عشرات الآلاف من السعوديين توافدوا على قصر الحكم لمبايعة الملك عبد الله

قالوا نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله

TT

توافد السعوديون صباح امس الى قصر الحكم وسط الرياض لمبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكهم الجديد. وبلغ الحضور عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف الطوائف والقبائل وقادة القطاعات العسكرية والوزراء والمشايخ، إضافة إلى عدد كبير من الضيوف الرسميين جاءوا من مختلف أنحاء العالم، بداية من الساعة 9 صباحا حيث ظهرت إجراءات أمنية مبسطةً، خففت من الزحام والأعداد الكبيرة التي توافدت على المكان. وتوزع المواطنون في ثلاث صالات كبرى في القصر، وبعضهم لم يجد مكانا وسط هذه الأعداد الضخمة، وانتظروا تحت أشعة الشمس ساعات ليستطيعوا الوصول إلى إحدى القاعات التي كانت جميعها تؤدي إلى المكان الذي تتم فيه مبايعة الملك الجديد.

ووصل الملك عبد الله إلى قصر الحكم في الساعة الواحدة والنصف ظهراً وسارت عملية المبايعة بسلاسة وبطريقة سريعة جداً.

وقال أحد الحضور للمبايعة، ينتظر دوره: «أتيت هنا لمبايعة الملك الجديد مثلما بايعت الملك فهد قبل 24 عاماً»، وعماذا سيقول للملك عبد الله قال: «سأقول له: بايعتك على كتاب الله وسنّة رسوله والكلمة المشروعة طويلة، ولكن سوف أكتفي بهذا لكي أعطي غيري فرصة للمبايعة فالأعداد كبيرة جداً».

وكان الأطفال لافتي الحضور، حيث جاءوا ولهم رغبة كبيرة في رؤية الملك عبد الله لمبايعته. وأحمد ابن السادسة من عمره، والذي جاء برفقة والدة قال: «سأبايع الملك عبد الله، والله يرحم الملك فهد».

حتى الساعة 2 ظهراً، توقف الدخول للقاعات بسبب الزحام وبدت العملية أكثر تعقيداً بسبب امتلاء جميع القاعات، وكان الملك عبد الله متوقعاً هذا الزحام وحاول تلافيه عندما أعلن أن العزاء والمبايعة سوف يكونان في كل منطقة ومحافظة وليسا في قصر الحكم فقط.

أمين عام الحوزة العلمية بالأحساء، هاشم محمد السلمان، الذي جاء يبايع الملك عبد الله قال: «أولاً نعزي أنفسنا ونعزي الشعب السعودي في وفاة الملك فهد، ونتضرع إلى الله ليوفق الملك عبد الله إلى الخير، فهو رجل ذو عمل كبير وبدأ خطوات كثيرة نحو الإصلاح»، مشيراً إلى أن الملك عبد الله يسير وفق ما سار عليه أبوه الملك عبد العزيز موحد البلاد وإخوته من قبله.

وعما سيقوله للملك عبد الله، قال: «سوف أقول له أنت خير خلف لخير سلف، سائلاً الله أن يوفقه»، مؤكداً «أن القادة دائماً يعملون على مصلحة الوطن والمواطن أولاً ولا يفرقون بين مواطنِ وآخر».

المحلات التجارية المحيطة بقصر الحكم واصلت إغلاقها نتيجة قربها الشديد من مكان المبايعة، وتلافياً لأي نوع من الزحام قد تتسبب فيه عمليتا البيع والشراء.

وفي حوالي الساعة الثانية والنصف، بدأ بعض المواطنين في الخروج من قصر الحكم بعد المبايعة، مما قلل من الزحام، لإعطاء غيرهم فرصة في الدخول.

وبدت على الكثير من الذين خرجوا من القصر ملامح الطمأنينة بعد أن بايعوا الملك وولي عهده وشاهدوا التدفق الكبير للمواطنين، تأكيدا على بساطة نقل السلطة وسلاستها مما سيريح بال الكثير من السعوديين.

أحد الذين خرجوا من القصر قال لـ«الشرق الأوسط» «قمت بمبايعة الملك عبد الله وقلت له: بايعتك على كتاب الله وسنة رسوله، كما قالها مئات المواطنين بعدي والذين يخرجون الآن بشكل متواتر».

ويعود أول ظهور للبيعة في عهد الدولة السعودية الاولى للإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب بعد أن تمت مبايعتهم على نشر الشريعة الإسلامية، واستمر هذا التقليد الشرعي من عهد الدولة السعودية الأولى والثانية مع كل ملك جديد، وأيضاً استمر هذا بعد دخول الملك عبد العزيز الرياض عام 1902 حيث بايعه سكان الرياض ومن دخلوا معه بالقول «الملك لله ثم لعبد العزيز» وهي الكلمة التي رددها أهالي الرياض فجر ذلك اليوم الذي كان أولى خطوات تأسيس الدولة السعودية الثالثة.

من جهة اخرى، يتقبل الأمير سلمان في قصره بالمعذر تعازي سكان الرياض من مواطنين ومقيمين ووفود أجنبية ستأتي من مختلف دول العالم للعزاء في فقيد الأمة الراحل الملك فهد بن عبد العزيز.

وخارج أسوار قصر الحكم في مدينة الرياض وفي مختلف جهاتها كانت الحركة الطبيعية سمة واضحة جداً. وتحدث أغلب المواطنين من كل الطوائف والقبائل عن أريحيتهم التامة بانتقال السلطة للملك عبد الله وقالوا: «إن سياسة السعودية واحدة والملك عبد الله سينتهج الفكر والتخطيط السليم كما كان عليه حكام المملكة السعودية».

الشوارع والمحلات التجارية في مدينة الرياض عادت إلى وضعها الطبيعي بعد تقلص في العمل لمتابعة مراسم البيعة لملكهم الجديد في وسائل الإعلام.