حاجم الحسني : الدستور سيستمد معظم بنوده من قانون إدارة الدولة

TT

قال رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني أمس ان غالبية مواد الدستور العراقي الجديد ستكون مستمدة من قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية الذي اقره الحاكم الاميركي السابق بول بريمر. واضاف الحسني على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت ان «قانون ادارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية سيكون الاساس لحوالي 70 بالمائة من مواد الدستور» الذي يجب اقراره قبل 15 اغسطس (اب) المقبل.

من جهة اخرى، اكد الحسني ان المفاوضات ما تزال جارية للتوصل الى تفاهم واتفاق لزيادة الاعضاء السنة العرب في اللجنة المكلفة صياغة الدستور، موضحا ان «لا خيار امامهم (الشيعة والاكراد) سوى ذلك». وقال ان «الدستور لن يكون جيدا اذا صاغه الرابحون فقط. يجب ان يشارك الجميع في صياغته». واضاف ان الانتخابات التي جرت نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي كانت تعبيرا ديمقراطيا كبيرا رغم انها لم تكن مثالية نظرا لعدم مشاركة الطائفة السنية فيها وان الحكومة العراقية تسعى للتوصل الى حل لهذا الوضع، مؤكدا سعي الشعب العراقي لإقامة الجمهورية الثانية واقامة جمهورية فيدرالية.

ومن المفترض ان تنتهي صياغة الدستور منتصف اغسطس (اب) على ان ينال غالبية الاصوات شرط الا ترفضه ثلاث محافظات متجاورة من اصل 18 وبغالبية الثلثين. وفي حال اقرار الدستور يتعين اجراء انتخابات عامة في موعد اقصاه 15 ديسمبر (كانون الاول) على ان تشكل الحكومة الجديدة بحلول 31 من الشهر ذاته.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال جلسة نقاش مخصصة للعراق ان بلاده «انتقلت خلال سنة من بلد تحت الاحتلال الى ديمقراطية ناشئة بفضل الانتخابات التي جرت في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن الارهاب ما يزال يضرب بهدف خلق فتنة بين مكونات البلد». الا انه اعتبر ان «الموجة بدأت بالانقلاب (...) فالعراقيون يرفضون عملية الترهيب ولقد خذلوا الارهابيين فلم تندلع الحرب الاهلية كما ان الحوار مستمر بين الفئات العراقية للتوصل الى تفاهم».

واضاف زيباري ان «لجنة صياغة الدستور تضم قليلا من العرب السنة يعكس حجم مشاركتهم في الانتخابات التي اختاروا ان يقاطعوها لكن المحادثات مستمرة للتوصل الى حل، كما جرت العادة بين العراقيين». وتابع «نريد تعاونا فعليا مع جيراننا لوقف تسلل الارهابيين ووقف التحريض ضدنا في المساجد». وختم قائلا «لا نريد ان تطغى الاحداث الأمنية على ما عداها من الامور (...) ارفض التقليل من شأن التحديات التي نواجهها لكن يجب النظر الى ما تم تحقيقه منذ اخر اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالم الماضي». وقال زيباري «ان العراق يسعى لبناء قدراته للانتقال من موقع الدفاع الى مرحلة الهجوم ضد الارهاب» مشيرا الى دور قوات التحالف في مساعدة العراق في مجال محاربة الارهاب.

وبدوره قال محافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي في اللقاء ان الحكومة والجمعية الوطنية تعملان معا وبخطى حثيثة في هذه المرحلة التي يسودها عدم الاستقرار باعتبارها مرحلة انتقالية، مشيرا الى تعاون الحكومة والمؤسسات المعنية لتحقيق الاستقرار وادارة الاموال العراقية الموجودة وان النجاح الذي تم احرازه حتى الان حقق استقرار سعر الصرف.

واكد الشبيبي اهمية دور المجتمع الدولي في دعم مسيرة التنمية واستقرار العراق وقال ان الالتزامات التي اعلنتها الدول المانحة في مدريد الى جانب خفض الديون المستحقة على العراق اوجدت قدرا كبيرا من الطمأنينة لدى العراقيين والمستثمرين.

على الصعيد نفسه قال مبعوث الامم المتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي ان الشعب العراقي نفسه هو اساس النجاح في صياغة الدستور الجديد، مؤكدا اهمية الدستور في الحياة المقبلة للشعب العراقي.