محلات الحلاقة في بغداد تقفل بالجملة إثر تعرض أصحابها لموجة اغتيالات

مجهولون قتلوا 8 حلاقين في منطقة الشعب فقط خلال الأيام القليلة الماضية

TT

لم يعد بإمكان علي احمد الطالب في جامعة بغداد من الذهاب لقص شعره، وظل يتنقل من محل إلى آخر من دون العثور على حلاق بعد ان قتلت عصابات مسلحة الحلاق الوحيد الذي يتردد عليه في منطقة الشعب وسط بغداد، مما اضطره للبحث عن حلاق آخر في منطقة أخرى.

فقد قام حلاقو تلك المنطقة بعد قتل ثمانية منهم بإغلاق محالهم خوفا من الموت، وهناك محلات أخرى علقت يافطة كتب عليها «لا نتعامل بالخيط»، وهي العبارة التي تعني إزالة الشعر من الوجه عند الشباب العراقي والتي تمارس منذ فترات طويلة.

وفي أحياء بغداد كالدورة والشعب تعرض الحلاقون إلى عمليات قتل. فقد هاجم مسلحون ملثمون محال الحلاقة وفي وضح النهار، حيث فاجأوا الجميع وأطلقوا النيران من بنادق كانت بحوزتهم او رموهم بقنابل يدوية. وعلى الفور بادر أصحاب المحلات الأخرى إلى غلق محالهم خوفا على حياتهم.

وكانت منطقة الدورة جنوب العاصمة بغداد قد شهدت أولى عمليات قتل الحلاقين. ويقول محمد كاظم من سكنة الدورة لـ«الشرق الأوسط» انه قام بشراء ماكنة الحلاقة وهو لا يريد الذهاب إلى الحلاق بسبب استهداف الحلاقين، حيث قتل العديد منهم على أيدي المجرمين. ويشرك محمد زوجته في قص شعره، فهو لا يستطيع عمل ذلك بمفرده، أما زوجته فتقول ان وضع المرأة في منطقة الدورة سيئ جدا لأنها لا تستطيع مغادرة البيت من دون وضع غطاء الرأس (الحجاب)، ويمنع عليها وضع الماكياج أثناء توجهها إلى عملها مع ان المنطقة خليط من قوميات وأديان وخصوصا المسيحية منها. وانتقل قتل الحلاقين من الدورة إلى الأحياء الأخرى في العاصمة بغداد ومنها منطقة الشعب.

ويقول جابر حسن صاحب محل «الأصيل» للحلاقة، انه فضل غلق محله وأصبح اليوم عاطلا عن العمل بسبب التهديدات التي تلقاها من أناس لا يعرفهم عبر ورقة كتب عليها «ستموت غدا أو بعد غد إن فتحت محلك». ويقول انه وجد الورقة أثناء دخوله إلى المحل فما كان منه إلا ان قام بإغلاقه فورا وعاد إلى البيت. أما حسن، شقيق احد الحلاقين الذين قتلوا فيقول «ان أخي استهوته مهنة الحلاقة وقامت العائلة بجمع الأموال اللازمة لشراء محل للحلاقة يتوسط مدينة الشعب وكلفنا الكثير من الأموال، ولكن للأسف لم يهنأ أخي بذلك، حيث قامت مجموعة من المتطرفين بقتله». وشهدت منطقة بغداد الجديدة أيضا قتل حلاقين إضافة إلى مجموعة من الشباب العراقي ممن حلقوا رؤوسهم بطرق مختلفة. ويقول هادي محمد «لقد قتل الإرهابيون والمتشددون أعدادا من الشباب بحجة أنهم يقلدون الأميركيين في طريقة لبسهم وحلاقة رأسهم، وهم يترصدون الشباب من الذين يقومون بحلاقة رأسهم بطريقة الحفر، التي تعني إزالة قسم كبير من الشعر».