جماعة الزرقاوي تهدد بقتل السفير المصري المخطوف في العراق

نشرت صور ا للوثائق الشخصية للسفير الشريف والقاهرة لا تتوقع إفراجا قريبا عنه

TT

هددت جماعة الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي، بقتل رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق السفير ايهاب الشريف، الذي اكدت امس مجددا انها خطفته يوم السبت الماضي. وقالت الجماعة، في بيان نشر على الانترنت، ويتعذر التأكد من صحته، ان «المحكمة الشرعية بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قررت تحويل المرتد سفير دولة مصر (ايهاب الشريف) الموالية لليهود والنصارى الى المجاهدين كي ينفذوا حد الردة فيه». وكانت الجماعة قد نشرت على الانترنت امس صور الوثائق الشخصية للسفير الشريف، لتأكيد اعلانها السابق بانها الجهة التي خطفته.

وكان تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الذي يتزعمه الزرقاوي قد نشر على الإنترنت امس، صورا لبطاقات هوية تخص السفير المصري ايهاب صلاح الدين الشريف رئيس البعثة المصرية في العراق، تأكيدا لاعلان هذا التنظيم اول من امس انه الجهة التي خطفت الشريف.

وشملت الصور التي نشرت على موقع اصولي على الإنترنت صورا لرخصة قيادة الشريف وبطاقة عمله في وزارة الخارجية المصرية وأخرى خاصة بالتأمين الصحي. وتحمل البطاقات اسم الشريف ومنصبه وصورا له في حجم جواز السفر.

وجاء في بيان مذيل باسم المتحدث باسم التنظيم «هذه الهويات الشخصية لسفير الطواغيت إيهاب صلاح الدين احمد الشريف».

وفي القاهرة توقع مصدر مصري رفيع المستوى ألا يتم الإفراج عن السفير المخطوف بسهولة وأن يستغرق هذا الإفراج وقتا طويلا، مشيرا إلى أن جماعة الزرقاوي لها مطالب على رأسها إغلاق السفارة المصرية في بغداد وعدم التعامل مع النظام الحالي في العراق، لافتا إلى أن الزرقاوي له موقف متشدد تجاه الأميركيين وقال «إن جماعة الزرقاوي ترفض التعاطي مع الأميركيين على الإطلاق ولهم مواقف عدائية تجاه من يتعامل مع الأميركيين».

ونفى المصدر إجراء أي اتصالات مع جماعة الزرقاوي وقال «نحن المصريين أكثر من له علاقات طيبة إيجابية مع جماعات مختلفة في العراق، لكن ليس لدينا أي اتصال مع جماعة الزرقاوي ونحاول إيجاد أي مخرج أو خيط اتصال».

وحول موقف الحكومة المصرية وما اذا يمكن أن تتراجع عن تعيين سفير لها في بغداد بعد عملية خطف الشريف، أجاب المصدر «إذا كان هناك بالفعل قرار سياسي بتعيين سفير في بغداد فلن نتراجع عنه خضوعا لرسائل تهديد من إرهابيين. لن نعيد حساباتنا. وأي عمل إرهابي لن يخيفنا، لسنا حكومة خفيفة كي نخاف من الإرهاب».

على صعيد متصل أدان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية في بيان امس الاعتداء الذي تعرض له اول من امس رئيس البعثة البحرينية في العراق حسان الانصاري وأسفر عن اصابته بجروح.

وعبر العطية في البيان عن «إدانته واستنكاره الشديدين محاولة الخطف التي تعرض لها حسان الانصاري». ورأى ان «من قام بهذه الفعلة المشينة جماعات تعمل على زعزعة الأمن ونشر الفوضى في العراق». كما طالب بـ«الافراج بسرعة عن رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد ايهاب الشريف وإعادته الى اهله وبلده سالما ومعافى».

وكان الانصاري أصيب صباح الثلاثاء برصاص مسلحين استهدفوا سيارته الدبلوماسية في بغداد ونقل الى مستشفى اليرموك للمعالجة من اصابة في كتفه، إلا ان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمر أمس بعودته الى المنامة للعلاج.

كما نجا السفير الباكستاني محمد يونس خان اول من امس من محاولة لاغتياله عندما تعرض الموكب الذي كان في عداده لإطلاق نار قرب سفارة بلاده في بغداد.

وفي عمان قال نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر امس ان الاردن «ما يزال ملتزما» إرسال سفير الى العراق رغم استهداف المسلحين هناك لعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية.

وأضاف المعشر خلال مؤتمر صحافي «ما زلنا ملتزمين ارسال سفير الى العراق انطلاقا من ايماننا بأن تمثيل الأردن يجب ان يكون على اعلى مستوى ومن اجل الحفاظ على صلات وثيقة للعراق مع الدول العربية».

وأكد أن ما يحدث من استهداف لدبلوماسيين «لن يمنعنا من اختيار سفير في بغداد دعما للعراق والروابط الاخوية (...) كما اننا نبحث الموضوع الأمني من أجل حمايته».