سلسلة انفجارات تهز الأهواز والسلطات تتحدث عن«مؤامرة» ضد إيران

TT

طهران ـ أ.ف.ب: شهدت منطقة الأهواز، ذات الغالبية العربية في جنوب غربي إيران أمس، سلسلة اعتداءات هي الأولى من نوعها منذ سنوات أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص.

ووقعت أربعة انفجارات، يفصل بين الواحد والآخر بعض الوقت، أمام مبان عامة ومنزل رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون في الأهواز في المدينة الغنية بالنفط والواقعة على الحدود العراقية. وأكد مصدر في الشرطة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» الرسمية، أن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 75 آخرون في عمليات التفجير.

من جهته، تحدث نائب محافظ الأهواز غلام رضا شريعتي لوكالة الصحافة الفرنسية عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانين آخرين بجروح. وقال شريعتي «لا يمكنني أن أقول الآن من هي الجهة التي تقف وراء الاعتداءات، إلا أن تحقيقا فتح في الموضوع». ونددت التصريحات الرسمية الأولى بما وصفته بأعمال ضد «وحدة الأراضي» الإيرانية، في إشارة إلى التنوع العرقي في محافظة الأهواز، وضد حسن سير الانتخابات المقررة الجمعة. وأشار التلفزيون إلى أن الانفجارات وقعت بين الساعة التاسعة والحادية عشرة بالتوقيت المحلي صباح أمس.

وقال النائب الإصلاحي السابق محمد كيانوش راد في المنطقة في اتصال هاتفي، إن «احد الانفجارات وقع في سيارة متوقفة أمام مقر القائمقامية» في المدينة، مشيرا إلى أن عبوتين أخريين انفجرتا في مجمع «أمانية» للإدارة الرسمية الذي يضم دائرة الإسكان وبناء المدن والتخطيط.

وذكرت «إرنا» أن العبوات الناسفة التي انفجرت في هذا المبنى كانت موضوعة في «دورات المياه» مما أدى إلى مقتل وجرح «عدد كبير من الموظفين والمواطنين في الإدارة».

وبث التلفزيون صورا دلت على إصابة المبنى المذكور بأضرار جسيمة من الداخل. وقال محمد راد إن «الانفجار الرابع وقع في حي بادادشهر السكني»، مشيرا إلى أن «عدد الجرحى مرتفع»، والى توجيه نداء للتبرع بالدم في الإدارات» الرسمية.

وذكر المدير المكلف الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية أمير حسين مطهر لوكالة الأنباء الإيرانية، أن احد هذه الانفجارات وقع أثناء محاولة عناصر في الشرطة تفكيك العبوة. وقال الشاهد انوش دري حاكي «عند الساعة العاشرة، سمعت انفجارا قويا»، مشيرا إلى أن «الناس بدأوا يهرعون إلى المستشفيات، وطوقت الشرطة كل الطرق المؤدية إلى المكان بينما تحطم كل الزجاج في المنطقة».وجاءت هذه الاعتداءات في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية وبعد مواجهات وقعت في الأهواز وفي خوزستان في ابريل (نيسان) لمدة أيام بين السكان من اصل عربي والقوى الأمنية أعلن خلالها رسميا عن مقتل خمسة أشخاص وتوقيف حوالي مائتي شخص.

واندلعت أعمال العنف هذه بعد نشر وثيقة صدرت منذ سبع سنوات موقعة من نائب سابق للرئيس الإيراني، تطالب بتعديل التركيبة العرقية للمحافظة. وأدانت السلطات الوثيقة، مؤكدة أنها «مزورة»، ونفت أي مشروع لتغليب الطابع الفارسي على المنطقة. ويشكل العرب الغالبية في خوزستان وتقول السلطات الإيرانية إن عرب خوزستان معظمهم من الشيعة.

واتهمت السلطات عناصر «مخربة» بالوقوف وراء هذه الاضطرابات.

وقال غلام رضا شريعتي إن «هذه الاعتداءات تستهدف من دون أدنى شك وحدة الأراضي الإيرانية»، معتبرا أنها «محاولة أيضا لإلحاق الضرر بالانتخابات والنظام».