الفلوجة: تهدم الكثير من المنازل ولكن البنية التحتية ما تزال صالحة

المسؤولون العسكريون غير قادرين على تقدير كلفة إعادة إعمار المدينة

TT

الفلوجة ـ ا.ف.ب: من المنازل التي يعلوها الغبار في شمال الفلوجة ينظر المهندس المسؤول عن شبكة الكهرباء الى الاسلاك الضخمة الممتدة بين اعمدة الكهرباء التي لا تزال في مكانها رغم المعارك العنيفة التي شهدتها هذه المدينة مطلع الشهر بين القوات الاميركية والمتمردين، ويتصاعد دخان الحرائق من مخابئ الاسلحة من خلفه. لكنه يعرب عن ارتياحه بعدما قام بالكشف بدقة عن الاسلاك الكهربائية التي كانت سابقا تنقل التيار الى المدينة. ويقول المهندس بعدما تحقق من حالة كل الخطوط المحيطة بالمدينة «اعمدة الكهرباء ما زالت قائمة. الاسلاك فقط هي التي انقطعت. اصلاحها لا يستغرق سوى بضع ساعات فما علينا الا اعادة وصلها». وتكمن المفارقة في حجم الاضرار الفادحة التي لحقت بتجمعات المنازل والمحلات التجارية المحروقة المحطمة الابواب وواجهات المباني التي احدثت القذائف فجوات فيها وبرك المياه الاسنة، والاضرار الطفيفة التي اصابت الاقسام الرئيسية في البنى التحتية كما يؤكد المسؤولون العسكريون والمدنيون بعد المعارك الشرسة التي اسفرت عن اخراج المتمردين من المدينة. ويقول الضابط الاميركي جيمس اوبروك «رغم ان كل شيء يبدو في حالة سيئة جدا فان الكثير من البنى التحتية الرئيسية ما زال صالحا للعمل». ويبدو ان المعارك وفرت محطة الكهرباء الرئيسية في الفلوجة التي تقع في شمال المدينة رغم الاشتباكات المتفرقة التي ما زالت تشهدها بعض الاحياء. وكشف مسؤولون عراقيون على الاسلاك الكهربائية التي قطعتها احدى القذائف. ويؤكد المهندس عادل رأفت ان كل شيء سيتم اصلاحه قريبا ويتم ربطه بمدينة الرمادي المجاورة. في المقابل تبدو اعادة المياه والتيار الكهربائي الى كل المنازل في داخل الفلوجة اكثر صعوبة بسبب سنوات من الاهمال. فرغم وجود شبكة لصرف المياه المبتذلة، تحطمت عدة مجار بسبب سوء الصيانة. كما التفت اعداد لا تحصى من الاسلاك الكهربائية التي تغذي المنازل حول بعضها البعض مثل «بيت العنكبوت» وفق تعبير الكولونيل ليونارد دوفرانشيزي من وحدة الشؤون المدنية في مشاة البحرية الاميركية (المارينز). ويؤكد المسؤولون العسكريون انهم غير قادرين حاليا على تقدير كلفة اعادة اعمار الفلوجة لان عليهم اعادة النظر بكل المشاريع التي جرى رصد كلفتها قبل المعارك. ويرون انه يستحيل عليهم تحديد مواعيد زمنية لاعادة الاعمار، فالاشتباكات مع المتمردين الذين ما زالوا يختفون في بعض احياء المدينة تحول دون قبول المقاولين العراقيين بإزالة اطنان الدمار من الشوارع. ويؤكد الضابط اوبروك «ان اعادة اصلاح كل ما دمر تتطلب عاما على الاقل اذا وفت الحكومة العراقية وحكومتنا (الاميركية) بتعهداتهما واذا كان المناخ الامني مناسبا». وقد اعلنت الولايات المتحدة بعد يومين على بدء الهجوم الواسع على الفلوجة في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) عن استعدادها لتخصيص حوالي 90 مليون دولار على الاقل لمشاريع اعادة اعمار مدينة الفلوجة.