كتلة «المستقبل» تسمي السنيورة لتشكيل الحكومة وعون يؤكد تفاهمه مع الحريري

TT

أعلنت كتلة «المستقبل» النيابية اثر اجتماع عقدته أمس برئاسة النائب سعد رفيق الحريري عن قرارها تسمية الوزير السابق فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة الجديدة خلال مشاركتها في الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية اميل لحود اليوم لتسمية رئيس مكلف بتأليف الحكومة. كما افادت الكتلة ان رئيسها لن يحضر الى القصر الجمهوري حيث جرى تشكيل وفد عنها برئاسة النائب محمد قباني ويضم النواب جمال جراح، غازي يوسف، غازي العريضي، بدر ونوس، هادي حبيش، رياض رحال، ميشال فرعون، باسم الشاب، نبيل دو فريج، اغوب قصارجيان، وسيرج طورسركيسيان.

وجاء في بيان اصدرته الكتلة ان قرارها تسمية السنيورة جاء على اساس التزامه اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني ومواصلة المسيرة الانمائية والاصلاحية للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتعاون الكامل مع التحقيق الدولي لمعرفة الحقيقة بشأن الجريمة الارهابية التي ذهب ضحيتها الرئيس الشهيد وعضو الكتلة النائب الشهيد باسل فليحان، وسائر ضحايا الهجمة الارهابية التي يتعرض لها الوطن.

من جانبه, اعلن زعيم «التيار الوطني الحر» اللبناني، العماد ميشال عون، اثر ترؤسه امس اجتماعاً لـ «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي انه في حال مشاركة التكتل في الحكومة العتيدة فانه «سيدعم مرشح التكتل الاكبر» الذي يسمي الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة، اي تكتل «تيار المستقبل» الذي يتزعمه النائب سعد الحريري، والذي يتجه لتسمية وزير المال السابق فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة الجديدة.

واشار عون الى انه والحريري اتفقا خلال الاجتماع الذي عقداه مساء اول من امس، على «التفاهم» موضحاً ان مشاركة تكتل «التغيير والاصلاح» في الحكومة التي يدعمها «تيار المستقبل» ستتم على «اساس البرنامج المتفق عليه».

وكان الحريري زار مساء اول من امس يرافقه النائب السابق غطاس خوري، العماد عون في منزله في الرابية (شمال بيروت). ودام اللقاء الذي حضره ايضاً النائب نبيل نقولا (عوني) اكثر من ساعتين. واعلن الحريري ان الهدف من الزيارة هو «التفاهم مع العماد عون سياسياً» مشيراً الى ان لدى كل من الجانبين برنامجاً لمكافحة الفساد والاصلاح الاداري. وقال: «ان الوطن في حاجة للجميع... وليس هناك من طريق مسدود، وان الحوار يزيل الشوائب».

وصباح امس ترأس عون اجتماعاً لتكتل «التغيير والاصلاح» عرضت فيه الامور التي بحثها مع الحريري. وبعد الاجتماع الذي شارك فيه 18 نائباً، عقد عون مؤتمراً صحافياً. ورداً على سؤال عما اذا كان ونواب التكتل الذي يرأسه سيدعمون ترشيح الوزير السابق فؤاد السنيورة لتأليف الحكومة في حال رشحته كتلة «تيار المستقبل» قال: «طبيعي في حال المشاركة سندعم مرشح التكتل الاكبر». وسئل: على اي اساس ستشاركون في الحكومة؟ فقال: «على اساس برنامجنا والذي اتفقنا عليه». واضاف: «هناك حكومة وننتظر الاستشارات. وهناك بضعة اطراف. لقد تباحثنا نحن والسيد سعد الدين الحريري واتفقنا على التفاهم مع كتلته».

واوضح عون ان عزم تكتله على المشاركة في الحكومة بعدما كان اعلن رغبته بالمعارضة، جاء «لان الامور تغيرت. والرفض الظاهر انقلب الى اشياء عملية بالتعاون».

وسئل عون عن الثوابت الاساسية السياسية للانخراط في الحكومة، فاجاب: «ثوابت البرنامج بحسب السيد سعد الدين الحريري، 95 في المائة من البرنامج يتبناه والـ 5 في المائة نتفاهم عليها او نعدلها او هم يعدلونها. واذا توافقنا على 95 في المائة فهذا اكثر ما يتمناه المواطن. والبرنامج هو الامر الاساسي بالنسبة الينا». واشار عون الى «ان قراءة جديدة للوضع اللبناني» بدلت في المواقف.

وسئل عما اتفق عليه مع الحريري، فقال: «طرحنا مواضيع كثيرة. خلال ساعتين لم نتكلم عن الطقس، ولكن ناقشنا كل المواضيع المطروحة. وقد تفاهمنا عليها ويجب ان نترجمها عملياً. هناك الموافقة المبدئية. ونتمنى الا يكون هناك شياطين في التفاصيل».

وقيل له: النائب الحريري نفى ان يكون تم التوافق على موضوع الحكومة لماذا؟ فاجاب: «لاننا كنا ندرس الموضوع واليوم وافقنا بعد التشاور ولم يكن مطروحاً امس ولم يكن من جواب».

والتقى عون النائب السابق فيصل الداود الذي وصف «الجنرال» بانه «رمز من رموز لبنان النظيفة».

وابلغ النائب ابراهيم كنعان، العضو في كتلة عون، «الشرق الاوسط» ان موافقة العماد عون على دخول الحكومة العتيدة لا يعني تراجعاً عن مواقفه السابقة والتي من ضمنها عدم الرغبة في المشاركة في الحكومة، لكن ما جرى بحثه بين العماد عون والنائب سعد الحريري تناول الامور السياسية في العمق. وتبين ان هناك اتجاهاً جدياً لتشكيل حكومة تضم غالبية الكتل النيابية وعلى اساس برنامج واضح طالما طالب به عون يتناول في مقدمه الاصلاح ومحاربة الفساد.

ورداً على سؤال، كشف كنعان ان هناك اتجاهاً لتسمية وزيرين من قبل العماد عون وحلفائه، على ان يتسلم احدهما حقيبة اساسية واخرى خدماتية. من جهة اخرى وفي اطار المواقف، قال النائب بيار الجميل ان الرئيس نبيه بري «سيكون مختلف الاداء واكثر تحرراً في ظل الظروف السياسية الراهنة». واشاد بزيارة النائب سعد الحريري للنائب ميشال عون، مؤكداً على «ضرورة تكاتف الفرقاء كافة في اطار ورشة عمل واحدة لانهاض لبنان». وميز الجميل بين «من هم نتاج سوري كامل، ومن هم نتاج وطني على علاقة مع سورية» واضعاً الرئيس بري ضمن الفئة الثانية.

النائب السابق احمد كرامي وصف اعادة انتخاب الرئيس بري بانها «صفقة» ادت الى الغاء تحرك 14 مارس (آذار). وتساءل: «هل يستطيع النائب سعد الحريري ان يتحمل مخاطر اختزال (تمثيل) طائفة بكاملها ويمثلها في مجلس النواب؟».

واعتبر رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» المسيحي دوري شمعون، ان «ما حصل في مجلس النواب (اعادة انتخاب بري) لم يكن في مستوى تفكير شباب 14 مارس (آذار)». وتساءل: «في اي دولة تحترم نفسها (يكون) لرئيس المجلس النيابي قصر وجهاز أمن؟».