الادعاء العسكري الأميركي يتهم أحد المسؤولين عن الانتهاكات بـ«السادية»

TT

كشف المدعون الاميركيون الذين يشاركون في المحاكمات المتعلقة بارتكاب انتهاكات في العراق، عن صور وأشرطة فيديو جديدة من سجن أبو غريب يوم أول من أمس وهم يحاولون تصوير الجندي المتهم باعتباره مسؤول الحلقة المتورطة في فضيحة الانتهاكات هناك باعتباره سفاحا ساديا كان يوجه اللكمات للسجناء وكأنه يمارس الرياضة، ويتخذ اوضاعا يبتسم فيها الى جانب الوجه المدمى للسجين ويتبجح بأنه أرغم امرأة عراقية على أن يصورها عارية.

وفي بداية المناقشات في المحاكمة العسكرية للجندي تشارلز غارنر، أكد محاموه انه كان ببساطة ينفذ الأوامر، ويستخدم دروسا من حياته المدنية كحرس في السجن في مسعى للحفاظ على الانضباط في منطقة حرب. فاستخدام السجناء والمغطاة رؤوسهم لتشكيل هرم بشري كان شبيها الى حد كبير بما يفعله اللاعبون الفرحون «في كل انحاء أميركا» في ألعاب كرة القدم، وفقا لما قاله المحامي غاي ووماك، وكذلك وضع السجناء العراة واحدا فوق الآخر كان شبيها الى حد كبير بما يفعله الآباء مع أطفالهم الصغار في المطارات. وأبلغ السيد ووماك هيئة المحلفين التي تضم عشرة عسكريين «انهم لا ينتهكون. الأمر انه تجري السيطرة عليهم».

ولكن المدعين استدعوا جنودا شهدوا على ان الجندي غارنر كان يضحك ويطلق النكات بينما كان السجناء ينتحبون ويصرخون ويستعطفونه ان يوقف ضربهم. وقال مصدر مقرب من القضية ان المدعين اكتشفوا أكثر من ألفي رسالة إلكترونية كان الجندي غارنر قد أرسلها الى الوطن، وفي بعض الأحيان مع صور مرفقة للسجناء متبجحا بشأن الطريقة التي هدف بها الانضباط عليهم. ولم يذكر في أي من تلك الرسائل الإلكترونية أنه قام بتلك الانتهاكات تنفيذا لأوامر.

وقال المدعي الميجور مايكل هولي انه «كان هناك الكثير من الأفعال الخاطئة في أبو غريب. وكانت هناك مشاكل في التدريب ومشاكل لوجستية، وبالتأكيد مشاكل قيادية». ولكن الميجور هولي ابلغ هيئة المحلفين «ان ما نعرضه عليكم هو سوء التصرف الجدي الذي يمكن أن يقول أي امرئ عنه: ذلك غير شرعي، وانه غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن ان يكون هناك من يقول انه صحيح».

ويواجه المتطوع غارنر، البالغ 36 عاما، من سرية الشرطة العسكرية رقم 372 التي تتخذ من ميريلاند مقرا لها، تهما تصل عقوبتها الى 17 عاما ونصف العام سجنا بسبب ممارسته الهجوم وسوء المعاملة وخرق قواعد الواجب وقيامه بأفعال اخرى غير لائقة مرتبطة بالفضيحة التي انكشفت الربيع الماضي، وأدت الى القيام بتحقيقات عسكرية رفيعة المستوى كشفت عن طائفة اوسع من سوء المعاملة لسجناء في أفغانستان والعراق وخليج غوانتانامو بكوبا. ولكن السؤال حول من أعطى تفويضا بمثل تلك المعاملة يظل بلا جواب الى حد كبير.

وأكد الشهود هنا على أن القادة العسكريين وجنودا من الجيش والاستخبارات كانوا قد أعطوا تفويضا بممارسة تلك المعاملة القاسية. وقال الجندي ايفان فريدريك، أحد الشهود على ما حدث في ابو غريب، انه سأل أفراد الشرطة العسكرية العاملين في سجن أبو غريب عن سبب تعرية الجنود وربط أياديهم، أو وضع الملابس النسائية الداخلية على رؤوسهم. وقال انهم أبلغوه بأن تلك هي الطريقة التي يمارسون فيها مهماتهم.

بل ان الجندي غارنر نفسه سأل قادته عما اذا كان من الصحيح ربط السجناء بقضبان حديدية لجعلهم مستيقظين، وفقا لما قاله الشاهد فريدريك. ولكن الشرطة العسكرية ابلغوا انه اذا ما طلبت الاستخبارات العسكرية القيام بما يسمى «ادارة النوم» فسيكون ذلك طبيعيا. وقال فريدريك، واصفا التوجيهات المتعلقة بالنوم الصادرة من احد الجنود، انه قال «لا يهمني ما تفعله، افعل كل ما تريد باستثناء قتله».

ووصف عدد من الجنود الحالة عندما كانوا يشاهدون إساءة المعاملة، خصوصا في احدى الأماسي، حيث بدأ الأمر بركض بعض الجنود وقفزهم فوق كومة من السجناء». وقال الجندي ماثيو ويزدوم، الذي لم توجه اليه تهمة، ان «ذلك جعلني أقرف. ولم اكن أعرف ما أفعل. لم أكن أشعر بوضع طبيعي».

وقال الجندي ويزدوم، وهو يصف كيف وجه الجندي غارنر لكمة لأحد السجناء على جبهته بقوة، بحيث أنها أفقدته الوعي، قائلا «لو انني كنت ذلك السجين، لعرفت ان ذلك يمكن أن يكون في غاية الألم».

* خدمة «نيويورك تايمز»