العاهل المغربي: الإصلاح السياسي «شغل الجامعة العربية 60 عاما»

TT

قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، ان الجانب السياسي في اصلاح البيت العربي استغرق جهود الجامعة العربية، طيلة الستين سنة من وجودها، مشيرا الى ان ذلك «اذا كان له مبرره الموضوعي في الظروف التاريخية وحتى الحالية التي تجتازها أمتنا، فان مستلزمات الاتحادات الجديدة، وانتظارات شعوبنا الشقيقة، تجعل من ترتيب البيت ضرورة ملحة لتوطيد كيانه.

واوضح العاهل المغربي في خطاب القاه مساء امس في بداية الجلسة المغلقة لقمة الجزائر، انه لهذه الغاية تم اقتراح واتخاذ عدة اصلاحات، واحداث عدة اجهزة جعلت المنظومة العربية متخمة بالمؤسسات.

واشار الملك محمد السادس الى انه مع استحضار العمل السياسي، فان اصلاح البيت يمر عبر ترتيبه، بتجديد رسالة الجامعة العربية، لتكفل لكل مكوناته شروط التنمية الشاملة، والاندماج الاقتصادي، الذي يعد القاعدة الصلبة للاتحادات العصرية.

وقال العاهل المغربي ان بلوغ هذا الهدف ليس مستحيلا، باعتبار ان العرب لديهم قدرات وموارد مادية وبشرية متكاملة وكافية.

واوضح ان الاندماج المطلوب «ليس من الضروري ان ينتظر توافر شروطه في 22 دولة بكاملها او لا يتم، بل ينبغي العمل على اعتماد التعاون المدعوم، القائم على تشجيع كل المبادرات الاقتصادية والتجمعات الاقليمية وحتى القطاعية بين بلدين او اكثر، لتشكل سلسلة متلاحقة ومتلاحمة من اجل الإنجاز التدريجي للاندماج المنشود، مجددا في هذا الصدد «تثبتنا بالاتحاد المغاربي، باعتباره خيارا استراتيجيا لا مندوحة عنه». وقال الملك محمد السادس ان التضامن التنموي، يتطلب تعبئة كل الطاقات في المعركة الاساسية للانسان العربي ضد الجهل والفقر والبطالة والاقصاء، مشددا على انه بذلك وحده يلمس في حياته اليومية بأن الانتماء للعروبة، هو تقاسم للعيش الكريم. وانها ليست فقط اواصر تاريخية عتيقة او مجرد شعار اجوف.

واوضح العاهل المغربي انه لتفعيل التعاون المدعوم والتضامن الملموس «داخل بيتنا المشترك، في برامج التنمية، لا بد من الاخذ بالآليات، التي اثبتت فعاليتها في بناء الاتحادات القوية، بمساهمة الجهات الاكثر تقدما في تأهيل الاقل نماء وتطويرها، وصولا الى ايجاد التجانس والتوازن بين كل اعضائها».

وذكر الملك محمد السادس ان اصلاح البيت العربي لن يكتمل الا بتحرير الاجزاء التي تعاني الاحتلال الاجنبي، وجدد الاعراب بصفته رئيس لجنة القدس «عن دعمنا الفاعل للكفاح السلمي للشعب الفلسطيني الشقيق، بقيادة الاخ العزيز، الرئيس محمود عباس، من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة».