بيروت ـ اف ب: أكد 59 مثقفا عربيا في بيان مشترك حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية أمس، رفضهم للحروب الخارجية بذريعة نشر الديمقراطية، منددين «بالإرهاب الفكري» في الغرب من جهة وبالاصولية التي تستخدم لتبرير الارهاب.
واعرب الموقعون، الذين قدموا انفسهم على انهم «ليبراليون عرب»، عن قلقهم ازاء «اعتماد الحروب الخارجية من غير غطاء قانوني»، لاسقاط الديكتارتوريات، بالرغم من ترحيبهم «بسقوط الديكتاتوريين وعلى رأسهم صدام وابتداء عمليات انتخابية هنا وهناك». واذ اكد المثقفون الموقعون، وعددهم تسعة وخمسون شخصا من مختلف الدول العربية، ان «الديمقراطية هي تتويج لمسار وليست اول المسار»، تطرقوا الى الوضع في سورية بشكل مباشر، مؤكدين رفضهم اي تدخل اجنبي لتغيير النظام فيها. وجاء في البيان ان «الاوصاف المحقة التي تسبغ على النظام السوري لا تبرر، ولن يبرر تكرار ما شهدته بغداد في دمشق بذريعة الانتصار للديمقراطية وحقوق الانسان».
كما اعرب الموقعون عن تخوفهم ازاء «الفرز والاستقطاب العصبي في الاوساط الثقافية العربية»، وعن قلقهم ازاء «ظهور الطوائف المتحفزة في لبنان، بعد انجاز خروج الجيش السوري ومخابراته منه» في ابريل (نيسان) الماضي بضغط من المجتمع الدولي ومن الشارع اللبناني. ودافع الموقعون في بيانهم عن «الليبرالية»، التي اعتبروا انها تحمل قيما تحديثية وتنويرية ورفضوا وصفها «بالولاء للولايات المتحدة»، ودعوا الى «التفريق بين الفكرة ومهدها الجغرافي والسياسي»، في اشارة الى نشأة وتطور الفكر الليبرالي في الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
كما حمل الموقعون العرب على «الارهاب الفكري في الغرب» الذي اعتبروه مرتبطا «بالاصولية المسيحية»، واكدوا انه «يوفر للاصولية الاسلامية تبريرها الذاتي»، كما نددوا بشدة بالانحياز الاميركي ازاء «حقوق الشعب الفلسطيني الذي تتبخر ارضه في صورة يومية».
ودان البيان بشدة «الارهاب الوحشي في العالم الاسلامي، البنلادني والزرقاوي وسائر المتفرعات، الذي يمارس باسم الدين»، اضافة الى العمليات الانتحارية التي اعتبرها الموقعون «ميلا خطيرا شعبويا وديموغوجيا الى الاحتفال بالموت المسمى شهادة».
ووقع على البيان مفكرون وصحافيون وكتاب ومثقفون من العراق والاردن والسودان وتونس والمغرب والجزائر ولبنان وسورية ومصر وفلسطين والسعودية، بينهم نصر حامد ابو زيد ووحيد عبد المجيد والسيد ياسين وصلاح عيسى، وبشير البكر من سورية ومواطنه صادق جلال العظم.