صالونات التجميل في العراق لا تتوقف عن العمل رغم الاشتباكات

TT

كان الرصاص يتناثر في الطرقات عقب مواجهات بين عناصر الشرطة العراقية ومسلحين مجهولين، بينما كانت احدى السيدات تجلس على كرسي الحلاقة لتشير لصاحبة المحل على اللون الذي ترغب به لشعرها في احد صالونات التجميل في حي الضباط في منطقة الاعظمية.

وسألنا تلك السيدة ان كانت تسمع تلك الاطلاقات في الشارع ام لا، فقالت لقد اعتدنا الحياة في هذه الظروف وبالنسبة لي لا استطيع البقاء على شكل واحد ، فأقوم كل شهر بتغيير لون شعري او تغيير قصته كي اظهر بمظهر جديد. وقالت صاحبة الصالون «انا لم اقفل محلي سوى لايام معدودة عند دخول القوات الاميركية الى بغداد ، اذ حدثت فوضى وعمليات سلب ونهب، ولكن سرعان ما عاد العمل الى سابق عهده وربما اكثر من السابق».

وقالت عطارد كامل، وهي زبونة دائمة لهذا المحل «ان المرأة العراقية اعتادت الحياة وسط الازمات، ومع ذلك فانها لا تهمل نفسها لتبدو اكثر تألقا وجمال». خبيرة التجميل المعروفة في العراق نادية بهنام تقول ان اهتمام المرأة العراقية بزينتها لم يكن وليد ظرف معين من دون غيره، بل ان النساء العراقيات اثبتن انهن قادرات على التكيف مع كل الظروف التي تمر بهن». واضافت «من خلال عملي الذي مارسته منذ وقت طويل ومن خلال احتكاكي بالاوساط المعنية بقضايا التجميل وجدت ان المرأة العراقية هي من بين الاكثر اهتماما بجمالها بين كل نساء العالم وهي دائمة البحث عما يبقي هذا الجمال مزدانا بروحها التي لا مثيل لها».

وفي صالون نادية التي منحتنا فرصة التصوير من دون غيرها وجدنا الكثير من النساء اللواتي جئن من اجل ادامة الحيوية في وجوههن التي ربما اتعبها الزمان. تقول نادية حول هذا الامر ان اغلب النساء اللواتي يراجعنها هن من الباحثات عن التألق والجمال، ولذلك بدأن بمساج الوجه والرقبة ووفق تعليمات تقرها اغلب اماكن التجميل في العالم اضافة الى رغبة الكثيرات بوشم الحاجب والذي يدعى بـ(التاتو). وتؤكد نادية ان كل الظروف التي مرت على العراق لم تجعل النساء يتخلين عن مسألة الاهتمام بأشكالهن، وهذا يدل على ان روح المرأة العراقية من نوع خاص وهو دليل عافية. وفي جانب الكرخ قالت لنا شهلاء، وهي صاحبة محل للتجميل، ان كل النساء اللواتي يأتين الى المحل هن من الاماكن القريبة عليه وهن دائمات البحث عن كل ما هو جديد في عالم الحلاقة على الرغم من الظروف غير الطبيعية التي يمررن بها.