خبراء دوليين يبحثون في البحرين إعادة تأهيل «الأهوار»

TT

بدأت في العاصمة البحرينية المنامة أمس أعمال الاجتماع الدولي لإعادة تأهيل منطقة «الأهوار» الواقعة في جنوب العراق، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وبمشاركة مجموعة من الخبراء الإقليميين والدوليين في تحسين الأراضي السبخة، كما يشارك فيه عدد من سفراء الدول المانحة، بالإضافة إلى ممثلي البنك الدولي والعديد من الجهات المانحة وهي، الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا واليابان، وبمشاركة وفد عراقي لأول مرة في اجتماعات المنظمة. وقال القبطان عبد المنعم الجناحي لـ«الشرق الأوسط»: إن «أهمية هذا الاجتماع الدولي، الذي تظافرت فيه جهود المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية ROPME، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP لدعوة الخبراء والمتخصصين والمنظمات والدول المانحة لمناقشة إعادة تأهيل منطقة الأهوار، مشيرا الى ان «هذه المنطقة تحتاج إلى إعادة التأهيل ولدراسة مستفيضة وإيجاد خطة عمل متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار جميع المعايير العلمية والبيئية، وذلك لتفادي أي تأثيرات سلبية قد تطرأ أثناء عملية إعادة التأهيل».

وقال الجناحي إن «التأثير السلبي لتجفيف الأهوار لا ينحصر في المنطقة بحد ذاتها، بل يمتد إلى منطقة الخليج العربي بأكملها، التي تأثرت بيئتها البحرية والحيوانية والنباتية من جراء التجفيف»، مبينا أنه «وخلال العام الماضي وبعد إعادة جزء من المياه إلى الاهوار، عادت كثير من الكائنات البحرية من جديد».

وأضاف الجناحي قائلا «إن أهمية هذا الاجتماع تأتي من إعادة تأهيل منطقة الأهوار بيئيا، كونها من المناطق الغنية بكائنات الحياة الفطرية، نباتية كانت أم حيوانية وتلعب دورا مهما في التوازن البيئي في المنطقة البحرية، كما أنها ذات أثر كبير في نوعية الماء وعذوبته عند التقاء نهري دجلة والفرات قرب شط العرب، حيث تتكاثر الأسماك المهاجرة والروبيان وغيرها من الكائنات، مبينا أنه سيتخلل الاجتماع عقد لقاءات ثنائية، يتم فيها تداول القضايا المتعلقة بالأراضي السبخة والمستنقعات ويتبادلون فيها الآراء والتجارب المختلفة». وسيناقش المجتمعون مجموعة من أوراق العمل التي تتناول: إعادة التواصل والتداخل بين المياه العذبة والمياه المالحة في منطقة الأهوار، بما يتناسب مع حياة الأحياء المائية الموجودة فيها، وأهمية التفاعل المتبادل بين العوامل البيئية في الأراضي السبخة في العراق ومثيلاتها في الجزء الشمالي من المنطقة البحرية للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وإدماج المستويات العمودية والأفقية والجانبية في عملية التأهيل والإدارة المستدامة لمنطقة نهري دجلة والفرات، والتفاعل الهيدروليكي والبيئي بين الأراضي السبخة في منطقة الحمراء والأراضي السبخة عند مصب النهرين في شط العرب، والأراضي السبخة والصحة البشرية.

، والتكامل في إدارة المناطق الساحلية وأحواض الأنهار، وعمليات استنزاف وتجفيف الأراضي السبخة وآثارها الضارة في الحياة الفطرية والثروة السمكية في منطقة مصب النهرين والمنطقة البحرية للمنظمة روبمي، ومبادرات الدول المختلفة بشأن إعادة تأهيل الأراضي السبخة والمستنقعات والاستفادة منها بيئيا واقتصاديا. وتعتبر منطقة الأهوار، التي تبلغ مساحتها أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع، من أكثر المناطق في العالم تضررا بيئيا، بعد أن قام النظام العراقي السابق بتشغيل آلات جرف الأراضي العراقية في منطقة الأهوار ولمدة ثماني سنوات متواصلة، بهدف إقامة مشروع هائل لبناء السدود، مما أدى إلى تجفيف الأراضي الرطبة وهجرة ما يقارب النصف مليون شخص كانوا يعيشون برفقة عائلاتهم في هذه المنطقة وعلى أطرافها، وعندما جفت المنطقة تماما تحولت إلى قطعة من الصحراء، بعد أن جفت التربة الخصبة الناعمة التي كانت تغطيها المياه سابقا، وتوقفت عملية تدفق المياه إلى المنطقة البحرية مسببة بذلك كارثة بيئية تضرر من جرائها الإنسان والكائنات البحرية والطيور.