نجل شاه إيران يحاول استعادة العرش عبر الإنترنت وزوجته محامية تعلمت في أميركا وتبحث عن عمل

رضا بهلوي خسر 25 مليون دولار بسبب سوء إدارة مستشاره المالي

TT

عندما ولد رضا بهلوي قبل اربعة عقود، خرجت الجموع في شوارع ايران وهي تهتف واطلق الحرس الملكي 41 طلقة احتفاء بهذه المناسبة، وامطرت طائرات القوات الجوية الناس بمئات من باقات الزهور، واخلي سراح قرابة مائة سجين بهذه المناسبة وخفضت الضرائب بنسبة 20 في المائة.

وكل ذلك لميلاد وريث للعرش البهلوي، هذا الرضيع الذي تحدد مصيره لحظة ميلاده بحمل اعباء الامبراطورية الفارسية ومعها كل الالقاب التاريخية المنسوبة اليها مثل الحاكم ومحور الكون والسلطان وملك الملوك. كما تصدرت اخبار هذه المناسبة صفحات الجرائد في العالم.

غير ان ذلك كان منذ فترة طويلة من الوقت، وقبل اندلاع الثورة التي اطاحت بالملكية في ايران عام 1979، واضطرت الشاه محمد رضا بهلوي وزوجته فرح ديبا الى الهرب وحرمان ابنهما من حقه الملكي.

وبعد مضي عشرين عاما، يناضل رضا بهلوي في سبيل التخلص سلميا من الجمهورية الاسلامية واستبدال ما يصفه بـ«حكومة علمانية ديموقراطية» قد تتوجه ملكا على ايران من جديد بها.

وكل ما ينقصه الآن مملكة يحكمها، اذ لا يتجاوز حكمه اليوم سوى حيز صغير على الانترنت. وهو يشن معركته المنفردة من مكتبه بولاية فيرجينيا ومن خلال موقع الكتروني تحمل صفحته الاولى العلم الايراني المحظور في ايران من سيفين واسد تحت شمس، وهو رمز رسمي لسلالة بهلوي.

وفي مقابلة معه اجريت في فندق الفصول الاربعة قال رضا «منذ لحظة ميلادي قبل اربعين عاما والتاريخ يحملني مسؤولية خاصة... اني احمل هذا العبء على عاتقي سواء شئت ام ابيت، فليس من سبيل الى تغيير من اكون». وفي مناسبة اخرى، وصف بهلوي نفسه للصحافيين بانه بمثابة المحرض على التغيير، ودعا الى اجراء استفتاء عام لاختيار حكومة جديدة. وقال «انا جاهز لخدمة الناس واتشرف بان اكون الملك الدستوري المقبل... اما اذا اختار الشعب الجمهورية على الملكية فاني في هذه الحالة ايضا سعيد بخدمة الناس».

وقد ازداد شعر رضا ابيضاضا كما ازداد وزنا عما كان عليه في عيد ميلاده العشرين، عندما قبل المصحف في حفل صغير في منفاه بالقاهرة زاعما انه اصبح شاه ايران الجديد، بعد عام على وفاة والده عام 1980.

ويحاول رضا خريج كلية العلوم السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا والمتدرب على الطيران الحربي في تكساس تقديم صورة لنفسه على انه رجل متدين لا يشرب الكحول ويضطلع بمسؤولياته العائلية من خلال ظهوره في محلات البقالة المحلية لشراء مستلزمات المنزل وايصال ابنتيه، نور وايمان، الى المدرسة الفرنسية الخاصة بميريلاند حيث تدرسان.

ويؤكد رضا عدم توفر سائق او طائرة خاصة به. اما زوجته ايمان الايرانية المولد، والتي يشار اليها في التقارير الصحافية بالاميرة ياسمين، فمحامية تلقت تعليمها في اميركا، ويقول عنها زوجها انها تبحث عن عمل.

وقد لجأ مؤخرا الى توجيه رسالة بالاقمار الصناعية بعد شرائه فترة زمنية من احد شركات الاقمار الصناعية الاوروبية الى الشعب الايراني. واعرب من اتصلنا بهم في ايران من الذين يراقبون التلفاز بانتظام انهم لم يشاهدوا بث تلك الرسالة.

وقال: قطعا هناك قدر معتبر من الحنين الى الماضي الملكي في ايران، ولا يزال بعض الايرانيين اليوم، خاصة في القرى والبلدات الصغيرة، يعلقون صور والدي رضا على جدران بيوتهم. كما يحن الايرانيون الى ايام النظام القديم.. مع ذلك، ليس هناك من تأييد لشخص رضا الذي يبعث فضولا بين الايرانيين ولا يشكل قوة سياسية. ولا تمتلك حركته اسما او منصة محددة تنطلق منها، سوى شن الاتهامات ضد الجمهورية الاسلامية.

وفي حين يدعو رضا الى تقوية الاقتصاد وتنشيطه، قضى الاعوام العشرين الماضية عاطلا عن العمل. وقبل بضع سنوات، خسر حوالي 25 مليون دولار من ثروته العائلية بسبب سوء ادارة مستشاره المالي. واوضح انه لم يتبق في حوزته غير ربع ثروته الاصلية. واستدرك قائلا «ولكني لا ازعم الفقر». ويشير احيانا الى ان انتقال السلطة ينبغي الا يكون من خلال العنف، وفي مناسبات اخرى يقول «نتوقع ان تحدث اعمال قتال، فهم لن يفرشوا لنا السجاد الاحمر ويغادروا».

اما في الوقت الحاضر، فيعيش رضا على اجترار ذكرياته (كيف كان يذهب الى مدرسة انشئت خصيصا له داخل اراضي القصر) وندمه (على اضطراره ترك ايران من دون اي صور شخصية او افلام فيديو عائلية).

ومع انه لا ينكر «اخطاء» ما يصفه بـ«النظام السابق» فإنه يطالب بان لا تجري مقارنته بوالده. ويعلق بهذا الصدد «ان جورج دبليو بوش واجندته وادارته لا علاقة لها بما فعله والده عندما كان رئيسا». ويضيف «والمؤسسة التي امثلها تمتد لاكثر من 3 آلاف عام».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»