حذر البطريرك الماروني نصر الله صفير من «قوى معادية خفية لا تزال تحوك الدسائس وتزرع العبوات الناسفة وتنشر الرعب في صفوف المواطنين» واصفاً ما يجري على الساحة السياسية اللبنانية بأنه «مسرحيات». واعتبر «ان التكاذب من شأنه ان يزرع البلبلة ويقود الى الخراب». ودعا الى اطلاق قائد «القوات اللبنانية» المحظورة الدكتور سمير جعجع «لتتم المصالحة» تقيداً باتفاق الطائف مؤكداً «ان لبنان لا يمكنه ان ينهض بجناح واحد».
وقد ألقى البطريرك صفير عظة خلال قداس اقامه امس قال فيها: «ان ما يعوز مجتمعنا اليوم هو المحبة والصدق. اما التكاذب وابطان المرء غير ما يعلن فمن شأنهما ان يزرعا البلبلة والتضليل في النفوس ويقودا الى الخراب. وهذا ما نشهده اليوم على مسرح الحياة السياسية عندنا».
ولاحظ «ان هناك قوى معادية خفية لا تزال تحوك الدسائس وتزرع العبوات الناسفة وتنشر الرعب في صفوف المواطنين، لكنها لن تثنيهم عن مسيرتهم الاستقلالية. وبعد فإن هذه المسرحيات لم تعد تخفى عليهم. وهم اعطوا اهل السياسة اكثر بكثير مما اعطاهم هؤلاء. ومعلوم ان الكلمة الاخيرة في النظام الديمقراطي تبقى للشعب. وسيقولها قريباً دونما مواربة او خوف او انسياق وراء مطمع مادي او اغراء من اي نوع كان».
بعد ذلك، التقى صفير وفداً من طلاب «القوات اللبنانية» الذين ينفذون اعتصاماً متواصلاً في وسط بيروت من أجل اطلاق سراح قائدهم سمير جعجع. وقال لاعضاء الوفد: «طالبنا مثلكم وقبلكم باطلاق الدكتور جعجع. لكن يبدو ان الجهود لم تثمر حتى الآن. ولكن يمكننا ان نتعزى ان الجنرال (ميشال) عون عاد من منفاه. ونأمل ان يأتي وقت يطلق فيه الدكتور جعجع لتتم المصالحة. فلبنان لا يمكنه ان ينهض بجناح واحد بل يجب ان يكون له جناحان ليحلق. وحتى الآن لم يتم التقيد باتفاق الطائف الذي يدعو الى المصالحة الشاملة التي لم تتم بعد».