البنتاغون: كومبيوتر محمول في سيارة استخدمها الزرقاوي في الهرب في فبراير الماضي ساعد في اعتقال عدد من مساعديه

رامسفيلد يضع المتشدد الأردني في «مرتبة عالية» ضمن التمرد

TT

ساعد اكتشاف كومبيوتر محمول في العراق من جانب القوات الأميركية في فبراير (شباط) الماضي الماضي، في اعتقال عدد من مساعدي المتطرف الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وفقا لما قاله مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أول من أمس.

وقال المسؤولون إن الكومبيوتر وجد في سيارة كان يستخدمها الزرقاوي عندما هرب لتفادي اعتقاله الوشيك من جانب القوات الأميركية قرب مدينة الرمادي يوم 20 فبراير الماضي. وأفادت محطة «اي بي سي نيوز»، التي كشفت عن وجود الكومبيوتر الأسبوع الحالي، بأن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بأنهم أوشكوا على اعتقال الزرقاوي هناك بعد وصول معلومات إليهم.

وباستخدام معلومات موجودة في الكومبيوتر احتجزت القوات الأميركية عددا من المساعدين المشتبه فيهم للزرقاوي، خلال الشهرين الماضيين، وأغارت على مكان واحد على الأقل في العراق، حيث عثر على مواد لصنع القنابل، وفقا لما أورده مسؤول كبير في وزارة الدفاع. وقال المسؤول: «كانت معلومات قيمة جدا».

وأكد الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في ايجاز صحافي لوزارة الدفاع، مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أول من أمس، أن الولايات المتحدة تعتقد أنها اقتربت من اعتقال الزرقاوي في الغارة. وقال الجنرال مايرز: «كنا قريبين من ذلك». وقال رامسفيلد إن الجيش تلقى مؤخرا معلومات أفضل بشأن الزرقاوي. ولكن أيا منهما لم يقل ما إذا كانت آتية من الكومبيوتر. وقال الجنرال مايرز: «أعتقد عموما أن المعلومات الاستخباراتية تصبح أفضل. وبينما أقول ذلك، فإننا ما نزال نسعى في أثر الزرقاوي ومسؤولين آخرين، لم يقعوا في أيدينا حتى الآن».

وقد وفرت الكومبيوترات التي يمتلكها متطرفون إسلاميون، في بعض الأحيان، معلومات مهمة تكشف عن خططهم العملياتية، وفقا لما يقوله مسؤولون استخباراتيون. وفي العام الماضي رفع مسؤولو الأمن الداخلي في الولايات المتحدة درجة الإنذار، بعد أن وجدوا تقارير مراقبة تفصيلية على مؤسسات مالية في نيويورك ونيوجيرسي وواشنطن في جهاز كومبيوتر جرى الاستيلاء عليه في باكستان.

وقد ادعت منظمة الزرقاوي، وهي «القاعدة في بلاد الرافدين»، المسؤولية عن أعمال التفجير وقطع الرؤوس والهجمات التي قتلت المئات في مختلف أنحاء العراق خلال العامين الماضيين.

وعندما سئل عن أهمية الزرقاوي في التمرد قال رامسفيلد: «في إطار مخاطر التدمير أضعه في مرتبة عالية». وأضاف: «انه ربما كان يقوم بأفعاله عبر وكلاء، ومجرمين في بعض الحالات. ولكن لم يكن هناك سوى القليل من الهجمات الانتحارية في العراق، وذلك ليس شيئا يميل المجرمون إلى القول بأنهم سينفذونه». وأشار إلى أن الهجمات الانتحارية ليست جذابة أيضا للموالين لصدام حسين، لأنهم «يريدون استعادة السيطرة على البلد».

وقال خبراء الإرهاب، إنه حتى أواخر العام الماضي، احتفظ الزرقاوي باستقلاله عن أسامة بن لادن وتنظيم «القاعدة»، على الرغم من عدائهما المشترك للولايات المتحدة. ولكن بيانا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نسب إلى الزرقاوي، حث على توحيد جهودهما، وأكد أن الزرقاوي أقسم بالولاء، للمرة الأولى، للسيد أسامة بن لادن.

وقال رامسفيلد إن محللي المعلومات يعتقدون الآن أن بن لادن يعطي الزرقاوي «اتجاها عاما»، وليس «توجيهات تفصيلية» حول تنفيذ التمرد. وقال إن المحللين يعتقدون أيضا أن الجماعتين بدأتا أعمال التبادل التي يمكن أن تشمل الأشخاص والأموال.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع، إنه بدا أن الزرقاوي تخلص من القوات الأميركية التي تحيط بالرمادي، بإرسال سيارة تحمل مساعدين قبل السيارة التي كان فيها، وعندما أوقفت القوات السيارة الأولى انعطفت السيارة الأخرى هاربة. وعندما استولى الجنود الأميركيون على السيارة أخيرا كان الزرقاوي قد هرب، وفقا لتقرير محطة «اي بي سي نيوز»، الذي أكده عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع. وقال المسؤولون يوم أول من أمس، إنه عثر في السيارة على الكومبيوتر المحمول، وما يزيد على 100 ألف دولار.