حميد مجيد موسى لـ «الشرق الاوسط»: أردنا ائتلافا واسعا لكن الآخرين فضلوا القوائم الانفرادية

سكرتير الحزب الشيوعي العراقي: يهمنا أن يشارك الجميع في انتخابات آمنة وحرة ونزيهة

TT

* كان من المؤمل ان يرشح الحزب الشيوعي العراقي ضمن قائمة ائتلافية لكنكم رشحتم للانتخابات بقائمة منفردة ، ما الذي حدث؟

ـ الذي حدث هو ان الاخرين فضلوا التقدم منفردين الى الانتخابات ولم يستجيبوا لنداءاتنا وشروحاتنا بضرورة الترشيح ضمن قوائم موحدة تمثل جبهة واسعة للاطراف المعنية والمساندة للعملية السياسية.

* مع اية جهة كان بامكانكم الائتلاف؟

ـ كان بامكاننا الائتلاف مع اغلبية الاحزاب التي شاركت في المعارضة العراقية خلال العهد السابق وهي قوى من التيار الاسلامي ومن التيار القومي الكردي وقوى ديمقراطية وقومية عربية. وآخر تشكيلة تبلورت على هذا الصعيد هي الاحزاب التي اجتمعت في دوكان (شمال العراق) وهي 15 حزبا وحركة.

* لو عرض عليكم الائتلاف مع احزاب اسلامية شيعية او سنية هل كنتم ستوافقون؟

ـ نحن دعينا الى مثل هذا الائتلاف وطالبنا به لكن للاسف الشديد الاخرون احجموا عن التعاون لأسباب حزبية خاصة بكل طرف.

* كيف يمكن لأفكار الحزب الشيوعي ان تتلاءم مع افكار الاحزاب الاسلامية، اعني من الناحية الآيدولوجية؟

ـ في ما يتعلق بالبرنامج الانتخابي نحن لا نؤسس حزبا آيدولوجيا واحدا، نحن نقيم علاقات تحالفية لمرحلة تاريخية يمر بها البلد وهي استعادة السيادة وبناء المؤسسات الديمقراطية لعراق فيدرالي تعددي موحد، هذا ما نعمل من اجله ونتحالف على اساسه وفقا للحال الراهنة. لا نتحدث عن اهداف سياسية بعيدة المدى او الذوبان في كتلة حزبية واحدة ، هذه جبهات تحترم التنوع الايدولوجي.

* اعلن الحزب الاسلامي العراقي انسحابه من الانتخابات وهناك شريحة سنية واسعة قاطعتاو هددت بالمقاطعة كما يتوقع انسحاب جهات سياسية اخرى، هل تعتقد ان الانتخابات ستنجح فيما اذا جرت في مثل هذه الظروف؟

ـ في اجتماع دوكان كانت قضية تأجيل الانتخابات مطروحة للدراسة والنقاش وهناك ارضية موضوعية لدراسة موعد الانتخابات كون الوضع الامني معقدا وصعبا وقد ينجم عنه ان تحجم ، ولا اقول ان تقاطع جماهير واسعة عن المشاركة في الانتخابات خوفا او ترددا، لذلك اتفقنا على ان تدرس قضية موعد الانتخابات مع الاطراف المعنية بتقرير الامر وهي الحكومة العراقية والامم المتحدة والقوات المتعددة الجنسيات ، ولكن يبدو ان الحكومة العراقية لم تتخذ الموقف الواضح في هذا الصدد وكان يفترض ان تقدم تقويما دقيقا للحالة الامنية وتجيب مباشرة على السؤال المطروح وهو: هل يمكن ان تقام انتخابات حرة ونزيهة في ظل الظروف الامنية الراهنة او ماذا نتوقع ان يحصل خلال شهر. الاميركيون اجابوا بوضوح وصراحة واعتمادا على قناعاتهم ، هو انه يجب اجراء الانتخابات، موقف الامم المتحدة غير واضح وحيادي وغير مفهوم كونها شريكة في المسألة وفي وضع قانون ادارة الدولة وممثلها يقول ان هذا الامر متروك للحكومة العراقية.

