«حزب الله» يوجه صوته المرجح بـ «تكليف شرعي» وعون يأمل بمواجهة جنبلاط في «الإقبال المسيحي»

TT

اطراف المعركة الانتخابية في دائرتي «بعبدا ـ عاليه» و«الشوف» هم انفسهم، لكن صورة المنافسة تختلف كثيراً.

المتنافسون الرئيسيون في الدائرتين هم تحالف يقوده النائب وليد جنبلاط ويضم «تيار المستقبل» المؤيد للرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار «القوات اللبنانية» و«حزب الله»، وتحالف يقوده العماد ميشال عون يضمه الى النائب طلال ارسلان، بالاضافة الى متنافسين مستقلين من الحزب الشيوعي وحزب «الوطنيين الاحرار» المسيحي المعارض الذين تبادلوا الاصوات مع عون من دون اتفاق مباشر.

اما المنافسة فقد اقتصرت فعلياً على دائرة «عاليه ـ بعبدا» بعدما حسمت معركة الشوف لصالح جنبلاط ـ الحريري ـ «القوات» قبل ان تبدأ. لكن معركة بعبدا ـ عاليه التي وصفت قبل انطلاقتها بـ «ام المعارك» عوضت برودة الشوف، من دون ان تتطور الى تنافس غير ديمقراطي كما كانت المخاوف تسود قبل انطلاق الانتخابات.

وتكمن حدة المنافسة في بعبدا ـ عاليه، بما يوحي به اطراف المعركة من تقارب في الاصوات، خصوصاً اذا ارتفع الاقبال المسيحي الذي يزيد من فرص عون ـ ارسلان. اما في الشوف فهناك شبه تعادل في اصوات الناخبين السنة والدروز والموارنة بمعدل 50 الف ناخب لكل من هذه الطوائف. فيما يتعادل الصوت المسيحي ـ الاسلامي في بعبدا ـ عاليه تقريباً بأكثر من مائة الف صوت بقليل من الجانبين.

في الضاحية، «زمور» وتكليف شرعي استفاق اهالي ضاحية بيروت الجنوبية، معقل «حزب الله»، على اصوات ابواق سيارات انصار العماد ميشال عون، بنغمتها المعتادة «ترتاتاتا... جنرال» التي جابت احياء المنطقة منذ ساعات الصباح الاولى.

فقد بكّر العماد عون بالنزول الى الضاحية، مسقط رأسه، وأدلى بصوته في احد اقلام الاقتراع التابعة لبلدة حارة حريك، ذات الغالبية المسيحية من حيث الناخبين والغالبية الشيعية من حيث السكان، والتي يتمتع فيها عون بثقل انتخابي واضح مكنه من تقاسم بلديتها مع «حزب الله» عام 2003 بالتوافق بين الطرفين. وقال عون بعيد ادلائه بصوته في مقر كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية انه يفتقد «البقعة الخضراء» في بلدته التي اصبحت مكتظة بالسكان، ويحتفظ فيها «حزب الله» بمربعه الأمني المشهور، حيث تقع معظم مؤسساته السياسية والاجتماعية.

وقد دفع «حزب الله» بثقله الانتخابي على دفعتين قبل الظهر وبعده. واكد مسؤولو الماكينة الانتخابية في الحزب وجود قرار بعدم تشطيب اي اسم من لائحة «وحدة الجبل» التي تضم النائب علي عمار مرشح «حزب الله» الى الائتلاف الواسع الذي يقوده النائب وليد جنبلاط وفيه قوى مسيحية كـ «القوات اللبنانية» وأنصار الرئيس السابق امين الجميل. وقد عمد «حزب الله» الى مواجهة احتمالات تشطيب مرشحي الجميل و«القوات» الى اصدار «تكليف شرعي» لمحازبيه وأنصاره بانتخاب اللائحة كاملة، تجنباً لحصول خرق مماثل للذي حصل في بيروت واغضب أمينه العام الشيخ حسن نصر الله عندما صوت الكثير من الشيعة للمرشح نجاح واكيم المناوئ للائحة «الحليف» سعد الدين الحريري، وهو ما قال احد مسؤولي الماكينة انه ادى الى فورة غضب عارمة لدى نصر الله الذي اعتبر ما حصل اساءة شخصية له.