سكان الفلوجة يبدأون العودة إلى مدينتهم.. وبغداد تخصص مبالغ مالية لتعويضهم

TT

دخل عشرات من نازحي الفلوجة امس الى مدينتهم، التي كانت اعمدة الدخان تتصاعد في سمائها، وذلك بعد انتظار ساعات للتأكد من هوياتهم وفق شروط وصفها بعضهم بانها «تعجيزية».

ونجحت مجموعة من نازحي الفلوجة في عبور المدخل الشمالي للمدينة حيث تجمع منذ الصباح اكثر من مائة شخص غالبيتهم من الرجال بانتظار ان تسمح لهم قوات الحرس الوطني بالدخول ليغادروا الفلوجة قبل حلول الظلام، كما افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال ساعات الانتظار كانت اصوات الرشاشات الثقيلة تسمع بوضوح عند الحاجز الذي يبعد مئات الامتار عن المدينة بينما ارتفعت اعمدة الدخان في سمائها، حسبما افاد مصور الوكالة. وقال محمد عباس جبر «وعدونا بالعودة وكل ما نسمعه من الحرس الوطني: اصبر قليلا». واضاف ان عناصر الحرس الوطني «يرسلوننا من حاجز الى اخر ومن مدخل الى اخر، ويطالبوننا باوراق ثبوتية وبطاقة الهوية والبطاقة التموينية للتاكد اننا من حي الاندلس».

وكان قاسم داود وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني قد اوضح اول من امس ان «الفي رب عائلة» من حي الاندلس فقط سيدخلون المدينة «لتفقد منازلهم وتقرير عودة اسرهم بانفسهم» الى الفلوجة التي لا تزال تشهد بعض العمليات العسكرية.وأعدت ثلاثة مداخل للعائدين، حسبما ذكر عنصر من الحرس الوطني طلب عدم الكشف عن هويته، واوضح ان هذه المداخل تقع في «ناحية الصقلاوية (جنوب) وناحية الحبانية (جنوب) وناحية المستشفى الاردني (شمال)».وتابع ان «500 شخص سيمر عبر كل مدخل». وسيصرف مبلغ (100) دولار لكل عائلة تنفيذا لقرار الاجتماع الموسع الذي عقد في مدينة الفلوجة في العشرين من الشهر الحالي والذي حضره ممثل مجلس الوزراء إضافة إلى ممثلي كل من وزارة الصناعة والبلديات والدفاع والنفط والهجرة والمهجرين، كما حضر الاجتماع مدير كهرباء الفلوجة وممثل عن الوقف السني ومندوب عن الجيش الأميركي. على صعيد متصل، سيتم تسليم دفعة مالية أولية مقدارها (2000) دولار أميركي للضرر الجزئي و(4000) دولار للضرر الكبير، و( 10000) دولار للبيوت المتهدمة بصورة كلية، كما سيتم صرف مبالغ مالية لبعض المحال التجارية تتراوح بين (1500 ـ 3000 ) دولار، استنادا إلى مساحة المحل ونوع النشاط الذي يقوم به. إلى ذلك، ستقوم مواقع الإغاثة التي تم تحديدها بتوزيع المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية على أهالي الفلوجة، كما سيتم توزيع المدافئ النفطية لكل عائلة.

وقد سمح للعائدين بدخول المدينة في سياراتهم بعد خضوعها لتفتيش دقيق. واعلن عناصر الحرس الوطني بمكبرات الصوت بدء الدخول بينما رفعت امام الحاجز لافتة كتب عليها «اي شخص يدخل الفلوجة مع اي سلاح يتعرض للقتل». واحتج العديد من المنتظرين على طلب الوثائق التي فقد المواطنون معظمها في العمليات العسكرية بين القوات الاميركية والمتمردين التي تسببت في هدم جزئي او كلي للمنازل في هذه المدينة. وقال محمد عباس جبر غاضبا «هذه شروط تعجيزية لمنعنا فعليا من الدخول ورؤية منازلنا والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال مع الحرس الوطني». واوضح موفق محمد زيدان عضو رابطة السجناء السياسيين «هذه طريقة غير صحيحة لان غالبية المواطنين لا يملكون بطاقات شخصية».من جهتها، قالت متحدثة عسكرية اميركية ان التوقعات تشير الى ان ما بين مئتين و300 شخص من اهالي حي الاندلس من المتوقع انهم دخلوا امس الى المدينة لتفقد منازلهم نهارا.

واوضحت الميجور نيومي هوكينز ان «التحقق من بطاقة الهوية والبطاقة التموينية هدفه التأكد من ان العائدين هم من اهالي حي الاندلس». واكدت انه «تدبير أمني للتأكد من ان المتمردين الذين يحاولون العودة الى المدينة لن يمروا مع الداخلين»، موضحة ان تدابير اخذ البصمات وتصوير حدقة العين باشعة الليزر والتقاط صورة شمسية ستطبق على «من هم في عمر حمل السلاح فقط». واضافت الناطقة الاميركية ان اشتباكات متقطعة جرت خلال دخول العائدين. وقالت «ما زلنا نواجه متمردين وارهابيين في بعض الجيوب في المدينة».

وكان داود قد اوضح ان اهالي الفلوجة اصروا على العودة الى مدينتهم رغم النصائح الرسمية بالتريث. وقال اول من امس ان «الاهالي اصروا على العودة رغم اننا ابلغناهم بوجود مناطق لم يرفع منها الركام والانقاض وبالمنازل المهدمة وبوجود الغام في بعض الشوارع». واضاف في مؤتمر صحافي «نزولا عند اصرارهم خلال اجتماعات عديدة مع ممثلين لهم رضخنا لإرادتهم».