* وانتم ماذا تعتقدون، ما هو الحل؟

ـ نحن نقول اننا جميعا نواجه صعوبات حقيقية ، والجواب الان بنعم او لا ، فيه نوع من التسرع، وما لم تقرر الحكومة بشكل مباشر وبالتشاور مع الاطراف الاخرى المعنية. ورغم اننا متحمسون وراغبون باجراء الانتخابات، ورغم اننا نحضر انفسنا كحزب للمساهمة في الانتخابات في موعدها المحدد، الا ان ذلك لا يمنع من التفكير بضرورة توفير افضل الاجواء واهدئها لاجراء انتخابات سليمة ونزيهة وشاملة يشارك فيها كل العراقيين ، لذلك من الصعب اعطاء رأي نهائي وحسم الموضوع في اللحظة الراهنة، وامامنا اكثر من شهر لمواصلة الحوار.

* ولكن كحزب شيوعي هل باعتقادكم ان الانتخابات ستنجح اذا ما جرت في مثل هذه الظروف؟

ـ نحن نعمل على البحث عن ظروف افضل، وسنشارك في الانتخابات في كل الاحوال.

* حتى لو قاطعت غالبية من الاحزاب والحركات الانتخابات؟

ـ الاحزاب والحركات لن تقاطع. هذا افتراض. وعلى العموم اذا اصر الآخرون على الاستمرار فسوف نستمر بمشاركتنا واذا اتفقوا على التأجيل فسوف نؤجل.

* لكن المواطن العراقي يشكو اليوم من سوء الوضع الامني ومن اختفاء متطلبات الحياة الاساسية كالوقود، هل تعتقدون ان العراقي اليوم يفكر بالانتخابات؟

ـ دعنا نميز الامور. المواطن يشكو وله الحق في الشكوى، والمواطن يريد الكهرباء والوقود والعمل وله الحق في هذه المطالبة وله الحق في ان ينتقد الحكومة على سوء ادارتها لهذه الملفات، ولكن في ذات الوقت المواطن يريد ان يرى نهاية عاجلة لمعاناته، وأحد اهم وسائل بلوغ هذه النهاية هو اجراء الانتخابات، واستطلاعات الرأي العام الحيادية تشير الى ان غالبية المواطنين تريد اجراء الانخابات.

* هناك غالبية من العراقيين تتحدث عن عدم معرفتها بالمرشحين للانتخابات؟

ـ نعم هناك قسم من العراقيين لا يعرفون ممثليهم المفترضين ولكن يجب ان تكون الغالبية عارفة . فالقوائم قدمت ونحن من الاحزاب التي باشرت بحملة انتخابية واسعة، هناك مهرجان خطابي حصل في بغداد، وهناك اجتماعات في المناطق السكنية تعرف بقائمتي «اتحاد الشعب»، هناك سيارات تجوب الشوارع وتعرف ببرنامجنا الانتخابي، وهناك لافتات وملصقات في كل ساحات وشوارع بغداد الرئيسية، نحن نحاول ان نعرف بانفسنا وان كان هناك من لا يريد ان يعرف فله الحق في ان لا يعرف.

* لماذا اطلقتم على قائمتكم «اتحاد الشعب» وليس قائمة الحزب الشيوعي؟

ـ كونها تضم الحزب الشيوعي وشخصيات ديمقراطية ومستقلة وممثلي الطوائف والاقليات. الانتخابات ستكون على نظام القوائم وليس الاسماء الفردية ونحن وضعنا 275 اسما يمثلون جميع المحافظات العراقية وكل القوميات والاديان والمذاهب وكذلك شخصيات ثقافية وعلمية وعشائرية وتكنوقراط.

* هل تخشون في ان يحكم الاسلاميون العراق؟

ـ لا مخاوف لدينا من ذلك، المجتمع العراقي منوع ومتنوع والاوضاع لا تسمح بحكم اسلامي بل حتى الاسلاميون يطالبون بحكم ديمقراطي تعددي تتمثل فيه كل القوى السياسية والطوائف.

* يدور في العراق حديث عن مباركة المرجع الشيعي السيستاني لقائمة معينة على حساب بقية القوائم؟

ـ ليس صحيحا مباركته لأية قائمة بمفردها وعلى حساب بقية القوائم. مكتب السيد السيستاني اعلن اكثر من مرة انه يتعامل مع جميع القوى المشاركة في الانتخابات بصورة متساوية ويدعو الشعب لانتخاب الافضل.