وزراء باراك يعلنون الحرب عليه ويتهمونه بتدمير حزب العمل

أنصار رئيس الوزراء المنصرف يردون على منتقديه بنشر «قوائم سوداء عن خياناتهم»

TT

في الوقت الذي يصوغ فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية المنصرف ايهود باراك، اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع رئيس الوزراء المنتخب، ارييل شارون، لتشكيل حكومة وحدة بينهما، أعلن عدد من كبار وزرائه الحرب عليه وعلى «ممارساته الهادفة الى تدمير حزب العمل الى الأبد»، على حد تعبيرهم.

ويشارك في الحملة ضد باراك كل من وزير خارجيته واكثر المتعاونين معه في سياسته شلومو بن عامي، ووزير الداخلية حاييم رامون، ووزير القضاء يوسي بيلين، ورئيس الكنيست ابراهام بورغ، ورئيس لجنة الكنيست صالح طريف. وعقدوا اجتماعاً لتنسيق العمل في ما بينهم، ضد قرار باراك الدخول في حكومة شارون وانفراده في تحديد شروط التحالف وفي تعيين وزراء حزب العمل السبعة. وقال احدهم لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، امس: «انها المعركة الأكثر مصيرية في تاريخ حزب العمل. بل هي حرب وجود بالنسبة لنا. فما يفعله باراك هو الصعود على جثة الحزب، في سبيل مصلحته الشخصية. وسيجد نفسه غداً، بلا حزب وبلا وزارة دفاع».

وقال الوزير رامون انه سيعمل كل ما في وسعه لابقاء باراك خارج الحلبة السياسية، ومنع انتخابه وزيراً للدفاع في حكومة شارون. وقال: «انه يتحمل كامل المسؤولية عن الهزيمة التي لحقت بحزب العمل في انتخابات رئاسة الحكومة. والسبب انه فشل في كل شيء، بما في ذلك في قيادة وزارة الدفاع». وكشف انه سيطرح على اللجنة المركزية لحزبه لائحة بأسماء سبعة مرشحين للوزارة، لا تتضمن اسم باراك.

وكان من المفروض ان يعقد اجتماع اللجنة المركزية غداً، ليبت في فكرة الوحدة الوطنية وتركيبة وزراء حزب العمل فيها، لكن باراك يأخذ بجدية تهديدات رفاقه في الحزب، لذلك قرر تأجيل الجلسة، حى يتاح له المجال لاقناع اكبر عدد من اعضاء اللجنة بتأييد موقفه.

وتتألف اللجنة المركزية من 1700 عضو، بضمنهم نواة صلبة من 400 عضو يؤيدون باراك بشكل أعمى، ويحاول معارضوه تجنيد الباقين الى جانبهم. وستكون الخطوة الأولى في معركتهم، اجراء الانتخاب في اللجنة المركزية بواسطة مغلفات سرية، وليس الانتخاب العلني، وذلك لأن هناك قوى تخاف اعلان موقفها ضد باراك. ويقف الى جانب معارضي باراك الأعضاء العرب وشبيبة الحزب.

ولا يقف باراك مكتوف اليدين ازاء هذه الحملة. وبدأ المقربون منه في نشر ما يسمى «لوائح سوداء» ضد قادة الحملة، فرداً فرداً، يوضحون كيف طعن كل منهم باراك من الخلف خلال عمله في رئاسة الحكومة، ويحملونهم المسؤولية المباشرة عن فشل الحزب في الانتخابات الأخيرة.

من جهة ثانية، يواصل شارون مفاوضاته مع احزاب اليمين، المتدينين والعلمانيين، المتطرفين. فقد طمأن المتدينين امس بأن «الثورة المدنية» التي كان قد أعلنها باراك في السنة الماضية، ماتت ودفنت، وان باراك أبلغه انه متنازل عنها. لكن رجال باراك نفوا ذلك وقالوا ان الاتفاق على الوحدة لم يغلق بعد، وان حزب العمل يصر على قانون تجنيد التلاميذ المتدينين. ويوافق على اعطاء مهلة اضافية فقط لأربعة اشهر، بعدها يسن القانون وينتهي الأمر. وأكدوا ان حزب العمل مستعد لالغاء اتفاق التحالف بسبب هذه القضية المبدئية. وكانت الأحزاب الدينية قد أبلغت شارون انها لن تنضم الى حكومته، اذا لم يتخذ موقفاً واضحاً في هذا الموضوع يضمن للمدارس الدينية العمل بحرية ولتلاميذها مواصلة الدراسة وعدم الخدمة في الجيش.

ويواجه شارون مشكلة جدية داخل حزبه حيث يتهمونه بتفضيل الحلفاء عليهم وتوزيع أهم الوزارات واكثرها غنى وتأثيراً على الآخرين «وتركنا على الأبواب مثل الشحاذين». وعلم ان بنيامين نتنياهو رفض عرضاً من شارون لدخول حكومته. وقال له، خلال محادثة جرت بينهما: «انت لست جاداً في دعوتك لي. فقد اصبح أهم منصبين في الحكومة محجوزين لصالح حزب العمل (وزارتي الدفاع والخارجية)». فلم يعرف شارون كيف يرد عليه، وقال له: «عندما تعود الى البلاد سنلتقي ونتحدث».