المخابرات الفلسطينية تعتقل 7 على خلفية مقتل أحد ضباطها وتهدد بالوصول إلى العملاء حتى لو كانوا في تل أبيب

TT

تعتبر الاجهزة الامنية الفلسطينية حادث مقتل ضابط في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية على ايدي عملاء فلسطينيين يعملون لصالح جهاز المخابرات العامة الاسرائيلية (الشاباك)، تطورا خطيرا لا يمكن السكوت عليه. وهذه اول عملية من نوعها ينفذها المتعاونون مباشرة. وتهدد الاجهزة الامنية بملاحقة الفاعلين واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا عقابهم، حتى لو كانوا في قلب تل ابيب او حيفا.

وتشارك 3 اجهزة امنية فلسطينية هي المخابرات والامن الوقائي والمباحث الجنائية في التحقيق في مقتل الملازم اول في المخابرات انور مصطفى مرعي، طعنا بالسكاكين والآلات الحادة. واعتقل على ذمة التحقيق في مقتل مرعي 7 فلسطينيين يشتبه في تعاون بعضهم مع الشاباك الاسرائيلي على حد قول رئيس مكتب المخابرات في مدينة سلفيت العقيد جمال جبارة، التي وقعت في محيطها عملية القتل.

وكان الملازم اول مرعي الذي كان يعيش في قرية قراوة بني حسان التي تبعد مسافة 6 كيلومترات عن سلفيت وتقع في منطقة بين «ب» و«ج» الخاضعتين أمنياً للقوات الاسرائيلية، قد قتل فجر يوم الجمعة الماضي بعد ان تلقى ما لا يقل عن 13 طعنة من آلات حادة، شارك في توجيهها اليه، ما لا يقل عن 3 اشخاص على حد قول جبارة.

وتحدثت «الشرق الأوسط» هاتفيا الى العقيد جبارة الذي يتابع التحقيق بنفسه حول الدوافع والاسباب وتداعيات هذا الحادث الذي يعتبر الاول من نوعه. وفي ما يلي نص الحديث:

* كيف ومتى بلغكم نبأ مقتل الملازم مرعي ومن اكتشف جثته؟

ـ الذي اكتشف جثته هو زوجته التي لم تكن تبيت في المنزل لاسباب امنية. فقد حضرت زوجته الى المنزل الذي يقع في منطقة نائية في القرية، في الصباح لتفاجئ بان الباب غير مغلق. دفعت الباب وفتحته لتجد زوجها جثة هامدة مضرجة بدمائها بعد اصابتها بأكثر من 13 طعنة من آلة حادة.

* كم من الاشخاص اعتقلتم حتى الان على ذمة التحقيق؟

ـ قمنا بحملة اعتقالات عشوائية شملت ما لا يقل عن 7 اشخاص بعضهم يشتبه في تعاونهم مع اسرائيل، وذلك من اجل الحصول على معلومات تقودنا للوصول الى القتلة.

* هل المعتقلون لديكم على ذمة التحقيق جميعهم من اهالي قراوة بني حسان؟

ـ بعضهم من القرية والبعض الآخر من خارجها.

* هل الاعتقال تم على خلفية الاشتباه بهم؟

ـ بعض المعتقلين مشتبه في تعاونهم مع المخابرات الاسرائيلية والبعض الآخر غير مشتبه فيه. وكما قلت فان الاعتقالات تمت بشكل عشوائي للحصول على ما يفيدنا في التحقيق.

* وهل عرفتم عدد الاشخاص الذين شاركوا في هذه الجريمة؟ ـ حسب المعلومات التي وصلتنا فان عدد المعتدين لا يقل عن 3 اشخاص.

* هل تأكد لديكم ان العملاء وليس المستعربين من الوحدات الخاصة الاسرائيلية، هم الذين نفذوا الجريمة؟

ـ معلوماتنا تفيد بان الذين نفذوا الجريمة هم عملاء وانهم فروا الى اسرائيل بعد ارتكاب جريمتهم.

* ولماذا الملازم مرعي... هل هناك ثأر شخصي؟

ـ الملازم الشهيد كان صيدا سهلا بالنسبة للعملاء المجرمين. اولا كان يعيش في منزل ناء وبعيد عن نفوذنا في قرية تقع في المنطقة «ب» الخاضعة امنيا لقوات الاحتلال. وثانيا لم يكن لديه سلاح للدفاع عن نفسه، اذ لا يسمح لعناصر الامن الفلسطيني يحمل السلاح في المناطق الخاضعة امنيا لاسرائيل.

* هل جاءت عملية القتل بمبادرة ذاتية من العملاء ام بدافع من اسرائيل؟

ـ العملاء لا يمكن ان يتحركوا بدون ضوابط او توجيه من المخابرات الاسرائيلية. فالعملاء الذين وقعوا في ايدينا يقرون بانهم لا يتحركون الا بايعاز من المخابرات الاسرائيلية.

* هل هذه اول مرة يقدم فيه العملاء مباشرة على قتل احد عناصر الامن الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية قبل حوالي 7 سنوات؟

ـ صحيح هذه اول مرة ترتكب فيها مثل هذه الجريمة ضد احد عناصر الاجهزة الامنية. لكن العملاء قتلوا قبل سنتين كادرا من كوادر حركة فتح في قرية بديا القريبة.

* هل تعتبر الاجهزة الامنية الفلسطينية هذا الحادث مؤشرا خطيرا قد يفضي الى احداث اكثر خطورة خاصة انه يأتي بعد تهديد العملاء بالرد وخروجهم الى العلن في مظاهرات في القدس المحتلة وتشكيلهم لرابطة للمتعاونين مقرها القدس؟

ـ طبعا نحن ننظر الى هذا الحادث الخطير بجدية ونأخذه على محمل الجد.

* ما يزيد هذا الحادث خطورة هو ان العملاء الذين يزيد عدد الفارين منهم حسب المعلومات الى داخل اسرائيل عن 4 آلاف، قد تنجح اسرائيل في تحويلهم الى جيش لحد ثاني في الاراضي الفلسطينية.

ـ هذا العدد مبالغ فيه جدا، اذ لا يوجد مثل هذا العدد من العملاء. ثانيا العملاء يدركون ويعون جيدا ما حل في جيش لحد الاول، لذلك لا اعتقد انهم سيفعلون ذلك. وهم حاليا اصبحوا يشكلون عبئا ماليا وامنيا حتى على اسرائيل، ومظاهراتهم في القدس جاءت للاحتجاج على سوء اوضاعهم المعيشية التعيسة.

* هل توصلتم الى معلومات مفيدة خلال التحقيقات الاولية؟

ـ لا بد من التنويه الى ان التحقيق تشرف عليه 3 اجهزة هي اضافة الى المخابرات، الأمن الوقائي والمباحث الجنائية. وهناك تنسيق كامل بين هذه الاجهزة. وان التحقيقات جارية بكل جدية وتشير المعلومات الاولية الى ان الفاعلين فروا الى اسرائيل.