علماء المسلمين يحرمون تكفير اتباع مذاهبهم واستباحة دمائهم وأعراضهم

أكدوا في مؤتمر عمان أهمية احترام الرأي الآخر وحرية التفكير

TT

عمان ـ اف ب: اجمع علماء المذاهب الاسلامية الثمانية المشاركون في مؤتمر عمان أمس، على «ادانة وعدم جواز مبدأ تكفير اتباعهم وتحريم دمائهم واعراضهم ومالهم»، مشددين على «ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر في العالم الاسلامي». وافاد بيان صدر في ختام اعمال المؤتمر الاسلامي، بمشاركة 180 عالما ومفكرا من اربعين بلدا، ان العلماء اصدروا بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، وثيقة اجمعوا فيها على ادانة وعدم جواز مبدأ تكفير اتباع المذاهب الاسلامية الثمانية وتحريم دمائهم واعراضهم ومالهم».

ويشير البيان بذلك الى مذاهب السنة الاربعة والمذهب الجعفري والزيدي والاباضي والظاهري.

واضاف البيان ان الاجماع «يأتي استنادا لفتاوى شيخ الجامع الازهر، محمد سيد طنطاوي، وآية الله العظمى علي السيستاني ومفتي مصر الشيخ علي جمعة والمراجع الجعفرية والزيدية ومفتي عام سلطنة عمان ومجمع الفقه الاسلامي في السعودية والمجلس الاعلى للشؤون الدينية التركية ومفتي الاردن والداعية الشيخ يوسف القرضاوي.

واجمع العلماء على «التصدي لحملات التشويه والافتراء الظالمة التي يتعرض لها الاسلام، وعدم جواز تكفير اصحاب العقيدة الاشعرية ومن يمارس التصوف الحقيقي واصحاب الفكر السلفي الصحيح، وفقا لما نصت عليه فتوى فضيلة شيخ الازهر».

واجمعوا كذلك على «عدم جواز تكفير اية فئة اخرى من المسلمين تؤمن بالله وبرسوله وبأركان الايمان، ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة».

واكد العلماء انه «لا يجوز لأحد ان يدعي الاجتهاد ويستحدث مذهبا جديدا او يقدم فتاوى مرفوضة وان يتصدى للافتاء من دون ان يتمتع بمؤهلات شخصية معينة يحددها كل مذهب». وشددوا على «ضرورة تعميق معاني الحرية واحترام الرأي والرأي الاخر في العالم الاسلامي».

وكان الملك عبد الله الثاني قد قال الاثنين في حفل الافتتاح «نحن المسلمين قصرنا في حق ديننا وفي حق انفسنا، وساهم بعض من المسلمين او ممن يرفعون شعارات اسلامية في تشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة للاسلام».

واوضح ان «ما يجري في العراق وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين من تبادل تهم التكفير وقتل المسلمين باسم الاسلام، كلها امور مخالفة لجوهر الاسلام، والاسلام منها بريء». واكد المشاركون «ضرورة بذل كل الجهود لحماية المسجد الاقصى في وجه ما يتعرض له من اخطار واعتداءات، وذلك بانهاء الاحتلال وتحرير المقدسات».

ومثل المشاركون في المؤتمر، الذي عقد بعنوان «حقيقة الاسلام ودوره في المجتمع المعاصر، غالبية المذاهب والمدارس والاتجاهات الاسلامية»، وتركزت الابحاث على «تصحيح صورة الاسلام في المجتمع المعاصر والمعوقات التي تعترضه وسبل مواجهتها والملامح الاساسية للاسلام في تعامله مع المجتمع». وشارك في المؤتمر علماء ومفكرون من 17 دولة عربية و23 دولة اجنبية، بينها ايران وروسيا والولايات المتحدة والمانيا وتركيا وبنغلاديش وبريطانيا وباكستان والهند واذربيجان ونيجيريا واندونيسيا وماليزيا والبوسنة.