المغرب يتابع بحياد وترقب مجريات الأحداث في موريتانيا

نواكشوط والرباط ظلتا على علاقة طيبة حتى في الفترات العاصفة

TT

تابع المغرب تطورات الاحداث التي وقعت امس، فوق تراب جارته الجنوبية موريتانيا بترقب واهتمام من دون ان يصدر اي موقف بخصوص ما جرى في نواكشوط، على اعتبار ان ذلك شأن داخلي.

وتعاملت الرباط، دائما بحياد مع الاحداث الكثيرة التي وقعت بموريتانيا من اجل السيطرة على الحكم بدءا من اول انقلاب عسكري عرفته البلاد في صيف 1978 ادى الى اطاحة نظام اول رئيس مدني هو الراحل المختار ولد دادة، الذي كان اول من حمل ايضا لواء استقلال موريتانيا التي كان يطالب بها المغرب منذ استقلاله، لكن ولد دادة تحول فيما بعد الى حليف استراتيجي للرباط، مما كان له اكبر الاثر في استعادة الصحراء عام 1975، وإقناع اسبانيا بالخروج منها بطريقة سلمية، ضمنها اتفاق مدريد الذي وقع في نفس السنة من طرف اسبانيا والمغرب وموريتانيا التي نالت جزءا من الاراضي الصحراوية، لكنها تخلصت من عبئها فيما بعد وأصبحت خاضعة لسيطرة المغرب الى الآن.

وعلى الرغم من الشد والجذب الذي طبع علاقات البلدين في السنوات الاولى وخاصة تلك التي اعقبت اطاحة الرئيس ولد دادة، والذي ادى الى وصول ضابط هو العقيد خونا ولد هيدالة المعروف بمساندته لجبهة البوليساريو، فإن الرباط لم تضمر العداء للانظمة المتوالية على السلطة في نواكشوط، وفضلت اسلوب تعميق التعاون، وخاصة العلمي والتقني مع الجارة الجنوبية حيث تكونت افواج من الاطر الموريتانية في المعاهد والجامعات المغربية، ونالوا منحا دراسية وفرتها لهم الوكالة المغربية الموريتانية للتعاون.

ولما استقرت، الاوضاع، منذ استلام الرئيس ولد الطابع، السلطة بواسطة انقلاب عسكري اولا، ثم انتخابه فيما بعد، شهد التعاون بين البلدين نموا مطردا، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ثم جاء خلفه الملك محمد السادس وأعطاه دفعة قوية، توجتها زيارات قام بها الى موريتانيا، الاولى رسمية والثانية لاطمئنانه على الاوضاع اثر المحاولة الانقلابية الفاشلة في يونيو (حزيران) 2003. أما الزيارة الثالثة فتمت في طريق عودة العاهل المغربي من جولته الافريقية الاخيرة.

وتؤطر علاقات التعاون بين الرباط ونواكشوط، لجنة عليا مشتركة، عقدت آخر اجتماع لها في نواكشوط قبل حوالي شهر، ويرأسها على غرار اللجان التي تجمع المغرب ببعض البلدان، رئيسا وزراء البلدين، كما تحرص الرباط على استشارة موريتانيا واطلاعها على تطورات نزاع الصحراء، وتعاملها كشريك اساسي لا بد من التنسيق معه لتحقيق حل سياسي تفاوضي، بالنظر الى حساسية القضية بالنسبة لموريتانيا الواقعة على مرمى من تهديد جبهة البوليساريو، اضافة الى عدم رضا الجزائر على ما تعتقده انحيازا من نواكشوط لاطروحات الرباط بخصوص النزاع.

الى ذلك، لم يتسن لغاية مساء امس معرفة الموقف الرسمي المغربي من التغيير الذي وقع في موريتانيا، واكتفت الوكالة المغربية للانباء ببث الاخبار التي وصلتها من مكتبها بنواكشوط على مدى الساعات التي اعقبت التغيير الحاصل هناك.

ولوحظ ان الجماعة العسكرية التي استولت على مقاليد الامور، سلمت الوكالة المغربية في نواكشوط نسخة من البيان الاول الذي بثته وسائل الاعلام، كما نشر المصدر الاعلامي المغربي بعض المعلومات المتيسرة عن هوية الضباط الموريتانيين الاربعة الذين قاموا بانقلاب امس، اعلاهم رتبة العقيد علي محمد فال مدير عام الامن، الى جانب العقداء، محمد ولد عبد العزيز، رئيس الحرس الرئاسي والغزواني رئيس المخابرات العسكرية، وولد باكار، نائب رئيس اركان الحرب العامة.