الجميل يتهم عون بتخريب المعادلة في الساحة المسيحية

معركة شائعات في انتخابات كسروان جبيل والمتن الشمالي وميشال المر يقترع جوالاً على الاكتاف

TT

سادت حرب الشائعات معركة كسروان جبيل والمتن الشمالي الانتخابية في جبل لبنان. وانعكس الغموض قلقاً على وجوه المتنافسين الذين نشطوا في جولات على مراكز الاقتراع.

صور المرشحين وشعاراتهم شاركت بكثافة في المعركة، التي تقف في جانب منها اطياف المعارضة الموزعة بين لائحتين تضم الاولى في كسروان ـ جبيل كلاً من فارس سعيد وكارلوس اده ومحمود عواد وفريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون والكسندر جان رزق، وشوقي جرجي الدكاش وكميل زيادة. وفي المتن الشمالي لائحة تضم كلاً من نسيب لحود وبيار الجميل وغبريال المر، ووديع فايز الحاج، وفيليب معلوف، وادي ابي اللمع، وميشال مراد عقل ورافي مادايان.

اما لائحة العماد ميشال عون وحليفه ميشال المر في المتن فتضم كلا من ادكار معلوف، وغسان مخيبر وابراهيم كنعان، وسليم سلهب، ونبيل نقولا، وآغوب بقرادونيان، وميشال المر، ولمن يشاء أضيف اسم مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي غسان الاشقر.

وفي كسروان جبيل كل من ميشال عون وفريد الياس الخازن، وجلبرت موريس زوين، ونعمة الله ابي نصر، ووليد نجيب الخوري، وشامل يوسف موزايا، وسيمون ابي رميا، وعباس هاشم.

واستعداداً للجولة الثالثة من الانتخابات ارتدت المدن والبلدات والقرى في الدائرتين الوان المعركة وشعاراتها، لتعكس مناطق النفوذ لكل منها. ففي بعضها يطغى اللون البرتقالي، شعار (التيار الوطني الحر) ليسطع الابيض مع الاخضر لمرشحي المعارضة في البعض الآخر. كذلك نشطت تجارة رايات «التيار» و«القوات» و«الحركة الاصلاحية الكتائبية«، التي رفرفت على السيارات العابرة وشرفات المنازل.

واعتبر الرئيس السابق بيار الجميل في حديث لـ «الشرق الأوسط» «ان الشائعات سنة الانتخابات وهي معروفة في القاموس الانتخابي اللبناني. نحن معتادون عليها ونأمل ان تواجه بالتماسك وندعو اعضاء لائحتنا للتصدي». مشيراً الى «ان تأثير حملة الشائعات اقل من المعهود لأن المعركة سياسية اكثر منها شخصية والتضامن الذي تشهده اللائحة سيلغي مفاعيل هذه الحملة».

واضاف الجميل: «ان العماد ميشال عون يهدف الى تخريب المعادلة على الساحة المسيحية ونحن نريد اعمار هذه الساحة وليس تخريبها. واذا رغب بقلب الطاولة «فمبروك». مضيفاً «اللبنانيون خرجوا من 30 سنة تخريبية، والتحديات ما زالت هي هي. والمفروض ان نحقق وحدة قوى المواجهة للنظام الأمني السابق والوجود السوري وتداعياته».

من جهته عون تحدث الى بعض الصحافيين في حضور «الشرق الأوسط» قال: «النظام الأمني اصبح خلفنا وسورية خارج لبنان ولا لزوم لنسج الحكايات. سورية لديها هموم اخرى تنشغل بها حالياً. لكنهم ينافسوننا بكمية المال التي تدفع بشكل مخيف. وبالتأكيد لسنا في موقع متعادل مع المنافسين على صعيد المال. لقد صرفوا حتى الآن 300 مليون دولار ونحن لا احد يدعمنا سوى الشعب».

وكرر عون اتهاماته السابقة للمعارضة بأن من فيها فاسدون ومصنفون بتلقائية مع السوريين. وقال: «صحيح انا اتعاون الآن مع الذين كانوا موالين لسورية، لكنهم حالياً حاضرون لتبني برنامجنا». وربط عون قبوله الترشح لرئاسة الجمهورية ببرنامجه قائلاً: «اذا كان تطبيق البرنامج يستوجب ان اكون رئيساً لا بأس ولكن اذا كان هناك تناقض بين الرئاسة والبرنامج، افضل البرنامج».

