أسبوع القوائم في السعودية.. قائمة لإعمار «الحياة» وأخرى لصناعة «الموت»

TT

برزت خلال الاسبوع الجاري أكثر من قائمة لأوائل الناجحين والناجحات في المدارس السعودية، وقوائم المقبولين في بعض القطاعات الحكومية، وصولا لقوائم الوظائف المتاحة في ديوان الخدمة المدنية، وانتهاء بقائمة جديدة لـ36 مطلوبا أمنيا أعلنتها الداخلية السعودية مساء أمس.

وبدا الفارق كبيرا بين الأول على مستوى طلاب الثانوية العامة في السعودية والحاصل على نسبة 100 في المائة وبين المطلوب الأمني رقم واحد في القائمة يونس ابراهيم الحياري (مغربي الجنسية) والذي دخل مكة المكرمة بزعم اداء مناسك الحج في العام 2001 ليختفي بعد ذلك هو وزوجته وطفلته، منخرطا في تنظيمات تكفيرية.

وعلى الرغم من أن المطلوب رقم 7 في القائمة، محمد عبد الرحمن السويلمي وهو سعودي الجنسية، يجيد استخدام تقنية العصر الحديث (الحاسب الآلي) ويتعامل مع الإنترنت بشكل احترافي كما أشار بيان الداخلية السعودية إلا أنه لم يكن حريصا على ظهور اسمه في شاشات المواقع الإلكترونية بشكل يثير التقدير كما فعل آلاف الطلاب المتفوقين على موقع وزارة التربية والتعليم.

وبينما حقق أحد طلاب ثانوية (المدارس العربية) في مدينة الرياض، المركز الاول على أقرانه على مستوى السعودية، لم يستطع فهد فراج الجوير وهو المطلوب رقم 2 في القائمة الجديدة، والبالغ من العمر 35 عاما سوى التفوق على أقرانه المطلوبين أمنيا في قائمة الارهاب.

وفي الوقت الذي كان فيه صالح رزق الله المحياني والد المطلوب (فهد) رقم 22 في قائمة الـ36 الصادرة أمس، يتحدث لمحرر «الشرق الاوسط» عن سوء سلوك ابنه وطرده له من البيت حتى لا يكون قدوة سيئة لأخويه «الصالحين»، كانت الهواتف «الجوالة» لآباء الطلاب المتفوقين لا تهدأ من اتصالات المهنئين بظهور اسماء أبناء أصدقائهم على صفحات الجرائد بشكل يدعو للفخر.

وفيما انهارت البارحة أمهات المطلوبين وهن يشاهدن أبناءهن ضمن قائمة أخطر المطلوبين لأمن الدولة، وغطى الوجوم على جدران منازلهن البسيطة، كانت أمهات المتفوقين في المقابل وطوال الاسبوع الجاري يوزعن الحلوى بمناسبة تخرج أبنائهن والفوز بأعلى الدرجات العلمية. الفارق يبدو شاسعا بين القوائم المطلوبة لإعمار البلاد وتنميتها ووضعها على طريق التقدم والتحضر ومواكبة المستجدات، وبين قوائم المطلوبين لتسليم أنفسهم أو القضاء عليهم بتهمة تدمير المجتمع وتخريبه وقتل الحياة في شرايينه بدم بارد، وبارود مشبوه.