الموت يجاور أهالي بيت جالا في ساعات الليل الطويلة

TT

بيت جالا ـ أ.ف.ب: يصنف اهالي بيت جالا المجاورة لمدينة بيت لحم ليالي القصف المتتالية التي يعيشونها تحت وابل النيران الاسرائيلية الثقيلة ضمن مصطلح «الموت يسكن في الجوار». وامس وبعد ساعات على تشييع جثمان الشاب اسامة محمد الزغير (18سنة) الذي قضى الليل الفائت «حرقا» جراء اصابته خلال قصف الجيش الاسرائيلي كانت مجموعة من الفتيات يحاولن تفسير ما يجري في البلدة التي تعد حوالي 15 الف نسمة.

وقالت احداهن وتدعى لميس (22 عاما) وهي طالبة جامعية ورفيقاتها يومئن بالموافقة «لا يمكن وصف الوضع النفسي للمواطنين. انه سيئ للغاية والغموض يلف المستقبل». واضافت «ننظر حولنا لنرى المدافع الاسرائيلية والقذائف تنهال واحساسنا يقول ان الموت يسكن في الجوار خلال ساعات الليل الطويلة».

وكان الزغير قد سقط من جراء اصابته بشظايا قذيفة اسرائيلية. ولم يكتشف ذووه جثته الا بعد نحو ثلاث ساعات وقد «تشوهت بالحروق والاصابات وطمرت تحت ركام سور المنزل». وانطلقت جنازة الزغير من مسجد بيت جالا الى مقبرة «الشهداء» وقرعت الكنائس اجراسها وسط هتافات غاضبة تقول «هاتوا سلاح ضد شارون السفاح» في اشارة الى ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل المنتخب.

واصيب عشرة اخرون من سكان البلدة الليلة قبل الماضية ولحقت اضرار كبيرة بعدد من المنازل جراء القصف الاسرائيلي المكثف.

وتتعرض بيت جالا ومدن فلسطينية اخرى منذ خمس ليال لقصف عنيف يقول الجيش الاسرائيليي انه موجه ضد نيران فلسطينية. لكن السكان والشهود اكدوا انهم لم يسمعوا اطلاق نيران من بيت جالا الليلة قبل الماضية في حين قال الجيش انه «حدد موقع مجموعة مسلحة لم تطلق النار».

واعلن كامل حميد مسؤول حركة «فتح» في منطقة بيت لحم التي تضم بيت جالا ان القوى الوطنية قررت تشكيل لجنة خاصة للوقوف على الوضع «المقلق» الذي تعيشه البلدة.

ومنذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر (ايلول) الماضي وبيت جالا وجارتها قرية الخضر (7 الاف نسمة) ومخيم عايدة المجاور (4 الاف نسمة) باتت هدفا للنيران الاسرائيلية الثقيلة الرابضة على تلال مطلة غير بعيدة عن مستوطنة «جيلو» الاسرائيلية التي يقول الجيش الاسرائيلي انها عرضة لنيران مسلحين فلسطينيين.

لكن بيت جالا وجاراتها تكبدت الخسائر الاشد على مدار الاشهر الخمسة الاخيرة. ويقول بشارة داود عضو المجلس التشريعي عن بيت جالا ان 220 منزلا تضررت وشرد اصحابها، عشرون منها اصيب خلال الايام الاخيرة فقط.

واضاف بشارة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «انه قصف مبرمج طاول شبكتي المياه والكهرباء ونوادي وكنائس ايضا».

ويقول جورج (70 سنة) وهو مدرس متقاعد «المدينة تتعرض لحملة تشريد، لقد هجر السكان منازلهم جراء القصف واصيب كثيرون بصدمات نفسية»، ثم يضيف بأسى «فقدت البلدة مذاق حياتها الطبيعية، والشوارع يهجرها الناس سريعا مع الغروب».