الملك عبد الله الثاني: هذه فرصة السلام الأخيرة.. وسنة العراق شعروا بخطئهم

TT

حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من «تضاؤل» فرص تحقيق محادثات سلام ناجحة في الشرق الاوسط، مشيرا الى خطوات اتخذتها اسرائيل وصفها بأنها تضعف امكانيات قيام دولة فلسطينية متاخمة حسبما ورد في خطة السلام المعروفة بـ«خريطة الطريق». وفي لقاء مع محرري ومراسلي «نيويورك تايمز» قال العاهل الاردني انه يشعر بـ«تفاؤل حذر» ازاء مفاوضات السلام عقب عدة ايام من اجتماعات في الولايات المتحدة التقى خلالها الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

وأعرب العاهل الاردني عن خشيته من ان تكون هذه آخر فرصة لتحقيق السلام، وقال معلقا: «اذا اردنا دولة فلسطينية مجاورة، فهناك مشاكل تتعلق بالجغرافيا». وأبدى الملك عبد الله الثاني قلقه ازاء اعتراف اسرائيل هذا الاسبوع بأنها تعتزم بناء 3500 وحدة سكنية في مستوطنة بالضفة الغربية تقع الى الشرق من القدس، على اعتبار ان تشييد المستوطنات يقسم الاراضي الفلسطينية. وقال العاهل الاردني انه اذا لم يجد الفلسطينيون شيئا على الارض، فلن يكون هناك سلام اسرائيلي ـ فلسطيني. وكان الملك عبد الله الثاني قد تحدث قبل مغادرته عائدا الى الاردن، وجاءت تعليقاته في الوقت الذي وصل فيه الى القدس اثنان من كبار مبعوثي ادارة بوش للتعبير عن مخاوفهم ازاء التوسع الاستيطاني. وناشد مسؤولو ادارة بوش اسرائيل بتقديم ايضاحات للتأكيد على عدم مخالفتها لمناشدة خطة «خريطة الطريق» حول ضرورة تجميد «النشاط الاستيطاني». ومن ناحية اخرى رفض العاهل الاردني اتهام عراقيين لبلده بالسماح لإرهابيين بقيادة ابومصعب الزرقاوي بالدخول الى العراق، وقال انه يشعر بالأسف لأن هناك من يعتقد أن الاردن يؤيد الزرقاوي. وأكد في سياق الحديث ان الحدود الاردنية ـ العراقية هي الافضل من ناحية المراقبة والسيطرة. وقال ايضا ان مبادرة الرئيس بشأن الديمقراطية في العالم العربي بدا يظهر لها أثر بعد بداية متعثرة، وأوضح ان الدول العربية خشيت في بداية الأمر من ان تفرض عليهم الاصلاحات من الخارج، إلا ان الاصلاح، الذي لم يعد موضوعا محرما، بات الآن يناقش علنا وبصورة مفتوحة. وأضاف العاهل الاردني قائلا ان بلاده تعمل جاهدة على مساعدة الشيعة والأكراد المنتخبين على تشكيل حكومة عراقية جديدة تشتمل على السنة ايضا، وأضاف قائلا انه ليس بوسعه التحدث نيابة عن سنة العراقي، لكنه يعتقد انهم ادركوا خسارتهم بمقاطعتهم للانتخابات. وفي نفس السياق أضاف قائلا ان الاردن يحاول تشجيع زعماء العشائر على الانضمام للحكومة، وأوضح انه «ضرب وترا حساسا» في العالم الاسلامي هذا العام عندما حذر القادة الشيعة في دول اخرى بعدم التدخل في العراق، ولم يذكر ايران بالاسم، إلا ان الاشارة الضمنية واضحة. وقال العاهل الاردني ان الاسرة المالكة في الاردن قاومت إغراء تنصيب حكام لهم علاقة بالهاشميين، رغم ان العراق حكم بواسطة اعضاء في اسرته. كما تحدث ايضا بقوة حول التغيير السياسي والديني الذي أحدثه في الاردن والعالم العربي بصورة عامة، وأضاف قائلا تخلوا عن نظام الامتحانات العتيق في الاردن تسبب في هيمنة الطلاب الحاصلين على درجات متدنية اكاديميا على المدارس الدينية، وقد تم تطوير هذه الدراسات لتجتذب طلابا افضل من الناحية الاكاديمية، كما قال ان نظام التعليم ارسل ايضا الطلاب الحاصلين على درجات متدنية في امتحاناتهم الى المؤسسات الاعلامية، واضاف ان الاردن يحاول تطوير مهنية اجهزة الاعلام وتشجيع الصحافة المستقلة.

* خدمة «نيويورك تايمز»