لقاء المهديين الصادق والفاضل في القاهرة للمرة الأولى علنا

TT

أثار اللقاء العلني المفاجئ بين زعيمي حزب «الأمة القومي» المعارض الصادق المهدي، ورئيس «الأمة ـ الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل المهدي الفاضل في القاهرة ليل الأحد الماضي، ردود فعل متباينة وسط أنصار الحزبين المتخاصمين.

ورحبت قيادات في «الإصلاح والتجديد» بحذر باللقاء، واعتبرته خطوة لتهيئة الأجواء للمصالحة السياسية بين الطرفين، فيما اعتبرت قيادات في «الأمة القومي» ان اللقاء يأتي في الإطار الاجتماعي والعائلي بين الصادق وابن عمه الفاضل الذي انشق عنه عام 2003 .

وتأتى هذه التطورات بين «الأمة القومي» و«الأمة ـ الإصلاح والتجديد» في أوج التوتر بين حزب المهدي والحكومة في ضوء تأييد الأول للقرار الدولي الذي طالب بإحالة مجرمي دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

واعتبر مبارك الفاضل اللقاء بأنه «كان وديا واجتماعيا وله ما بعده»، ووصفه بـ «بداية لتطبيع العلاقات السياسية» مع حزب الأمة القومي، وقال في تصريحات نشرت في الخرطوم «ان وحدة حزب الأمة حتمية» باعتبار ان ما حدث من انشقاق كان على مستوى القيادة وان القاعدة ظلت موحدة ومتماسكة.

وقال عبد الجليل الباشا وزير السياحة السابق احد القيادات البارزة في حزب الفاضل لـ «الشرق الأوسط» إن الظرف السياسي الذي تمر به البلاد هو الذي حتم اللقاء. وتوقع تواصل اللقاءات بين الصادق والفاضل في الأيام المقبلة إلى حين بلوغ رغبة القواعد في الحزبين والمتمثلة في توحيد حزب الأمة. وأضاف ان اللقاء تم لتحقيق المصالحة الاجتماعية بين الطرفين لتصحيح المسار وتهيئة الأجواء قبل الدخول في القضايا السياسية.

وفى مقابل ذلك، اعتبرت القيادية في «الأمة القومي» الدكتورة مريم الصادق في تصريحات أمس، ان لقاء القاهرة جاء في الإطار الاجتماعي. وقالت ان العلاقات الاجتماعية مع مبارك الفاضل لم تنقطع أبداً. وأضافت ان اللقاء جرى في منزل إسماعيل عبد الله الفاضل وهو احد أفراد الأسرة.

وكانت مصادر مطلعة في الحزبين قالت في الخرطوم ان اللقاء العلني الأول من نوعه بين الصادق تم في مقر إقامة شقيق مبارك الفاضل (إسماعيل) وبترتيب منه شهده إلى جانب المهدي والفاضل عدد من قيادات الحزب. وبحث اللقاء في الوضع السياسي الراهن والتعقيدات التي صاحبت إنفاذ اتفاقية السلام. وطبقا للمصادر فانه اتفق في اللقاء على ان المواقف بين الطرفين باتت متقاربة وان أسباب الخلاف الرئيسية بدأت في التلاشي.

وذكرت المصادر ان اللقاء لم يتطرق إلى الأطر التنظيمية لعودة قيادات مجموعة مبارك إلى الحزب من جديد، واكتفى الرجلان في لقائهما الذي سبقته لقاءات غير معلنة تمت في الإمارات والقاهرة ببحث قضايا عامة عن كيفية توحيد الحزب.