الإفراج عن الصحافية الفرنسية أوبناس ومرافقها العراقي

TT

أخيرا نجحت السلطات الفرنسية في إخراج الصحافية فلورانس أوبناس ومترجمها العراقي حسين حنون السعدي من أيدي الخاطفين العراقيين بعد 157 يوما من الأسر لدى جهة أو جهات غير محددة بدقة. وما زالت الأسئلة الخاصة بظروف إطلاق سراحهما و«الثمن» الذي قدمته السلطات الفرنسية دون إجابات.

وقد عمت البهجة أمس فرنسا رسميا وشعبيا وعبأت الدولة إمكانياتها الضخمة لمواكبة الحدث. وبعد أن أعلنت الخارجية الفرنسية رسميا صباح أمس خبر إطلاق أوبناس والسعدي، وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك ظهرا رسالة متلفزة ومذاعة الى الفرنسيين للإعراب عن سعادته وسعادة الأمة الفرنسية «بأكملها» لإطلاق سراح الرهينتين السابقتين الذي تم عصر السبت في العراق. وأثنى شيراك على «التعبئة الاستثنائية» في فرنسا والخارج لصالح الرهينتين السابقتين، معتبرا أنها شكلت «علامة تضامن وأمل».

وكان الرئيس الفرنسي قد اتصل مساء السبت بعائلة أوبناس لإبلاغها النبأ السعيد. وتوجه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى مطار بافوس العسكري الواقع جنوب غربي جزيرة قبرص لإعادة أوبناس الى فرنسا بعد وصولها إليه من بغداد بطائرة نقل عسكرية 130 .

وأفادت المصادر الفرنسية بأن أوبناس اقتيدت الى «مكان آمن» بعد إطلاق سراحها مع مترجمها العراقي، حيث أمضت ليلة السبت/الأحد، والأرجح أن المقصود بالمكان الآمن السفارة الفرنسية في بغداد.

وفيما دعت لجنة التضامن مع أوبناس والسعدي الى الاحتفال بالحدث السعيد شعبيا في ساحة لا ناسيون في باريس، توجه شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان والعديد من الوزراء والشخصيات، الى مطار فيلاكوبليه العسكري الواقع جنوب غربي باريس لاستقبال أوبناس. وطريق الحرية الذي سلكته أوبناس من بغداد الى قبرص ثم الى فيلاكوبليه هو نفسه الذي سلكه نهاية العام الماضي الصحافيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو بعد ثلاثة اشهر من الأسر على أيدي الجيش الإسلامي في العراق.

وكانت أسرة تحرير صحيفة «ليبراسيون» اليسارية التي تنتمي إليها أوبناس الأكثر سعادة بعودتها من الأسر. ورافق سيرج جولي، مدير الصحيفة، وزير الخارجية في الطائرة الى مطار بافوس لمرافقة أوبناس في طريق عودتها الى فرنسا.

وأفردت كل الوسائل الاعلامية الفرنسية مساحات واسعة لتغطية خبر إطلاق أوبناس والسعدي. وطيلة فترة الاحتجاز القسري لعبت وسائل الإعلام دورا كبيرا في المحافظة على مستوى عال من التعبئة الإعلامية والشعبية ورافقت كل المبادرات التي حصلت في فرنسا وخارجها للتضامن مع المخطوفين وعدم صرف الانتباه عن احتجازهما.

ويمثل تطور السبت بداية «سعيدة» لعمل الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة دومينيك دو فيلبان ولوزير الخارجية الجديد. وأمس قال وزير الخارجية السابق ميشال بارنيه إن الإفراج يمنحه الشعور بأن «المهمة» التي عمل لها طويلا بتوجيه من الرئيس شيراك ورئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران قد «أنجزت». واستفاد بارنيه من المناسبة لتوجيه الشكر الى الفريق التابع لوزارة الخارجية الذي تعاطى مع ملف الخطف ولرجال المخابرات الفرنسية الذين تابعوه ميدانيا.