بارزاني يتعهد بـ «حماية العراق وتعزيز وحدته وتطهير أرضه من الإرهابيين»

في مراسم تنصيبه في أربيل رئيسا لإقليم كردستان

TT

أربيل (العراق) ـ أ.ف.ب: أدى الزعيم الكردي العراقي، مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني امس اليمين الدستورية رئيسا لإقليم كردستان بعدما انتخب مواطنه جلال طالباني رئيسا للبلاد.

وهي المرة الاولى في تاريخ العراق التي يتولى فيها زعيمان كرديان أعلى المناصب الرسمية في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991. وقال بارزاني بعد أداء اليمين الدستورية «ليس المهم من يشغل هذا المنصب بل المهم هو سن القوانين والانتقال الى مرحلة بناء المؤسسات الدستورية والقانونية». وأضاف «انه لشرف ان نحظى بثقة شعب كردستان الذي أعده بأنني سوف أبذل كل جهودي من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والأخوة العربية ـ الكردية والوحدة الوطنية في كردستان، والتي هي أساس للوحدة العراقية الشاملة». وأوضح بارزاني ان «ما تحقق اليوم هو ثمرة نضال شعبنا». وتابع مخاطبا الحضور من العرب والقوميات الأخرى ان «حضوركم الى اربيل لهو دليل على صلابة العلاقات الأخوية ومتانة الأخوة العربية ـ الكردية والتآخي الواسع بين مختلف القوميات في العراق العربية والكردية والتركمانية والكلدوآشورية».

واضاف «لقد ناضلنا معاً من اجل اسقاط الديكتاتورية بمساعدة اصدقاء شعبنا من الولايات المتحدة وبريطانيا. لقد تمكّنا من ذلك، وأمامنا مهمة بناء العراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي التعددي».

وتعهد بارزاني بالعمل على «حماية العراق وتعزيز وحدته وتطهير أرضه من الإرهابيين والمجرمين والعمل على ضمان المستقبل المشرق لشعب العراق».

وجرى الاحتفال بتنصيب بارزاني في بهو مبنى برلمان كردستان وسط اربيل (350 كلم شمال بغداد) حيث وضعت صورة كبيرة لمؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني، الملا مصطفى بارزاني الزعيم التاريخي لأكراد العراق، بالاضافة الى أعلام كردية وعلم العراق في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم (1958ـ1963).

وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات قرآنية أعقبتها دقيقة صمت على ارواح شهداء العراق. وترأس الاحتفال رئيس البرلمان الكردستاني عدنان المفتي وحضره رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الجمعية الوطنية الانتقالية العراقية حاجم الحسني ونائبا رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وغازي الياور ونائب رئيس الوزراء احمد الجلبي، وكذلك عدد من الوزراء يتقدمهم وزير الخارجية هوشيار زيباري والتخطيط برهم صالح ورؤساء عدد من الأحزاب يتقدمهم محسن عبد الحميد، زعيم الحزب الإسلامي العراقي، وحميد مجيد سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، بالاضافة الى اشرف قاضي، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء عدد من الدول في بغداد.

وقال طالباني في أعقاب أداء اليمين الدستورية ان «هذا الاختيار يجسد وحدة الموقف الكردي ووحدة صف الشعب الكردي ويؤكد في نفس الوقت على ان الشعب الكردي، اذ يحرص على تقدير ابنائه البررة انما يحرص على وحدته مع الشعب العربي في العراق». واضاف «نحن نعتقد ان تجربة كردستان الديمقراطية تصلح لأن تكون نموذجا للديمقراطية في العراق بإمكان الشعب العراقي الاستفادة منها مستقبلا»، مشيرا في نفس الوقت الى ان «كردستان تشكل جزءا مهما من تركيبة الشعب العراقي والدولة العراقية، وقد اختارت العيش معه في ظل عراق اتحادي فيدرالي ديمقراطي». وتابع «أنا واثق أن الاخ بارزاني سيعمل على تعزيز هذه الوحدة الوطنية».

واشار طالباني الى أن «الأخوة العربية ـ الكردية هي حجر الزاوية في الوحدة الوطنية العراقية، كما أن التاريخ برهن على ان التكاتف والتلاحم والتعاون بين جميع المواطنين من عرب وكرد من شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين وغيرهم، شرط أساسي لانتصارنا وتحقيق اهدافنا في المستقبل القريب».

من جانبه، اكد عبد المهدي ان «كردستان كانت رائدة في إرساء التجربة الفيدرالية، والعراق اليوم يسير كله نحو هذا النظام الذي سينهي والى الأبد التجاوزات العنصرية والطائفية الاستبدادية». واضاف ان «النظام الاتحادي الذي نصبو اليه يؤسس لعراق يضمن مختلف الحقوق القومية والطائفية ويحقق أعلى درجات الوحدة والتضامن والعمل المشترك لكافة العراقيين».

اما عدنان المفتي، فأكد ان «هذا الاختيار حقق أمنية شعب كردستان والتي طال انتظارها وحقق نصرا وانجازا جديدين للشعب الكردي». ودعا المفتي رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الى «العمل من اجل حل مشاكل الأكراد التي تقف في مقدمتها مشكلة كركوك، استنادا الى قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية».

كما قال الجلبي «نحن اليوم نحتفل ايضا بوحدة العراق ووحدة الشعب العربي والكردي في العراق بالتساوي، اذ ان الانجازات التي حصل عليها الشعب الكردي هي قوة للعراق وتضيف رصيدا الى رصيده».

وكان من المفترض ان يتم حفل أداء اليمين، الأحد الماضي عندما صوت البرلمان الكردي بالإجماع على تولي بارزاني منصب رئيس اقليم كردستان، إلا ان سوء الاحوال الجوية في بغداد منع المسؤولين من التنقل الى أربيل.

وكان البرلمان الكردستاني قد صادق الخميس الماضي على مشروع قانون رئاسة اقليم كردستان العراق والذي قدمه الحزبان الكرديان الرئيسيان الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، ويقضي بتولي بارزاني الرئاسة أربع سنوات ويحق له اعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية. وبموجب قانون رئاسة الاقليم، يتولى الرئيس منصب القائد العام لقوات البيشمركة. كما يتمتع بصلاحية حل مجلس الوزراء عند سحب الثقة منه وتعيين الحكام ورئيس وأعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من قبل مجلس قضاء الإقليم ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للإقليم وقوى الأمن الداخلي وفصلهم وإحالتهم إلى التقاعد.