التحالف الشيعي يعلن عن لائحته الانتخابية المدعومة من السيستاني

ضمت حزب الجلبي واستبعدت تيار مقتدى الصدر

TT

اعلن امس في بغداد عن اللائحة الشيعية التي ستخوض الانتخابات العامة في العراق المقررة في 30 الشهر المقبل، وهي اللائحة التي يدعمها المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى علي السيستاني.

وتضم لائحة «الائتلاف العراقي الموحد»، التي تحمل اسماء 228 مرشحا، ابرز الاحزاب الشيعية في العراق، وشخصيات سنية وممثلين للاكراد الفيليين (الشيعة) والتركمان واليزيديين، باستثناء تيار رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر.

وجاء الاعلان عن اللائحة في مؤتمر صحافي حضره ممثلون عن ابرز الاحزاب المشاركة في اللائحة، اضافة الى عضو لجنة خاصة شكلها السيستاني للمساعدة في تشكيل ائتلاف يضم 25 كيانا سياسيا ابرز عناصره الاحزاب الشيعية الرئيسية.

واوضح علي الاديب ممثل حزب الدعوة الاسلامية (شيعي)، ان لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» تضم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية (عبد العزيز الحكيم) ومنظمة بدر (سابقا فيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) وحزب الدعوة الاسلامية برئاسة ابراهيم الجعفري نائب رئيس العراق وحزب الدعوة الاسلامية ـ تنظيم العراق (برئاسة عبد الله العنزي) والمؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي.

وقال الاديب «شكلنا لائحة تدعى الائتلاف العراقي الموحد وتضم 228 مرشحا، قدمت اليوم (امس) الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات».

وتنتهي اليوم المهلة الاخيرة التي حددتها المفوضية لتقديم قوائم المرشحين في كل العراق، باستثناء محافظات صلاح الدين والانبار وديالى السنية، التي تنتهي مهلتها منتصف الشهر الحالي بسبب سوء الاوضاع الأمنية.

واضاف الاديب «تضم اللائحة معظم الاحزاب والتيارات السياسية وشخصيات وطنية مستقلة تمثل اديان العراق وقومياته وتأخذ في الاعتبار التوزيع السكاني والجغرافي». وقال «تضم شخصيات سنية من مختلف انحاء العراق وكذلك الاكراد الفيليين (شيعة) والتركمان واليزيديين».

من ناحيته، اوضح حسين الشهرستاني عضو اللجنة السداسية التي شكلها السيستاني لتنسيق الائتلاف الانتخابي، ان التيار التابع لمقتدى الصدر، الذي قاوم القوات التي تقودها الولايات المتحدة في بغداد والنجف قبل التوصل الى هدنة، ليس على اللائحة.

واكد الشهرستاني دعم مقتدى الصدر للائحة، وعزا عدم تضمنها مرشحين عن التيار الصدري الى «ان التيار لم يسجل نفسه ككيان سياسي ليستطيع ان يدرج في اللائحة». واضاف اعلن (مقتدى الصدر) مرارا انه يدعم جهود المرجعية لتوحيد الصف العراقي واجراء انتخابات حرة ونزيهة.

واوضح ان السيستاني شكل لجنة سداسية للمساعدة على تشكيل اللائحة بناء على طلب عدة جهات. وقال ان «المشاورات التي اجرتها اللجنة السداسية لتشكيل اللائحة استغرقت شهرين».

وبدوره، اوضح احمد الجلبي ان القائمة تضم نسبة 33% من النساء، وفقا لما اشترطه قانون ادارة الدولة المؤقت. ورفض المشاركون في المؤتمر الصحافي الكشف عن نسب تمثيل الاحزاب او عن اولوية ترتيب الاسماء الذي يشكل عاملا حاسما في تحديد الفائزين من اللائحة.

وتضم اللائحة 25 كيانا سياسيا صادقت على ترشيحهم المفوضية العليا، بينها عشرة احزاب وتنظيمات شيعية على الاقل، اضافة الى اربعة للاكراد الفيليين واثنين للتركمان كما انها تمثل اليزيديين.

يشار الى ان الاكراد الفيليين يقيمون، بشكل خاص في محافظة ديالى الى الشمال الشرقي من بغداد وتبلغ نسبتهم 2% من الاكراد الذين يمثلون حوالى 20% من العراقيين (24 مليون نسمة). ويبلغ عدد اليزيديين، وهم اكراد، عدة الاف ويقيمون في شمال العراق منذ القرن الثاني عشر في جبل سنجار وشيخان الى الشمال والشرق من الموصل.

ويرى مراقبون ان هذا الائتلاف الانتخابي يمكن ان يساعد القوى الشيعية في كسب عدد كبير من اصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة. وتأتي هذه الخطوة في وقت سجل فيه عدد كبير من الاحزاب العراقية العلمانية والسنية، بما في ذلك الاحزاب التي قادت حركة واسعة لتأخير إجراء الانتخابات، لتقديم مرشحيها. ويعتقد مراقبون ان هذه الخطوات تعزز من فرص إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 30 الشهر المقبل رغم استمرار أعمال العنف ومطالبات بعض الاحزاب السنية بتأجيل الانتخابات.

وكانت مجموعة شيعية قد اعلنت انها ستشكل تحالفا خاصا بها، إلا ان ممثلا لآية الله السيستاني ضغط على هذه المجموعة سعيا لوضع خلافاتها جانبا. وكان السيستاني قد اعرب عن مخاوفه خلال الاشهر الاخيرة ازاء احتمال ان تؤدي الخلافات بين الاحزاب الشيعية الى خسارتها المزيد من اصوات الشيعة العلمانيين في الانتخابات. ومن المقرر ان يختار الناخبون قائمة واحدة من المرشحين لاختيار اعضاء المجلس الوطني المكون من 275 عضوا. كما من المقرر ان يختار المجلس بدوره رئيسا للحكومة من بين اعضائه المنتخبين، ومن المنتظر ان يصيغ المجلس دستورا للبلاد. ويتوقع مراقبون ان يحصل «الائتلاف العراقي الموحد» على غالبية المقاعد ويهيمن على المجلس بفضل التأييد القوي له من آية الله السيستاني، إلا انه على الرغم من هذه الوحدة، فإن ثمة توترا مستمرا داخل الائتلاف الشيعي، بما في ذلك قضية النفوذ والتأثير الأجنبي. فكل من حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية لهما علاقات وثيقة بإيران، كما ان زعيميهما عاشا في الخارج على مدى عدة سنوات حتى سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) 2003، مما أوجد استياء لدى المجموعات الشيعية الاخرى التي عانى افرادها تحت ظل نظام صدام حسين.

*خدمة «نيويورك تايمز»