المحقق العدلي باغتيال الحريري يكشف على مسرح الجريمة والخبراء يدققون بفرضية استعمال «النابالم»

TT

خطا المحقق العدلي في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه القاضي ميشال ابو عراج خطوته الاولى في مسار التحقيق بهذا الملف بزيارة ميدانية الى موقع الجريمة في محلة «السان جورج» في بيروت (موقع الجريمة) برفقة ضباط وعناصر أمنية من قسم المباحث الجنائية المركزية الذي يعمل بأمرة النيابة العامة التمييزية مباشرة. وتزامن هذا التحرك مع وصول وفد المحققين الدوليين المنتدب من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى مطار بيروت مساء امس، برئاسة ضابط ايرلندي.

وأجرى القاضي أبو عراج كشفاً شاملاً على المكان وسجل ملاحظات على بعض المشاهدات، خصوصاً في موقع الحفرة الواسعة والعميقة التي أحدثها الانفجار وفي محيطها على مسافة شعاعية بنحو خمسين متراً. كما اطلع على الاضرار الجسيمة الواضحة على المباني المجاورة، فضلاً عن السيارات المحطمة والمحترقة التي ما تزال قابعة في المكان. وأفيد عن رفع بعض العينات التي هي عبارة عن قطع حديدية سوداء متفحمة بفعل الحريق، والطلب من المختبرات تحليل الشحّار الكثيف الموجود عليها وامكانية تحديد نوع المواد المشتعلة الناتجة عن التفجير ووضع كل الاحتمالات في خانة كشف نوعية المتفجرة والمكان الذي وضعت فيه.

وعلم ايضاً ان القاضي أبو عراج سيطلب من الخبراء اللبنانيين في مجالي المتفجرات والطب الجنائي الذين اعدوا تقارير ضمت الى الملف، تفسيرات إضافية حول نقاط وردت في تقاريرهم ليبني عليها بعض المعطيات.

وكشفت مصادر أمنية مواكبة لعمل الخبراء وسير التحقيق ان اهل الاختصاص في حقل المتفجرات يدققون في فرضية استعمال مادة النابالم في التفجير (التي تحدثت عنها"الشرق الأوسط"في عددها الصادر اول من امس) وهي مادة تخرج من مواد اخرى لتعطي قوة عصف اكثر باضعاف من الذي تحدثه مادة الـ «تي. أن. تي». واشارت المصادر الى ان مادة النابالم اميركية المصدر، وأن الخبراء يرجحون استعمالها في العراق، لكن هذه الفرضية ما زالت في طور التحليل والتحقق منها لأن اثبات وجود هذه المادة يعطي دلالات عدة قد تؤثر في وجه التحقيق. أما على صعيد فريق التحقيق الذي كلفه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فإن المعلومات تحدثت عن وصول هذا الفريق الى لبنان برئاسة ضابط كبير في الشرطة الايرلندية يرافقه ثلاثة أشخاص يعملون في مجال التقصي، الا ان المسؤولين القضائيين وفي مقدمهم وزير العدل عدنان عضوم والمدعية العامة لدى محكمة التمييز القاضية ربيعة قدورة لم يكونوا، حتى عصر امس، قد تبلغوا موعد وصول الوفد رسمياً، كما ان الاخير لم يتصل بهم ولم يطلب اي موعد للقائهم.

ومساء أمس اجتمع المحقق العدلي القاضي ميشال ابو عراج بخبراء متفجرات لبنانيين، وبآمري الفصائل الأمنية الذين اجروا التحقيقات الاولية وطلب منهم تزويده بمعلومات لم تكن واردة في محاضر التحقيقات التي اجروها في ضوء الاستنابات الموجهة اليهم. وسيستمع القاضي ابو عراج اليوم الى افادتي الفلسطيني تيسير ابو العدس وزوجته منتهى موسى وهما والدا أحمد ابو العدس الذي ظهر في شريط فيديو على محطة «الجزيرة» يوم الاغتيال وتبنى العملية.