وزير الكهرباء العراقي: أنا رجل إطفاء ولست وزيرا للكهرباء

التفجيرات والحرائق تحرم العراقيين من الكهرباء لمعظم الوقت

TT

بغداد ـ رويترز: وكأن المشقة اليومية التي يواجهها كثير من العراقيين لتحاشي الرصاص والتفجيرات لا تكفي، ليواجهوا الان شتاء قارسا على ضوء الشموع مع استمرار الهجمات. قالت فادية كريم، 33 عاما، «اعتاد صدام حسين على قطع الكهرباء لساعتين في اليوم وكنا نشكو. الان لا توجد كهرباء لساعات وساعات كل يوم. لا يوجد وقود لتشغيل المولدات ولا كيروسين للدفايات. الناس فاض بها الكيل. الامور تزداد سوءا وحسب».

والهجمات التي تستهدف تخريب محطات الكهرباء والشبكات التي تنقلها وأنابيب النفط وشاحنات الوقود التي تغذيها، تعني أن العراقيين يواجهون شتاء باردا ومظلما ويصطف من يملكون مولدات أمام مضخات البنزين للحصول على وقود لتشغيلها. ويقول المسؤولون العراقيون الذين يشعرون بقلق من عدم الاستقرار المتزايد قبل الانتخابات المقررة في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل، ان نقص الكهرباء وتقادم المولدات بلغ مستويات الازمة، خصوصا في بغداد مع عدم وجود حل في الافق المنظور. وقال ايهم السامرائي وزير الكهرباء العراقي انه رجل اطفاء وليس وزيرا للكهرباء، وان المقاتلين يضربون أنابيب الوقود التي تحيط بمحطات الطاقة في كل مكان ويضربون الشاحنات ويثيرون الرعب بين العاملين في وزارته ليمنعوا استمرار تدفق الوقود. وقال ايضا ان الاوضاع تزداد سوءا في هذه الايام. ويحصل معظم العراقيين على الكهرباء لمدة 12 ساعة فقط في اليوم. وكانوا لا يحصلون على كهرباء لاكثر من ثماني ساعات قبل أيام قليلة. وفي الاسبوع الماضي ضرب المقاتلون محطة للكهرباء في مدينة بيجي الشمالية النفطية فعطلوا 500 ميغاوات من الشبكة، لتغرق البلاد بأسرها في ظلام دامس لمدة عشر ساعات. ويأمل السامرائي في عودة امدادات الكهرباء الى 18 ساعة في اليوم بحلول يوم 25 ديسمبر (كانون الاول)، لكنه يعترف بأن الامر كله يتوقف على حالة الامن. وبعد مرور 21 شهرا على الحرب التي بدأتها واشنطن بوعد بمستقبل أكثر اشراقا ينتج العراق 4100 ميغاوات من الكهرباء وهو أقل قليلا من مستوياتها قبل الحرب، وهو ما يلبي نحو نصف الطلب المحلي المتزايد. وكان اصلاح وتطوير شبكة تركت مهدمة بسبب الاهمال و13 عاما من العقوبات يتطلب دائما وقتا، خصوصا أنه لا بد من احضار قطع الغيار التي يجري تصنيعها حسب الطلب من الخارج. لكن المقاومة المسلحة الدائرة منذ 18 شهرا فاقمت المشكلات. ويجري احراز قدر من التقدم رغم الخطر على الطرق. وقال السامرائي ان الستار سيزاح عن محركات جديدة في محطة للكهرباء في يناير القادم، مما يرفع طاقتها الى 1200 ميغاوات. وكف العراقيون منذ فترة طويلة عن الاعتماد على الدولة لتدبير احتياجاتهم من الكهرباء على مدار اليوم. ويملك القادرون مولدات احتياطية في بيوتهم. لكن نقصا في الوقود يعد الاسوأ منذ الحرب جعل أسعار الوقود والسولار بعيدة عن متناول الغالبية. ويبلغ سعر 20 لترا من السولار في العراق الان 14 دولارا في السوق غير الرسمي مقارنة بسعر 20 سنتا الرسمي المدعوم في محطات الوقود، حيث تصطف الطوابير لاميال. ومن دون كهرباء تعتمد معظم الاسر الان على الكيروسين للتدفئة وعلى الغاز للطهي وكلاهما شحيح الان. ويعوض مستثمرون النقص بشراء مولدات ضخمة وفرض رسوم على الجيران مقابل الاشتراك، لكن أسعارهم تتزايد منذ أن ولى الصيف الحار في العراق وحل برد الشتاء. وتنخفض درجات الحرارة الى دون الصفر ليلا في بغداد. وقال كريم عصام عامل النظافة «ندفع 20 ألف دينار (13 دولارا) لكل خمسة أمبيرات وهي تكفي لتشغيل كل شيء عدا سخان المياه... نغتسل بمياه شديدة البرودة في هذا الشتاء القارس». وبدأت عائلة كريم بدفع ثلاثة الاف دينار لكل أمبير، لكن السعر قفز عندما تفاقمت الازمة. ويقول صاحب مولد انه يرفع السعر الى سبعة الاف دينار. ولا يوجد أمام الزبائن خيار سوى الدفع. وقال شاب عراقي: «نعيش على ضوء الشموع». ومضى يقول «الامر هكذا منذ ثلاثة أشهر. تعودنا من قبل على مشاهدة التلفزيون ليلا. الان نأوي للفراش أو نخرج للشارع».

ويصلي السامرائي من أجل معجزة تعيد الكهرباء قبل أن ينقلب العراقيون الغاضبون على الحكومة. وقال ان وزارته تقترب من مضاعفة انتاجها من الكهرباء، داعيا أن يوفق في ذلك قبل الانتخابات.