الصميدعي إلى أنان «نحن لا نستطيع أن نخاطر بهذا».

وجاءت رسالة علاوي ردا على رسالة أنان الذي وجهها إلى رئيس الوزراء العراقي وإلى رئيس وزراء بريطانيا توني بلير وإلى الرئيس الأميركي جورج بوش والتي حذر القوات الأميركية والعراقية من اقتحام مدينة الفلوجة ومواقع أخرى تحت سيطرة المتمردين والمقاومة وأثر هذه العمليات العسكرية على العملية السياسية الانتقالية وعلى الانتخابات العامة التي من المقرر إجراؤها في نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل. وأضاف علاوي قائلا «وأسوأ ما في الأمر هو أن كل الإرهابيين والمتمردين ينشطون من أماكن مثل الفلوجة ويقومون بتصدير العنف إلى الأجزاء الأخرى من البلد لإرهاب وقتل العراقيين الأبرياء».

وانتقد علاوي الأمين العام للأمم المتحدة قائلا «لقد دهشت قليلا من عدم الإشارة في رسالتك إلى الأعمال الوحشية التي ترتكبها هذه الجماعات». وبين رئيس الوزراء العراقي أنه يشارك وجهة نظر الأمين العام في إيجاد حل سياسي وأعرب عن دهشته من خلو رسالة الأمين العام من أي خطة أو استراتيجية جديدة للتعامل مع الواقع على الأرض. وأضاف علاوي قائلا «لدينا أدلة كثيرة بأنهم (المتمردون) يستخدمون ويواصلون استخدام الفلوجة كقاعدة لعملياتهم». وأكد أن حكومته المؤقتة قد استنفدت كل الوسائل السياسية، وأشار الى مساعيه التي بذلها خلال الشهور الماضية من أجل إيجاد حل سياسي لمشاكل الفلوجة والمدن الأخرى. وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة قائلا «أنا غير مستعد للسماح لهذه الجماعات في استخدام الفيتو على الديمقراطية في العراق ولا في الاستمرار في إرهاب أغلبية العراقيين الذين يريدون العيش بســــلام وحرية». وأكد أن الخيار العسكري لم يكن سوى الخيار الوحيد وأكد أيضا للأمين العام بأن حكومته قد اتخذت كل الجهود من أجل حماية المدنيين. وذكر بأن الحكومة أعدت مساعدات إنسانية مميزة لإغاثة سكان مدينة الفلوجة سواء لمن بقي فيها أو من غادرها من السكان، وأكد أيضا أن حكومته ستبذل جهودا مميزة لإعادة إعمار المدينة التي اتخذت رهينة لفترة من الزمن على حد تعبيره. وأطلع علاوي الأمين العام على أن العمليات العسكرية ضد الفلوجة والمدن الأخرى ستتم بالاشتراك بين القوة المتعددة الجنسيات والقوات العراقية وبمصادقة منه شخصيا كرئيس لوزراء الحكومة المؤقتة في العراق. وجدد علاوي للأمين العام للأمم المتحدة تمسك حكومته بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر وقال «إن أي تأخير لجدولها الزمني سيكون انتصارا لهؤلاء الذين اختاروا طريق العنف». وأوضح أنه على اختلاف مع من يدعون إلى تأجيل الانتخابات، وقال إنه «من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لتحسين الوضع الأمني في العراق». وأعرب عن اعتقاده بأن إجراء الانتخابات في موعدها المقرر من شأنه أن يساهم في استقرار البلد والدفع في العملية السياسية إلى الأمام.

وكان علاوي اعلن انه أعطى القوات الاميركية والعراقية الضوء الاخضر، للمضي قدما في تطهير مدينة الفلوجة من «الارهابيين»، معتبرا ان المدينة اصبحت بسبب الوضع الامني المتدهور قضية العراق الأولى. وقال علاوي انه منح القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية التي تعد نحو 20 الف جندي سلطة اجتياح المدينة. واضاف «نحن عازمون على تطهيرها من الارهابيين». وتابع قوله ان القوات العراقية سيطرت على مستشفى الفلوجة وقتلت 38 مقاتلا خلال هذه العملية. وأضاف انه تقرر أيضا اغلاق مطار بغداد لمدة 48 ساعة وأعلن تشديد القيود على الحدود مع الاردن وسورية قائلا: انه لن يسمح الا بدخول السلع الضرورية. واضاف «ان حظر التجول بالفلوجة سيبدأ الساعة السادسة مساء بموجب قوانين الطوارئ التي أعلن العمل بها اول من أمس».