القذافي تفادى السلام على ولد الطايع في الجلسة الافتتاحية

هموم مغاربية تلقي بظلالها على قمة الجزائر

TT

تفادى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع امس، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ17 في الجزائر، السلام على بعضهما البعض. وتوقف المراقبون امام الشاشة الكبرى في قاعة المؤتمر، التي تم عبرها بث مراسم استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لملوك ورؤساء وقادة الدول المشاركة في القمة. ويبدو ان العقيد القذافي طلب من الرئيس بوتفليقة الا يتوجه الى القاعة التي تجمع فيها رؤساء الوفود قبل توجههم الى قاعة المؤتمر، اذ نادى الرئيس الجزائري على احمد اويحيى، رئيس الحكومة الجزائرية، الذي رافق القذافي الى قاعة اخرى.

وكان القذافي آخر الواصلين الى قاعة الجلسات الى جانب الرئيس بوتفليقة، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، حيث قام بالسلام على عبد ربه هادي، نائب الرئيس اليمني، الذي مثل بلاده في القمة، وبدا مقعد موريتانيا المجاور له فارغا، ثم تقدم القذافي للسلام على عاهل المغرب الملك محمد السادس، والرئيس المصري محمد حسني مبارك، قبل ان يجلس على مقعده. ومباشرة بعد ذلك التحق الرئيس الموريتاني بمقعده، فيما دخن القذافي سيجارة وطفق يتحرك بكرسيه تارة نحو اليمين وتارة نحو اليسار.

وألقى هذا الحادث العرضي شكوكا حول امكانية عقد قمة مغاربية على هامش قمة الجزائر. فهذه هي المرة الاولى منذ سنوات يحضر فيها جميع قادة دول اتحاد المغرب العربي قمة عربية. لكن حتى مساء امس سرى انطباع بأن قادة اتحاد المغرب العربي الخمسة لن يتمكنوا من التقاط صورة جماعية لهم في الجزائر.

ويبدو ايضا ان سحبا كثيرة تخيم على سماء العلاقات بين ليبيا وموريتانيا، بسبب تداعيات المحاولات الانقلابية التي عرفتها نواكشوط قبل سنتين، واتهام نواكشوط لطرابلس بالوقوف وراءها، رغم ما صرح به لـ«الشرق الأوسط» الحبيب بولعراس الامين العام لاتحاد المغرب العربي، حينما قال ان صفحة الخلاف الموريتاني ـ الليبي طويت بعد زيارة وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي لنواكشوط في فبراير (شباط) الماضي.

وعرفت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية القاء كلمات من طرف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، رئيس الدورة السابقة للقمة، تلاه عمرو موسى، الامين العام للجامعة العربية، فالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي تلاه خوسيه رودريغيث ثباتيرو، رئيس الوزراء الاسباني، وبعد ان انتهى هذا الاخير من القاء كلمته، خرج من قاعة المؤتمر العقيد القذافي الذي توجه للسلام على ثباتيرو، وخرج ايضا الرئيس التونسي والعاهل المغربي والرئيس حسني مبارك، والرئيس غازي الياور، والرئيس بشار الأسد، وولي عهد البحرين.

وتناول الكلمة الفا عمر كوناري، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، بعده تناول الكلمة الرئيس بوتفليقة الذي قال «ارى ان الوجوه تتغير في القاعة» قبل ان يضيف «اتوجه بنداء اخوي الى الحاضرين من اجل توزيع خطبهم ان كانت لهم خطب، واذا تناولوا الكلمة، ارجو ان يكونوا مختصرين».

وقال الرئيس الجزائري «اتمنى ان يكون حضورهم معنا (القادة) يؤكد انهم معنا بصدق»، مضيفا «لا ارى مخرجا لهذا الموضوع.. واجدني ملزما ان اقترح عليكم شيئا بالنسبة لجدول الاعمال، نظرا لأن قائمة المتحدثين طويلة، وتسر الناظرين وتشد من ازرنا». وأردف قائلا «اطلب من جميع المتحدثين ان يختصروا قدر المستطاع، ويوزعوا خطبهم المكتوبة، وسندرسها دراسة قيمة، وسنكلف الامين العام للجامعة بذلك». وبينما لاحظ الرئيس بوتفليقة مازحا عدم وجود أي تصفيق على ما قاله، اضطر الحضور الى التصفيق بحرارة.

ولم يفوت بوتفليقة الفرصة لشكر بنينا فيريدو فالدنر، مفوض العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي، التي قال عنها الرئيس الجزائري «انها رثت لحالنا وسحبت نفسها من الكلام»، مشيرا الى ان امام الجلسة الافتتاحية اكثر من 10 كلمات، وبالتالي فان لمجلس القمة القرار والسيادة في الاستماع او عدم الاستماع اليها.

ورغم ما قاله الرئيس بوتفليفة فقد خرج أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من القاعة.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس المصري اجرى بعد خروجه من قاعة المؤتمر مباحثات مع الرئيس العراقي، غازي الياور، كما اجرى العاهل المغربي مباحثات مع ولي عهد البحرين.

ولم يتسن معرفة ما اذا كانت قد تمت لقاءات ما بين العاهل المغربي والزعيم الليبي والرئيس التونسي.