برلمان كردستان يصوت بالإجماع على اختيار بارزاني رئيسا للإقليم

مراسم التنصيب تأجلت إلى غد بعد عاصفة ترابية على بغداد أوقفت الحركة الجوية ومنعت انتقال الزعماء العراقيين والدبلوماسيين إلى أربيل

TT

أربيل (العراق) ـ وكالات الأنباء: صوت أعضاء برلمان اقليم كردستان العراق البالغ عددهم 111 امس بالاجماع، على تولي الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئاسة الاقليم، إلا ان أداء اليمين الدستورية ارجئ الى يوم غد لأن سوء الاحوال الجوية في بغداد منع المسؤولين من السفر الى اربيل وإقامة احتفالات رسمية بهذه المناسبة.

وقال عدنان المفتي رئيس البرلمان في كلمة بعد الانتهاء من عملية التصويت «هذا اليوم خطوة نحو الأمام، نحو بناء عراق فيدرالي ديمقراطي»، مؤكدا على «النضال المرير الذي استمر مئات السنين وقدم فيه الاكراد آلاف الشهداء».

وأوضح المفتي أن «أداء اليمين الدستورية الذي كان من المفترض ان يتم اليوم (امس) تأجل الى الثلاثاء المقبل بسبب سوء الاحوال الجوية في بغداد وعدم تمكن المسؤولين من الوصول الى مدينة أربيل».

وقد منعت الاحوال الجوية السيئة عددا من كبار المسؤولين العراقيين من الحضور، وبينهم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وعدد كبير من السفراء.

وقال طارق سارمامي مسؤول الاعلام في البرلمان، ان دعوات عديدة وجهت لعدد من كبار الشخصيات للمشاركة في جلستي البرلمان ومراسم تنصيب بارزاني. واضاف ان «رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي سيكونان في مقدمة المشاركين».

وجرى التصويت في قاعة الجلسات بمبنى البرلمان، حيث وضعت صورة كبيرة لمؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني الملا مصطفى بارزاني الزعيم التاريخي المدافع عن قضية الاكراد والد مسعود بارزاني.

ورفعت أعلام كردية وعلم العراق في عهد عبد الكريم قاسم (1958-1963).

وعبر كمال كركوكلي نائب رئيس البرلمان في كلمة عن سروره «لاختيار احد البيشمركة رئيسا لإقليم كردستان ليعمل من أجل حماية حقوق الاكراد والدفاع عن مصالحهم»، وأوضح ان الجلسة الثانية الخاصة بأداء اليمين الدستورية ارجئت الى الغد نزولا عند رغبة اعضاء الحكومة العراقية والدبلوماسيين الموجودين في بغداد.

وفور الاعلان عن التصويت على رئاسة بارزاني خرج سكان مدينة أربيل (350 كلم شمال بغداد) عاصمة اقليم كردستان الى الشوارع في احتفالات عفوية. وقد جابوا شوارع المدينة بسياراتهم التي رفعت الاعلام الكردية.

وقال المواطن الآشوري نينوس بطرس ان «هذا اليوم يوم تاريخي في حياة كل الاكراد»، وأوضح ان «بارزاني شخصية تحظى بالاحترام وتستطيع ان تدير الامور في إقليم كردستان ولكافة القوميات من الآشوريين والكلدان والأكراد وحتى العرب والتركمان، ونحن كآشوريين سعداء بهذا اليوم».

من جانبه، قال المواطن التركماني سعدون علي ان «أمنيات شعبنا كثيرة وعديدة ولأول مرة في تاريخ العراق وكردستان يتم اختيار هذا المنصب، ولنا شرف في أن يتولى بارزاني هذا المنصب».

ورفعت على أبنية الوزارات والدوائر الحكومية الاعلام الكردية ولافتات تحمل عبارات الفرح بهذا اليوم. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن أربيل شهدت منذ السبت إجراءات أمنية مشددة، حيث وضعت مدرعات عسكرية على الطرق المؤدية الى مبنى البرلمان.

وكان برلمان كردستان قد صادق الخميس الماضي على مشروع قانون رئاسة إقليم كردستان العراق الذي قدمه الحزبان الكرديان الرئيسيان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني رئيس الجمهورية العراقية. ويقضي هذا القانون بتولي بارزاني الرئاسة اربع سنوات ويحق له اعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية.

كما ينص قانون رئاسة الاقليم على ان ينتخب مواطنو كردستان بالاقتراع العام السري المباشر رئيسا للاقليم يمثلهم ويتحدث باسمهم على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويتولى التنسيق بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم.

وهذه المرة الاولى في تاريخ العراق الحديث التي يتولى فيها زعيمان كرديان أعلى المناصب الرسمية في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة إقليم كردستان الذي يدار بطريقة الحكم الذاتي.

وبموجب قانون رئاسة الاقليم يتولى الرئيس منصب القائد العام لقوات البيشمركة (المقاتلون الاكراد). كما يتمتع رئيس الاقليم بصلاحية حل مجلس الوزراء عند سحب الثقة منه وتعيين الحكام ورئيس وأعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من قبل مجلس قضاء الاقليم ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للاقليم وقوى الأمن الداخلي وفصلهم وإحالتهم على التقاعد. ويعيش أكراد العراق منذ ابريل (نيسان) 1991 في اطار حكم ذاتي نشأ بحكم الامر الواقع بعد حرب الخليج في السنة نفسها.