الجدل يحتد في فرنسا حول ظروف الإفراج عن الرهينتين السابقين في العراق

TT

باريس ـ ا.ف. ب: احتد الجدل امس حول السبل التي استعملت للتوصل الى الافراج عن الرهينتين الفرنسيين السابقين في العراق، اذ اكدت الحكومة الفرنسية ان جهود دبلوماسيتها واجهزتها السرية هي وراء هذا الانجاز، الامر الذي يعارضه نائب من اليمين الحاكم قام بمساع موازية.

وافرج عن الصحافيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو الثلاثاء الماضي بعد اربعة اشهر من اختطافهما لدى «الجيش الاسلامي في العراق» وتؤكد الحكومة الفرنسية ان هذه النهاية السعيدة للازمة تمت بدون الاستعانة بمساعي النائب ديدييه جوليا من حزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية» الذي له علاقات عديدة في العراق وفي سورية.

واكد فيليب ايفانو احد اعضاء فريق النائب جوليا، ان الاستخبارات الفرنسية استعملت الاتصالات التي قام بها الفريق مما ادى الى التوصل الى الافراج عن شينو ومالبرونو.

وفي مقابلة صحافية نشرت امس، قال ايفانو ان «الاستخبارات اضطرت تحت الضغط الى التخلي عن الاتصالات التي كانت تستعملها واستعملت الاتصالات التي قمنا نحن بها». واعلن ايفانو ان وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه «احبط مرتين على الاقل مفاوضات كانت على وشك ان تأتي بثمارها».

وقال ايفانو ان «المرة الاولى كانت بين 20 و25 اغسطس (أب)،اي في الاسبوع الاول من اختطاف الصحافيين، عندما رفض (بارنييه) ارسال سيارة من سفارتنا كما طلب الخاطفون».

واضاف ان «المرة الثانية كانت في سبتمبر (ايلول) عندما تم اقتراح دفع مبلغ من المال مقابل الافراج عنهما، الامر الذي اغضب الخاطفين. بامكاننا ان نبرهن كل ذلك».

وتابع، «بعد ان انتهت الحملة الاميركية على مدينة الفلوجة، بات بامكان فريق (جوليا) ان يستكمل اتصالاته. وبين آخر نوفمبر (تشرين الثاني) وبداية ديسمبر (كانون الاول)، تمكنا من ارساء خطة للافراج عن شينو ومالبرونو. وان هذه الخطة هي التي اتت بثمارها الثلاثاء».

ورفض ايفانو اتهامات بارنييه الاربعاء الذي اعتبر ان مبادرة جوليا قد اخرت الافراج عن الصحافيين، ونصحه «بعدم التمادي كثيرا».

وعند وصول الرهينتين السابقين الى باريس الاربعاء، انتقد مالبرونو بشدة مبادرة الوسطاء الفرنسيين (فريق جوليا) وقال انها تستحق «الاحتقار».