مدينة جبيل بدأت باكراً حركتها الانتخابية في اجواء مسالمة. وقال احد مسؤولي اقلام الاقتراع ان نسبة الناخبين بلغت 10% في الساعة التاسعة صباحاً.

اجواء المدينة كانت هادئة، ومندوبو المرشحين جلسوا يتسامرون ويرتشفون القهوة اثناء مرور الناخبين. قال احدهم: «لا علاقة لنا بصراع الكبار، غداً يتصالحون».

عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده اوضح «اننا نخوض معركة افكار ومشاريع وضميرنا مرتاح، وهم يخوضون معركة شائعات. النائب الدكتور فارس سعيد قال: «ان العيش المشترك انطلق من هذه المنطقة، ولم نغير مبادئنا. والحمد لله اوضاعنا جيدة. الناخب يعرفنا». مناصرو الوزير السابق جان لوي قرداحي (القريب من رئيس الجمهورية) سجلوا حضورهم في جبيل. قالت احداهم: «نريد ان ينجح قرداحي لانه ابن جبيل. شبعنا نواباً من الجرد او البلدات المحيطة».

النكات دخلت على خط التنافس، لاسيما فيما يتعلق باللون البرتقالي لتيار العماد عون. وغالباً ما كان مناصر للمعارضة ينادي زميله بقوله: «بتشرب اورانج (اي برتقال) ليرد الآخر «افضل تقشيره وأكله حتى لا يبقى منه أثر».

التشطيب ايضاً كان حاضراً لاسيما في المتن الشمالي. ولدى سؤال احد العونيين عن رأيه في تحالف «التيار» مع النائب ميشال المر اجاب: «الا تعرفين؟ نحن لا يمكن ان نتحالف مع من قمعنا 15 عاماً. ولا ننسى غبريال المر (شقيق ميشال المر) لكنهم عزلونا وللظروف احكامها». ودار همس حول تشطيب ميشال لمصلحة غبريال في صفوف العونيين لن تؤكده الا نتائج الصناديق.

ويبقى المشهد الذي منحته بلدة بتغرين هو الاكثر اثارة في المعركة الانتخابية، حيث يدور تنافس «كسر عظم» بين المرين «الاخوة الاعداء» ميشال وغبريال المر، كما قال احد الناخبين. مضيفاً: «الاثنان يقترعان في صندوق واحد، ولكنهما لا يلتقيان، لان غبريال رفض موافقة ميشال على ادخاله الاجهزة الأمنية السورية الى المتن. لذا حصل الانفصال».

وقد ولد هذا التنافس عرض عضلات لم يعرفه اي مركز اقتراع في لبنان ربما. اذ حمل مناصرو ميشال المر زعيمهم على الاكتاف من السيارة ووصولاً الى المركز حتى غرفة قلم الاقتراع في الطابق الثاني ونثروا عليه الزهور. انزلوه وسط احتجاج رئيس القلم على دخولهم عنوة ومن دون اذن. لكن ميشال المر اقترع من دون الالتزام بالستارة. ثم عاد جوالاً ليغادر المبنى حيث كان اللواء ادغار معلوف من لائحة التيار الوطني الحر بانتظاره. في هذه الاثناء كان غبريال ينتظر مغادرة شقيقه ميشال المركز ليدخله بدوره، في حين وقف مناصروه بعيداً امام مدخل احد الابنية حاملين الزهور.

منطقة برج حمود حيث الاكثرية الارمنية الموالية لميشال المر والعماد ميشال عون، لم تشهد نسبة اقتراع كثيفة. وقال شاب من حزب الطاشناق «معظم الارمن الموجودة اسماؤهم على لوائح الشطب مسافرون ونسبة الاقتراع وصلت بعد الظهر الى 27% وفي بعض الاقلام اقتصرت على 10 او 15%، لكن كل شيء بقي مضبوطاً ولا صحة لما روج عن بطاقات انتخابية مزوة. وقد حرصنا على الطلب من الناخبين الارمن حمل بطاقات الهوية منعاً لاي التباس».